ترفض السفارة الاسرائيلية ، في عمان ، غالبية طلبات التأشيرات التي يتقدم بها اردنيون ، دون سبب معلن ، سوى تلك الاسباب التي نعرفها كلنا ، وخصوصا ، الرغبة ، بمنع العرب من زيارة فلسطين المحتلة.
اذا كان المفتون الشرعيون ، يحرمون ، في بعضهم ، الحصول على تأشيرة اسرائيلية لزيارة فلسطين ، والوطنيون ايضا لا يحبذون ، ختم جواز السفر ، بختم اسرائيلي ، ويرون في الامر ، اعترافا وتطبيعا ، فان ذات السفارة الاسرائيلية ، تتشدد في الموقف ، وترفض منح تأشيرات لالاف الاردنيين سنويا ، دون ذكر سبب قانوني ، سوى المخاوف ، من تسلل العرب ، مجددا الى لفلسطين ، بشكل او باخر.لماذا ترفض اسرائيل ، منح التأشيرات الى الاردنيين ، على الرغم ، من وجود معاهدة سلام ، وحديث طويل وممل ، عن جدوى السلام ، مع موردخاي ورفاقه ، ولماذا لا نعامل نحن عبر سفارتنا ، طالبي التأشيرات ، بذات الطريقة ، علينا ان نسأل الجهات المختصة لدينا ، عن نسبة الذين يحصلون على تأشيرات اردنية ، مقارنة بنسبة الذين يحصلون على تأشيرات اسرائيلية ، هنا في الاردن ، وما هو الرد الرسمي ، على التضييق الاسرائيلي ، على التأشيرات.
هي ليست دعوة للتطبيع ، او للوقوف على طوابير تسول التأشيرات ، عند السفارة الاسرائيلية ، حتى لا تبقى القصة ، في حدود الحلال والحرام ، وفي حدود التطبيع او عدم التطبيع ، انها التساؤلات حول الجدوى ، مما يسمى السلام ، اذا كانت السفارة الاسرائيلية ، في عمان ، تمنع منح التأشيرات ، وهي تعرف ان غالبية من يطلبها ، لا يتقدم بطلبه الا مضطرا ، من اجل السفر لحل مشكلة ارض ، او اشكال عائلي ، او لاي سبب اخر ، وهي قضايا انسانية واجتماعية ، لا يمكن ان تتذرع السفارة بدواع امنية ، لمنع منح التأشيرات ، او خوفا من ذهاب الناس للعمل ، فلا احد يرغب في العمل ، هناك ، ولا احد يرغب اصلا ، ان يقف في طابور طويل امام السيد "شلومو" لرجاء حضرته للحصول على تاشيرة لزيارة فلسطين.
بدلا من ان ينشغل مقاومو التطبيع ، بالتنديد بمن يطبعون ، وهو جهد عظيم ، يشكرون عليهم ، ينبغي عليهم ، ان يكونوا براغماتيين ، ايضا ، فيفتحون ملف رفض التأشيرات ، لان رفض التأشيرات ، عمل منظم ، يقصد منه تخريب انماط اجتماعية ، وتعقيد حياة الناس ، وتدمير مصالحهم ، المتعلقة حتى بوجود اراض لهم ، يرغبون بالاطمئنان على وضعها ، احيانا ، فالحصول على تأشيرة في هذه الحالة ، امر هام جدا ، ورفض السفارة منح التأشيرة عدوان بكل ما في الكلمة من معنى ، وهو شكل من اشكال العدوان ، علينا ، تلتبس صوره ، جراء اعتقاد البعض ان طلب التأشيرة حرام اصلا ، ومن محاسن الصدف ان السفارة تطبق الشريعة ، وفقا لهذه الطريقة العجيبة ، فترفض منح التأشيرات ، وتمنعنا من التطبيع ، وتحافظ على طهرنا الوطني.
على من يمتلك المسؤولية ، ان يفسر لنا ، سر رفض الاف التأشيرات ، سنويا ، ولماذا نقوم نحن بالمقابل ، بمنحها لشلومو وموردخاي ورفاقهما ، فيأتون الى هذا البلد ، بكل يسر ، فيما على الاردني ، ان يقف في طابور الانتظار والرفض ، وهل هي معاهدة سلام وحب من طرف واحد.
شلومو.. لا نريد تأشيرتك ، لكن لا تأت انت الى ديارنا ، فلا نريد ان نراك.