في زحمة المطالبة بإصلاح الأنظمة يتم نسيان المطالبة بإصلاح الأحزاب التي قد تكون جزءاً من العلاج ، وقد تكون جزءاً من المشكلة .
في البلدان المتقدمة ديموقراطياً تقف الأحزاب متسابقة لخدمة مواطنيها حيث يتداولون على السلطة ضمن برامج يطرحونها على الناخبين الذين يختارون الحزب المناسب للمرحلة، حيث يتحلى الناخب بالوعي ، ولهذا نرى في أمريكا يتم التداول بين الجمهوريين والديموقراطيين ، ويتم التداول بين المحافظين والعمال في بريطانيا ، وعلى الطريق نفسه يتناوب اليمين والاشتراكيون سكنى الإليزيه في فرنسا .
في بلادنا أحزاب تاريخية آيديولوجية لديها محفوظات سياسية دون برامج قابلة للتطبيق وهنا مكمن الخطورة ، ولهذا عاشت هذه الاحزاب في الشارع واستهوتها الجماهير العاطفية وصار التنافس على الحناجر الاعلى وقوة الشعر والبيان والفصاحة مع خليط من السباب والشتائم وحالات التحدي التي تعني البطولة ونيل المديح !!!!!
وقد ألهى هذا الوضع أؤلئك الحزبيين عن الاهتمام بالبرامج التي تعالج مشكلات الوطن وتقدم للمواطن صورة أفضل ومستقبلاً أحسن.
إن الأحزاب الأردنية مدعوة لإعادة بنائها من جديد بغض النظر عن الآيديولوجيات التاريخية ، لا يهم المواطن الأردني شيوعية الشيوعي ولا إسلامية الإسلامي بل يهمه من يقدم برنامجاً يحمي الوطن ويخفض المديونية ويعمّق الاستقلال ويعالج البطالة ويحارب الفقر ، لا يهمنا من هو اليساري البطل ( ! ) الذي استخدم كلمات أمام الملك في لقاء هنا أو هناك ، ولا يعنيني ما قاله الإسلامي أمام جلالته ، يهمنا من يقدم للوطن شمعة تضيء الطريق وتنفي الظلام ، أما اللاعنون الشتامون السبابون فهم لا يطعمون البطون الجائعة و لا يشهدون لله تعالى بالإعمار الذي طلبه من الناس يوم خلقهم.
أحزابنا بحاجة إلى عمليات جراحية تهلك من هلك عن بينة وتحيي من حي عن بينة ، نريد خطاباً جديداً ينفع الناس فيمكث في الارض، أما الزبد فليذهب إلى الجحيم.
b.alomosh@alarabalyawm.net
العرب اليوم