عمون - عقدت اليوم الجلسة الحوارية النقاشية حول تطوير مشاركة الشباب في العمل البلدي والتي تناولت ورقة السياسات التي حملت عنوان " بلديتي...تكبربمشاركتي" والتي أعدها مركز الثريا للدراسات بالتعاون مع المعهد الديمقراطي الوطني (NDI) بحيث تم اليوم عرض الورقة ومناقشتها بمشاركة وزارة البلديات ورؤساء اللجان البلدية في الميدان ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات والهيئات الشبابية العاملة مع الشباب وقد تناولت الورقة استعراض شامل لتطور العمل البلدي في الاردن منذ تأسيس أول بلدية في الاردن عام 1887م، كما تناولت الورقة تعريفا بالاشكالية الاساسية الممثلة بقلة امتلاك البلديات للوسائل والادوات المناسبة لتفعيل مشاركة الشباب ضمن الفئة العمرية 18-30 سنة في العمل البلدي والتي تؤدي بدورها الى ضعف المشاركة الشبابية وانعكاساتها السلبية على تطور العمل البلدي الى جانب ضعف التواصل بين البلديات والشباب ضمن بيئاتهم المحلية، كما تم استعراض منهجية اعداد الورقة والتي اعتمدت المنهجية العلمية التشاركية بالاعتماد على اجراء مراجعة للدراسات والادبيات السابقة ذات العلاقة والاطلاع على التجارب العربية والدولية وبتنفيذ مجموعات عمل مركزة مع الشباب والعاملين في البلديات والمقابلات الشخصية مع الرؤساء واعضاء البلديات.

كما تناولت الورقة عرضا لاهمية مشاركة الشباب في البلديات وانعكاسها على تطوير العمل البلدي من اختيار وتصميم البرامج الواقعية والعملية من قبل البلديات وضمان استمرارية البرامج والمشاريع البلدية وتحقيق اهدافها واشراك الشباب في عملية صنع القرار على المستويات المحلية والوطنية وفي صناعة الخطط والبرامج والمشاريع التنموية، الى جانب انعكاسات تلك المشاركة على ترسيخ الديمقراطية والمشاركة والعدالة وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع وزيادة المشاركة الشعبية وترسيخ المواطنة الفاعلة لدى الشباب ومجتمعاتهم المحلية وخلق روح المبادرة والحافز الايجابي لدى الشباب نحو العمل التطوعي وتنمية الروح القيادية لديهم وتطوير قدراتهم ومعارفهم نحو الاهتمام بالقضايا المجتمعية، كما استعرضت الورقة اليات تعزيز المشاركة الشبابية في البلديات من خلال امتلاك الوعي بمفاهيم وأهمية العمل البلدي والرغبة الفعلية نحو المشاركة والاستعداد للعمل البلدي والتزام روح المسؤولية لخدمة المصلحة العامة، لما لمشاركة الشباب من اثر ايجابي نحو العمل البلدي، وقد حملت الورقة العديد من التوصيات لصناع القرار نحو تفعيل مشاركة الشباب في العمل البلدي من خلال اتاحة الفرصة امام الشباب للمشاركة والحضور والاطلاع على جلسات المجالس البلدية ونشر مضامين وقرارات الجلسات عبر وسائل و مواقع التواصل المختلفة، اضافة الى تأسيس مجالس بلدية شبابية رديفة للمجالس البلدية تشكل ميدانا تدريبيا محليا للشباب حول متطلبات العمل البلدي وانشاء الفرق التطوعية الشبابية من خلال وحدات التنمية المختلفة في البلديات لاستثمار الطاقات والقدرات الشبابية لخدمة العمل البلدي.

الى جانب تخصيص بند في ميزانية البلديات لخدمة البرامج والمشاريع الشبابية وتفعيل لجان الاحياء في الميدان من خلال اشراك الشباب فيها بفاعلية لتادية الادوار التنموية وضرورة توفير البيانات الخاصة في مشاركة الشباب في العمل البلدي من قبل وزارة البلديات عبر أجهزتها المختلفة.

وقد أضاف د. محمد الجريبيع مدير مركز الثريا بان اعداد تلك الورقة جاء انطلاقا من أن مشاركة الشباب في العمل البلدي جزءا لا يتجزا من المشاركة السياسية والديمقراطية للشباب وهي خطوة هامة نحو شراكة الشباب في العمل التنموي المحلي وان الفترة القادمة ستشهد اعداد العديد من اوراق السياسات التي تتناول مختلف القضايا الوطنية بهدف ايجاد الفئة السياسية والاجتماعية الداعمة للمشاركة الشضعبية والسياسية لكافة أفراد المجتمع في عملية الاصلاح الشامل.

وقد شهدت الجلسة العديد من المداخلات والنقاشات الجادة الرامية نحو التاكيد على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة والعمل المشترك بين كافة المؤسسات لتطبيق النتائج والتوصيات على ارض الواقع والتي اسفرت عن تبني وزير البلديات ودعمه لكافة النتائج والتوصيات الواردة من خلال الايعاز لاجهزة الوزارة المختلفة نحو تعميم الورقة ونشرها عبر عقد (12) جلسة في مراكز المحافظات واعداد التصور الشامل للمجالس البلدية الشبابية والدعوة لحضور مجموعة من الشباب لجلسات المجالس البلدية خلال الفترة القادمة الى جانب دراسة تخصيص ميزانية للمجالس البلدية الشبابية من ميزانية البلديات على ان يتم انشاء (3) مجالس بلدية شبابية على المرحلة الاولي تشمل ( الشمال، الجنوب، الوسط) لتعميمها لاحقا على المحافظات كافة.
وفي نهاية الجلسة تم تسليم درع مركز الثريا للدراسات لمعالي المهندس ماهر أبو السمن تقديرا لرعايته واهتمامه في انجاح الجلسة وما تضمنته من توصيات.