facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة الميلاد 2012 .. *المطران مارون لحام

22-12-2012 09:42 PM

يطلّ علينا عيد الميلاد المجيد هذه السنة، ويصدحُ صوت الملائكة من جديد: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس المسرّة". بيد أننا نُنشدُ نشيد الفرح هذا وفي قلوبنا حسرة: "على الأرض السلام"، نريدُه نشيدَ إيمان وصلاةً وأمنيةً وتضرّعًا. فأين السلام في شرقنا العزيز وفي بلادنا العربية كافّة؟ لا شكّ أن الإنسان المؤمن، المسيحي والمسلم على السواء، يقف بجانب جميع المطالب المُحقّة من حرية وكرامة وعدل ومساواة، لكنّه يعبّر عن ذلك دون عنفٍ وقتل وسفك دماء. فالإله الذي نؤمن به هو إله الحياة لا إله الموت.

وبما أنّ ميلاد السيد المسيح يضعُنا أمام طفل وُلد على أرضنا المباركة ويدعوه المؤمنون أميرَ السلام وإله السلام، وبما أن رسالته إلينا هي رسالةُ سلامٍ ومحبة ومغفرة وتضامن، فنريد أن نطلب منه في صلاتنا هذه السنة بالخصوص أمرًا واحدًا: السلام، وقبل السلام المصالحة. فالسلام يُكتب على الأوراق والمعاهدات، بينما المصالحة تتم في القلوب. أقول المصالحة لأنه:

-مهما كان تطوّر الأوضاع في الأردن أو هذا البلد أو ذاك من البلاد العربية، فالطريق الوحيد هو المصالحة.

-المصالحة عملٌ إيمانيّ، نعمةُ نطلبها من الله تعالى، وهي في نفس الوقت عملٌ إنساني واجتماعي من الطراز الأوّل.

-المصالحة ضرورية لتضميد الجراح وتجاوز العداوات والأحقاد وبناء جسور الثقة والحوار، بعد مرحلة سادتها الفوضى والظلم والقتل والتدمير.

-المصالحة ضرورية لإعادة بناء المدن والبلاد المُدمّرة، ولإعادة بناء البشر والشجر والحجر، ولإحياء التضامن بين أبناء الله جميعًا ودعم المتضرّرين والنازحين والمهجّرين.

-المصالحة ضرورية لعودة المحبّة إلى القلوب والبيوت والمجتمعات. فبدون المحبة تصبح الحياة جحيمًا لا يُطاق.

-المصالحة هي مستقبل الأردن ومستقبل سوريا الشقيقة ومستقبل بلاد الشرق الأوسط والبلاد العربية عمومًا ومستقبل البشرية، وهي الحلّ الوحيد لأزماته، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية. لنتعلّم من التاريخ، فقد عاشت أوروبا حربين عالميتين في القرن الماضي راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا. لكنها نبذت العنف وتوصّلت إلى المصالحة، في أوروبا على الأقلّ، على مستوى الدول كما على مستوى الشعوب والأفراد، ولهذا ازدهرت.

هذه هي أمنيتنا في عيد الميلاد المجيد هذه السنة. وهذه هي صلاتنا، وهذا ما نطلبه من الطفل الإلهي الذي يقول عنه القديس يوحنا في إنجيله أنه " أتى ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد" (يوحنا 11، 52).

نتمنى لجميع المسيحيين ولجميع أبنائنا في الوطن الأردني الغالي، أعيادًا مجيدًة، وسلامًا حقيقًّا في القلوب وفي المجتمعات، ونطلب من الله البركة والحماية لبلدنا العزيز، ونطلب الحكمة والشجاعة لسيّد البلاد، الملك عبد الله الثاني، حفظه لله ورعاه ليقود الأردن إلى برّ الأمان الحرية الكرامة.

وكل عام وأنتم بخير.

*المطران مارون لحام / مطران اللاتين في الأردن





  • 1 ابو رمان 22-12-2012 | 09:44 PM

    يا ريت سمعنا هالصوت وهو بوش بذبح اطفال العراق ...

  • 2 محمد 22-12-2012 | 11:07 PM

    إلى أبو رمان : مافي داعي خلط الحابل بالنابل.المسيحين العرب هم أول من وقف في وجه الظلم بدءًا من وقوفهم مع المسلمين ضد الحملات الصليبية وحتى يومنا هذا. أرجو أن تقرأ التاريخ بأمانة.

  • 3 عمر عويس 22-12-2012 | 11:08 PM

    الميلاد لا يقاس بعدد الأشخاص المشاركين في الإحتفالات الدينية و الأعياد, و أيضاً ليس بالمظاهر و مقدار المال المُنفق لتزيين بيوتنا و حدائقنا و سياراتنا.. كل هذه الأمور رائعة, لكن بمرافقة ميلاد جديد لقلوب جديدة مليئة بالحب و الفرح و السعادة و السلام كي يفيض هذا السلام في بيوتنا و عائلاتنا و على العالم أجمع. نحن نعيش اليوم في عالم تغيب عنه المحبة و المصالحة, لكن بإيماننا بأنه سيتغير وجه الأرض بميلاد سيّد السلام و بفهمنا لمعنى الميلاد الحقيقي لا بد أن يمحى البغض و تزهر الأرض.. محبّة و سلام.

  • 4 علاء عباسي 23-12-2012 | 01:18 PM

    كلام رائع و من قلب كبير و محب يا سيادة المطران..يا رب السلام امنح بلادنا و قلوبنا السلام.

  • 5 علاء عباسي 23-12-2012 | 01:25 PM

    كلام رائع و من قلب كبير و محب يا سيادة المطران..يا رب السلام امنح بلادنا و قلوبنا السلام.

  • 6 hussein al nasser 24-12-2012 | 01:13 AM

    تحيه الى الأب مرون ، الصوت الرائع الحر، الوطني و الذي يعلم ماهو وجدان المواطن كل عام و كل أمتي بخير بمناسبه أعياد الميلاد و رأس السنه الجديد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :