"استفتاء" .. في ظلال مدافع الدبابات المال السياسي .. !!
عودة عودة
22-12-2012 09:37 PM
ما الذي يحدث في مصر الآن من صخب و إقتتال خلال " الإستفتاء " على مشروع الدستور الجديد ..؟! , فقد انقسم الشعب الواحد الى فريقين متحاربين و رافق ذلك استقالات للقضاة و النائب العام و حرق لمقرات بعض الأحزاب المعارضة و بروز ميليشيات الإسلام السياسي و أقساها "جماعة أبو إسماعيل " التي قامت بقذف المتظاهرين المعارضين للرئيس مرسي و للدستور الجديد بالألفاظ النابية و الحجارة و المولوتوف إضافة الى تحرك الشيخ القرضاوي من إحدى الدول الخليجية لتكفير من لا يصوت بنعم للدستور الجديد و ما رافق ذلك من تدخل المال الخليجي لشراء المقترعين للتصويت بنعم على الدستور الجديد نفسه .
يقال لا يمكن أن يساق الناس الى الجنة بالسلاسل فكيف يتم أن يساق الناس الى صناديق الإقتراع بقوة السلاح و المال السياسي ( الترغيب و الترهيب ) معاً و هو نهج معروف للدول المشاركة في نادي " بنك ( النكد ) الدولي " .
ما يجري في مصر الآن و منذ نحو عام من إنتخابات لمجلس الشعب و مجلس الشورى و رئاسة الجمهورية و أخيراً استفتاء على الدستور يذكرنا بإنتخابات جرت في غواتيمالا في أوساط الثمانينات شاهدت فيها بالصوت و الصورة جنود مدججون يدفعون الناخبين الى صناديق الإقتراع بقوة السلاح ..
ما أعنيه في هذه العُجالة الصحفية هو ما يجري في الآن من انتخابات زائفة لديمقراطيات "عرجاء" .. جرت و تجري في "دويلات" وطننا العربي و الكثير من بلدان العالم لو شاهدها مخترع كلمة الديمقراطية و هو يوناني طبعاً لشنق نفسه ..!!
كل ما قيل في هذا الإستفتاء و الإنتخابات أيضاً و هو قول فيه شك مثل : أنها نزيهة .. و غير مسبوقة في تاريخ مصر كله و الحضور كان كبيراً (50 مليون ) شاركوا في الإنتخابات و الإستفتاء و الأخطاء طفيفة .. و المشهد أكثر من رائع .. و قيل أيضاً إن "جماعة " نظام مبارك السابق كانوا هناك ... و المال السياسي كان هناك أيضاً , و " الخليج " كان هناك و الإسلام السياسي و العنفي كان هناك و على رأسهم جماعة ابو اسماعيل و لا نعرف من أين (هطلت) هذه الأموال على الناخبين في الأحياء الفقيرة و المهمشة و الذي كان على شكل أكياس من السكر و الأرز .. و لفائف اللحمة و الدجاج و زجاجات الزيت و الجنيهات أيضاً ..
و تساءل كثيرون : لماذا استشهد هؤلاء الشبان والشابات في ساحة التحرير و غيرها اذا كان هؤلاء من سيقودون شعب مصر العظيم الذي طرد نابليون و حفر قناة السويس و بنى الأهرامات و السد العالي ..
ما رأيته في الإستفتاء و الإنتخابات المصرية جميعها : متعة كاذبة .. لديمقراطية زائفة .. و مُضللة جرت في ظلال البنادق و مدافع الدبابات و ميلشيات أبو إسماعيل و المال و الإسلام السياسي ..!!
Odeha_odeha@yahoo.com