facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فايز يكتب في الذكرى الثامنة لوفاة والده روكس العزيزي


22-12-2012 01:29 AM

عمون - فايز بن روكس زائد العزيزي- ولد روكس العزيزي في مادبا سنة 1903 وتوفي في عمان سنة 2004 فقضى قرنا من الزمان في هذه الفانية مكرسا جل حياته للتربية والتعليم ...، فيقول: لقد كرمني الباري عز وجل بأن أقضي حياتي كلها في تعليم اللغة العربية التي شرف الله قدرها، وفي صناعة الكلمة... ومع أني عرفت طرق الثروة وسبل إكثار المال الحلال فإن عشقي لهذه اللغة الشريفة والكلمة الممتعة نحاني عن عالم التجارة وطرق جمع الثروة فأبدلني بأكياس الأوراق النقدية في البنوك والخزائن الحديدية بما هو أثمن وجعلني

أكدس أوراقا بها ذوب مهجتي

وأسهر حين الناس في الليل نوم

أبيع تراثي كي أسدد حاجتي

وأخفي عن الأحباب ما كنت أكتم

ويسعى أناس كي أغيب في الثرى

وينقذني الرحمن والله أكـــــــــرم

وما جعلني أذكر ذلك أن أكثر الناس يعتقدون بأن روكس العزيزي كان ثريا وما تجدر الإشارة إليه أن تفرغه التام للتعليم في المدارس الخاصة بالإضافة للتأليف وجمع التراث الاردني وهو في تلك السن المبكرة بالإضافة لاهتمامه بحقوق الإنسان لكونه الممثل للرابطة الدولية لحقوق الإنسان ، ونصير المرأة وحركات تحررها من الاستعباد...

كل ذلك لم يجعل جمع الثروة من أولوياته ، فلنسمعه يقول: أبدلني الله بالمال والثروة أوراقا فكتبت عليها بالمداد حينا وبدمع العين ودماء القلب أحيانا ورغم أن مؤلفاته تفوق الستين عددا فإنه لم يكن يعتمدها كمصدر للرزق فيتبرع بحقوق الطبع لبعض كتبه مثل كتابه علي بن أبي طال أسد الإسلام وقديسه لأبناء شهداء الجيش العربي الباسل كما يمنح أحد اسباطه حقوق الطبع... لكتبه المطبوعة حتى تاريخ وفاته بما فيه المعلمة والقاموس ووهب مذكراته للدكتور أسامة يوسف شهاب.

إن تكريسه جل وقته واهتمامه للتراث الاردني ومراسلة الادباء في جميع انحاء العالم كان على حساب بيته وراحته الشخصية وموارده المالية على قلتها مما جعله بعد نهب بيته في القدس سنة 1948 وعودته الى عمان... صفر اليدين حتى من الوظيفة ومن مؤلفاته المخطوطة كنزه الحقيقي الذي كان يفتخر به. أما ما ورثه من العقار عن والده في مادبا وكان عزيزا عليه وثمينا ، إنما كان العلم في نظره هو الرمز المقدس والذي في سبيله يهون كل غال فيسجل أولاده وبناته في ارقى المدارس الخاصة بفلسطين وكذلك فعل... بعد عودته إلى عمان.

كان روكس العزيزي وهو ذلك الهرم الضخم وتلك الدوحة الباسقة متواضعا عفيف القلم واليد واللسان لا يستعمل "العصاة أو المبيدات الحشرية" لصد المتعربشين على دوحه فثمار فكره لا تطالها اصابعهم .. إنما هي ثمار يانعة مشاعه لايدي العلماء الطاهرة . " فاللجام" بيده جاهزا والنقد عنده علم دقيق ومعرفتة واسعة وثقافته تمتد في كل اتجاه فكتابه فريسة أبي ماضي والشرارات من هم وغيرها انما هي الاضواء الكاشفة لما دار او يدور في الخفاء من ظلم الناس للناس فيكشفهم بلا هوادة للملأ ... لا يخشى في الحق لومة لائم ويقول: أن للنقد الأدبي أصول مرعية ويجدر بالأديب الحق أن يلتزم بها. كيف لا وهو القاضي العادل في كل خلاف لغوي واللغة العربية ميدانه الرحب فهو فارس الكلمة والذي لا تشوب جواده شائبة ولم يكبو به أبدا.

كان العزيزي عضوا في أكثر من مجمع علمي في الاردن وفي البلاد العربية بل وفي الغرب والمهجر .

ينقد قاموس المنجد الشهير والمعتمد عالميا. ويستشيره العلماء مثل شيخ العروبة أحمد زكي باشا من مصر والمجدد الكبير أحمد زكي ابو شادي المصري المولد والمقيم في نيويورك . والعلامة حجة الادب انستاس ماري الكرملي من العراق وقد كانت له امتن العلاقات الادبية بالفيلسوف المهجري ميخائيل نعيمة وصاحب جريدة السائح عبد المسيح حداد التي تصدر في نيورك وبفيلسوف اللغة العربية "المستشرق م. ج كلاوس" الذي وصفه بعد الإطلاع على القاموس والمعلمة بالمرجع الخالد وكذلك كانت علاقته الحميمة بالدكتور يوسف شلحد رئيس المجمع الوطني للبحث العلمي وأستاذ الأدب العربي في جامعة السوربون الجديدة. وبالدكتور روجر بلدون رئيس الرابطة الدولية لحقوق الإنسان. والدكتور آرب سارجنت استاذ اللغة العربية في جامعة لندن. وعشرات العلماء في مختلف ارجاء العالم!!

أما في مجال الشعر فللعزيزي قصائد رائعة يمكن جمعها في ديوان بالإضافة لديوانه " جمد الدمع" والذي جاء فيه ما يمنح المرأة الفاضلة أروع شهادة في كل ميدان تطرقه..... وهذا ما أهداه للمرحومة زوجته الفاضلة "هيلانه بنت سليم باشا مرار العزيزات " من الرثاء.

والعزيزي الذي عمّر ما ينوف عن المئة من السنين يفتخر ويفاخر بأنه عاصر خمسة من ملوك الهاشميين وأنه كان مقربا منهم جميعا.

فيذكر في مذكراته تلك العلاقة برؤساء الوزارات ويبين ما كانت تربطه بهم جميعا من أواصرار الاحترام والمودة وكذلك بمعظم رجالات المملكة الاردنية الهاشمية ساسة واجتماعيين وعلماء وأدباء .

أما علاقته المميزة فكانت بالمغفور له بإذن الله جلالة المك عبد الله الاول وجلالة الملك الحسين وجلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الامير الحسن بن طلال أطال الله في عمره وأعزه.

فكم كرم العزيزي في شيخوخته بزياراته المتكررة لمنزله ناقلاً تحيات المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين المعظم. فيبلغه سموه رسالة جلالته إليه " اطلب حاجتك ولا تتحشم فهي مقضية بإذن الله"، فيرد التحية بقصيدة جميلة ويقول:

حسبي سؤال جلالته عني وزيارة سموكم لي مؤونة تكفيني بقية العمر .... وأنا مكفي الحاجة والحمد لله.

فهنيئاً لنا بذكرى ذلك التكريم الملكي وما سبقه وتبعه من الأوسمة الرفيعة، وكل الشكر لعارفي فضله في ميادين الأدب والتراث والإنسانية والذين لم ينسوه في حياته وبعد وفاته فتابعوا آثاره (في حفظ التراث) بمذكراته والتي دون بها ما لم يدونه سواه من المؤرخين فحققها وجمعها وأخرجها للنور إبنه الروحي الدكتور أسامة يوسف شهاب في أربعة مجلدات تكملة لذلك الجهد الذي بدأه قبل فترة من الزمن وهي مجلدين في أربعة اجزاء بعنوان روكس العزيزي وجهوده في توثيق إعلام الأدب والفكر وهو ينوي بأذن الله تحقيق هدفه النبيل باتمام موسوعة العزيزي في التراث الأردني والتي قد تصل إلى عشرة مجلدات ضخمة بأذن الله.

وحول هذه المذكرات اسمحوا لي أن أبين تعريفاً مفصلاً بها وبما عاناه وعانيناه معه فالدكتور اسامة جاهد بمسعاه النبيل، وفيما يلي نبذه حول مذكرات العزيزي وما واجهه ابنه الروحي د. اسامة يوسف شهاب من عقبات في إخراجها للنور، فهذا الجدول يبين عدد صفحاتها عدا الملاحق:

رقم المجلد

العنوان

عدد الصفحات

الأول

مختارات من رسائل روكس بن زايد العزيزي

800

الثاني

مختارات من رسائل روكس بن زايد العزيزي وتشمل الرسائل الإخوانيه والرسائل الأدبية ومن أوراق روكس بن زائد العزيزي

600

الثالث

رحلة حياة – وأيام عشناها

638

الرابع

من أوراق روكس بن زايد العزيزي

550



فمنذ ما يقرب السنة والنصف، استدعى معالي وزير الثقافة الأستاذ طارق مصاروه إلى مكتبه و برفقة الأستاذ اسامة يوسف شهاب فايز بن روكس العزيزي وابنته الإعلامية المهندسة الزراعية سمر العزيزي فرحب بنا ...

وبارك المشروع .... للإبن الروحي لروكس العزيزي والأخ والصديق اسامة يوسف شهاب ومنحه التفرغ العلمي المطلوب لهذا المشروع الضخم.

ولعل أغرب ما واجهنا من أمر ما رصد لهذا المشروع الضخم وهو لا يزيد عما ترصده الوزارة للمشاريع الصغيرة مثل:

الدبكة الشعبية أو الاغنية الشعبية أو كتاب لا تتعدى صفاحته التلاثمائة ولا تزيد نسخه المطبوعة عن الالفين.

وحتى هذا المبلغ اقتطع منه: " أربعماية دينار ضريبة ".



وبرغم ان هذه المذكرات تشكل ذاكرة وطن ويدونها علامة يستقبله جلالة الملك الحسين بكل تقدير بل ويقبل رأسه تقديراً للعلم ويلقبه بعميد الأدب الأردني ويمنحه الأوسمة الرفيعة.

وبعد كل هذا التكريم والتقدير من ملوك وامراء الهاشميين الأشاوس.... تهمل مذكرات العزيزي فلا يرى تاريخ الأردن غير المدون منذ عهد الأمارة بل ونضال رجالاته الأشراف منذ الثورة العربية الكبرى النور!!!!

إني أتأمل أن يعاد النظر في هذا الأرث الرائع لأنه يمثل كنزنا الحقيقي والثمين.... ولكنه لم يجد التقدير الواجب !!! حتى هذا التاريخ !!! فهل يكون ؟؟؟؟

لم يكن العزيزي يعاني من (السرملة) فطريقة واضح وهو نبيه، إنما ما أصعب السير في ومعارج الحياة الموحشة، فكيف يجمع تراث كاد ينساه الزمن ( وهو الهوية الوطنية وتاريخ الأمة المجيد )... أجل وبإمكانات تكاد أن تكون فردية وبرغم ما يُخْتَلق من العقبات والمصاعب، يتجاوزها أصحاب الهمم العالية والنفوس الكبيرة.

وكأني بأبي الطيب المتني يبعث حياً إذ يقول:

أنا الذي نظر الاعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

فهنيئاً للدكتور أسامة يوسف شهاب وللأب الحاني المرحوم أبي عادل و بعارفي الفضل من الاحبة واللذين ما زالوا يذكرونهم بالتكريم في كل مناسبة.

وختاماً اسمحو لي أن ألوذ بذكراه كالمتعبد في محراب الأدب والفن والذي لا يمل تكرار الشكر لمن شكرهم علينا وجب بهذه الأبيات:

عـــــــــــن لآليك غفلنـــــــــــا وقد جاد بالسحر الـــــــبيــــــــــان

قبس من نــــــــــور علمـــــك نبراس وفي راحـــــــــــتك جمــان

حياك رضــــــــوان وفـــــــي المحيا الإشراقة والحنـــــــــــــــان

رسالة وســجــــــل للحيـــــاة هام بسحرها الآنــــــــــــــــــــــــام

فيا مبدعاً للحرف مـــعنــــــاه لمرساك سيرنا الزمــــــــــــــــــان

فمنارة للعلم ومنبر فيهـــــــا وحكيم بالرشد أكمل الرحـــمــــــن

ومئزر للضاد فشهـــــــــــاب بســـحر البيان يعليــــــــه شــــــان

برائع الدر طوقه يــــــــــراع أبــــــــداع فـــــــي صنعه فنــــــــان

فالضاد جذلان والــــهــــــزار شدى، فمادت لشدوه الأغـضــــــان

فإن عز في الوجود صــديـق مـــــــــن بالوفـــــــا بك الرحـمـــــن

فيبعث التاريـــــــــخ حــيـــا فكريم من فيضه تطفح الشطـــــــان

فقضى الله بالذكــــــــــــــرى لتبقى سجلاً ناصعاً ما شابه نقصان

وعـــــــــن الســـاح لو غبت يوماً فلشهاب بعلمك أي شــــــــــان

يوقظ الكنار فيتحفنـــــــــــا روائع اللحن والصدى الـــــــــــرنان

فالبنور دونها أدامــــــــــــه المولى وبالورد أزهر البستـــــــــان





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



فايز بن روكس زائد العزيزي

عن عائلة العزيزي و أبنائه وبناته وأحفاده

وحفيداته الأحياء منهم والأموات





  • 1 نايف النوايسة 22-12-2012 | 02:50 AM

    تمنيت اخي فايز ان يمتد شكرك ليشملني، وهل نسيت انني كنت المتحدث الاول في منتدى الرواد الكبار عن المرحوم والدك وقدمت ورقة نشرتها بعد ذلك في جريدة الدستور وهي منشورة على موقعي..
    روكس العزيزي ليس لكم وحدكم انما هو رمز مهم من رموز الاردن في الحركة الثقافية.. وشكرا لعمون.

  • 2 أبو ..... 22-12-2012 | 03:00 AM

    إنا لله وان إليه راجعون ، صدق الله العظيم .
    .....

  • 3 خالد القيسي - الطفيلة 22-12-2012 | 11:56 AM

    الاستاذ فايز روكس بن زائد العزيزي المحترم
    رحم الله الله الاستاذ المؤرخ العظيم لقد كانت تربطني به علاقة قوية من خلال المراسلات الخطية وكنت اجلة واحترمة لانة كان فعلا كبيرا وكريما وفقدنا مؤرخا وكاتبا فاضلا غنيا بحب الامة العربية وتراثا مفعما بالحياة ومهما قيل عنه لا يوفيه حقه .

  • 4 عيد ابووندي 22-12-2012 | 02:12 PM

    اخي فايز رحمة الله على روح ابن الأردن عامه ومادبا خاصه وله الحق علينا ان نقيم متحف له والأديب غالب هلسه وأستاذنا الكبير النحاس وشيخنا الموقر احمد قطيش في مادبا وكان هذا هدفي وانا في البلديه ولكن الفاسدين وخاصه بالوزارة كان المانع .......اخي لا تنسى الليله التي أقيمت في منزلي وهو اكبر ملتقى ثقافي أقيم في مدينة مادبا الثقافة وتجاهلوه المفسدين ,,,,,,, اخي فاير أتقدم لجميع عائلتكم وأصدقاء وأحباء المرحوم روكي العزيزي ان نجتمع بالدعاء لرب العالمين ان يحرمه ويدخله جنات النعيم

  • 5 عيد ابووندي 22-12-2012 | 02:12 PM

    اخي فايز رحمة الله على روح ابن الأردن عامه ومادبا خاصه وله الحق علينا ان نقيم متحف له والأديب غالب هلسه وأستاذنا الكبير النحاس وشيخنا الموقر احمد قطيش في مادبا وكان هذا هدفي وانا في البلديه ولكن الفاسدين وخاصه بالوزارة كان المانع .......اخي لا تنسى الليله التي أقيمت في منزلي وهو اكبر ملتقى ثقافي أقيم في مدينة مادبا الثقافة وتجاهلوه المفسدين ,,,,,,, اخي فاير أتقدم لجميع عائلتكم وأصدقاء وأحباء المرحوم روكي العزيزي ان نجتمع بالدعاء لرب العالمين ان يحرمه ويدخله جنات النعيم

  • 6 فايز روكس العزيزي 23-12-2012 | 02:43 PM

    الاعزاء محبي روكس العزيزي اشكر مشاعركوم النبيلة تجاه والدي و والد كل منتمي و محب لهذا الوطن .

    الاستاذ نايف النوايسة الكريم شكرا على اهتمامك بادب روكس و اشكرك على مقالاتك و اشكر كل من كتب عن ادبه فانتم ابنائه و على هذا الاساس انتم لا تنتظرون -على ما اعتقد- الشكر اما بالنسبة للدكتور شهاب فقد حقق ثمانية مجلدات من موسوعة العزيزي التي نامل ان ترى النور انشاء الله .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :