جائزة نوبل لتكميم الأفواه
د. فهد الفانك
21-12-2012 08:11 PM
عمون - من قال أن جائزة نوبل في الأدب لا تعطى إلا لخصوم الشيوعية وأصدقاء إسرائيل ، فها هي الجائزة هذا العام تذهب إلى عضو في الحزب الشيوعي الصيني هو الكاتب والأديب مو يان.
هذه الخطوة لا تنفي التهمة الأساسية الموجهة إلى لجنة الجائزة في السويد ، ذلك أن الصين اليوم لم تعد دولة شيوعية فهي ثاني اكبر دولة رأسمالية في العالم ، أما الحزب الحاكم في الصين فليس له من الشيوعية سوى الاسم.
ما يهمنا أن مو يان الفائز بالجائزة ألقى خطاب القبول في ستوكهولم فأثار ذهول المراقبين ، وربما يكون قد زاد إعجاب أعضاء اللجنة بأفكاره الخلاقة.
يذكر أن الاسم الأدبي الذي اختاره الفائز بالجائزة لنفسه وهو مو يان يعني (لا تتكلم) أو باللغة الدارجة (سكر ثمك!) وبذلك كان اسماً على مسمى.
في خطابه عند استلام الجائزة دعا الأديب الصيني (الشيوعي) إلى فرض رقابة مشددة على تداول الافكار لإتقاء الضرر الذي يمكن أن يحدثه البعض بآراء هدامة.
وزاد على ذلك بتشبيه الرقابة على وسائل الإعلام ، بالرقابة المشددة في المطارات حيث يتفحص المراقبون المسافر من الحزام إلى الحذاء ، وهو نشاط مقبول وضروري لحماية المسافرين نرحب به ولا نعترض عليه لأنه يهدف لحمايتنا.
مو يان له تاريخ في مواجهة حرية الرأي فعندما وقع مايتا حامل لجائزة نوبل بياناً يطالب الحكومة الصينية بالإفراج عن أحد سجناء الرأي رفض التوقيع. ويبدو أنه يرى أن السجن هو المكان المناسب لمن يبدي رأياً مخالفاً.
بعد أن استمعت لجنة جائزة نوبل إلى هذا الخطاب ، كان عليها ان تراجع نفسها وتمتنع عن تسـليم الجائزة لهذا الأديب ، الذي يصلح مراقـب مطبوعات ، وأن تستدرك الخطأ الذي وقعت فيه إذ لم تفرق بين رواية جيدة كتبها مو وبين الجلاد الكامن في تلافيف دماغه.
الأفكار والتوجهات التي عبـّر عنها بعبارات صريحة الأديب الصيني الفائز بجائزة نوبل للآداب هذه السنة ، أثارت الصدمة ، ليس فقط بين حملة الجائزة الذين لا يريدون أن ينضم إليهم شخص لا يؤمن بحرية الفكر والتعبير ويطالب بفرض الرقابة على الفكر بل أيضاً بين العاملين في مجال الفكر والإعلام حول العالم. "الرأي"