توقعات الملك لليوم التالي للانتخابات
د.مهند مبيضين
20-12-2012 05:30 PM
«لا أشتغل لوحدي، انتم يجب أن تعملوا معي... ونجاح الأردن في الانتخابات والإصلاح سيكون عونا لنا ولغيرنا»، بهذه الكلمات عبر الملك خلال لقائه مجموعة من الشباب الأردني المختلف والمتعدد البيئات والاهتمامات، وقد بدأ مضيف اللقاء د خالد الكركي بالحديث، ثم الملك الذي تحدث بدقة، راسما الطريق للأولويات الوطنية وممهدا السبيل لمجموعة من الشباب لتقديم أفكارهم بأعلى مستوى من الجرأة والمسؤولية، وهو حوار اقترب كثيرا من الخصوصيات الملكية والهموم الوطنية، وكانت البداية من ممثل الحراك الشبابي الإسلامي الذي ذهب بعيدا إلى الاستشهاد بمعارض وطني محترم هو شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل «عرار».
بدأ الملك الحديث مؤكد على أن الحراك الحقيقي ذو المطالب الوطنية محقٌ بطلباته في قضايا البطالة ومكافحة الفساد، وأشار إلى أهمية دور الشباب والمرأة بحسم معركة الانتخابات، التي بدا واضحا أنه يراقب ويتابع التحضير لها بحرص كبير، وحين أثير الحديث عن المال السياسي، أوضح أن أربعة مرشحين محتملين هم تحت المراقبة في سلوكهم المريب، مؤكدا على أن تأسيس السوابق في المحاسبة وفق القانون هي التي تؤسس للمصداقية.
ولم يتوان الحضور عن نقد التعليم ودور الأحزاب ونظام القبول بالجامعات والتعليم بالمدارس، والإعلام غير المهني، ولكن الملك أكد على أن مشاركة الجميع من الشباب هي التي تقود البلد للخير، ونوه إلى أنه سيشارك في النقاش الوطني قريبا عبر مساهمته في أربع صحف يومية، كي تكون العملية السياسية وخيارات وأجندات الكتل السياسية تحت الفحص.
تحدث الملك بإنصات، وسعة صدر، سُئل عن ولي العهد وعن دوره وعن ضرورة وجوده مع الناس، وأجاب على ذلك، وسُئل عن الفساد المعطل، ملمحا إلى أن هناك ملفات جديدة في طريقها للقضاء، وأجاب عن سيناريوهات الحكومة البرلمانية: قائلا أنها لن تكون كلها نواب بل ستضم تكنوقراطا أيضا.
الملك الذي تحدث عن المساعدات العربية، بث همومه للشباب عن الإساءة التي وجهت لأشقاء عرب مستثمرين، ما أخر بعض الاستثمارات وتحدث عن إيران وعرضها النفطي، مبينا أن كل ما جرى محسوب، وهو ضد علاقتنا الراسخة والمستقبلية مع السعودية والإمارات، وشدد على أهمية العلاقة مع مصر والانفراج بالعلاقات مع زيارة رئيس الوزراء المصري لعمان.
لم يترك الملك شيئا إلا وألقى الضوء عليه، تحدث عن إمكانية صعوبة تشكيل الحكومة البرلمانية وان البلد في المستقبل قد تشهد مرحلة دون حكومة لمدة شهر أو شهرين لاستكمال المشاورات والتشكيل، لافتاً إلى أنها مرحلة جديدة في حياة الوطن، لكنه أكد على أننا لن نشهد وزيرا يجلس في مكتبة والماء منقطع عن قرية ما؛ لأن ذلك سيحرج كتلته، ولن يكذب الوزراء ويقولون كل شيء تمام؛ لأن البرلمان سيحاسب كتلة الأكثرية.
الشباب من جانبهم انتقدوا الإعلام الرسمي والتقصير بالترويج للسياحة، وصانعي القرار في القبول الجامعي، وركزوا على أهمية تطوير التعليم، لكن الملك جزم بأن اليوم التالي ليوم 24/1/2013 هو النسخة الجديدة للوطن، وهو ما قد يستغرق وقتا كافيا لكي تلتقي بعض الكتل في إطار حزبي كبير، ولكنه بين أنه من قراءته الأولية التوقعية فإنه سيكون على 2-3 كتل برلمانية الاتفاق على رئيس الوزراء الذي سيأتي من بينها.
في الحديث عن اليسار واليمين، بين أن هناك تشكلا عالميا ليسار ويمين جديدين، وأن الشكل القديم لليسار قد لا يلبي الطموح عند الشباب، ولفت إلى أنه يساري في التعليم والصحة، لكنه يميني في الدفاع والأمن.