عندما تتحول المركبات إلى جداريات (صور)
18-12-2012 02:14 PM
عمون – راما الصوراني - لطالما كان الكلام وسيلة الأدباء للتنفيس عما يجول في خاطرهم من أمور الحياة، وخطوا بذلك لوحات سجلت في التاريخ الانساني وهو ما يسعى الناس لتجديده وتخليده الآن بلوحات كلامية يرسمونها بطريقتهم.
هياكل مركبات سيّارة في شوارع الأردن أصبحت جداريات يعبر فيها أصحابها عما تحويه صدورهم بل أن الجدران والأزقة كان لها نصيب لا بأس به.
ويؤكد مختصون أن أوجه التعبير عن النشاط البشري في الثقافات الهامشية لكل مجتمع تتنوع وتتعدد، وهذا التنوع يحمل دلالات ومضامين ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ترصد الكثير من المتغيرات داخل بنية المجتمع.
"عمون" سألت رئيس قسم علم النفس في الجامعة الأردنية الدكتور محمد بني يونس عن ظاهرة الكتابة على هياكل السيارات والأماكن العامة لم يخفِ امتعاضه من هذا سلوك الذي اعتبره سلبياً؛ عندما يكون في اماكنه غير المخصصة.
وصنف بني يونس، الذي اعتبر هذه الظاهرة من أساليب التواصل بين الافراد، لثلاثة أصناف أحدها توكيدي معتدل متوازن يعبر عن الشخصية السوية، وآخر يكون غير توكيدي، إضافة لأسلوب أسماه بالعنيف.
واستهجن بني يونس ما نشاهده من كتابات مقبولة أو غير مقبولة على الجدران في الأماكن غير المخصصة للكتابة، حيث صنفها لأساليب التواصل غير التوكيدية والعنيفة المعبرة عن شخصية الانسان غير السوي.
وزاد بني يونس بأنه يمكن ان يعتبر الانسان هذا السلوك باسلوب تواصل مع الاخرين "بشكل معتدل" ما يعتبر تنفيساً للتفريغ عما هو مكبوت لديه من أفكار.
من جانبه قال استاذ علم الاجتماع بجامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي لـ"عمون" ان هذه العبارات تلزم العامة بقراءتها التي قد تكون جارحة أو خادشة للحياء.
وأكد الخزاعي أنه ولا يجوز اقحام الناس بالاطلاع على المشاكل الخاصة فهي تعبر عن خصوصية شخص معين يعاني منها ولا يجوز لفت الانظار لها خاصة القضايا الخادشة للحياء أو العاطفية منها.
وتابع الخزاعي حديثه بالقول هناك فئات في المجتمع ترصد هذه العبارات على أنها مخالفة للدين، و لكن يمكن أن تكون هذه الظاهرة ايجابية في حالة واحدة إذا كان الكلام كحكمة أو أمثال على شاكلة "الصبر مفتاح الفرج – لاتسرع السرعة خطر عليك ".
وأرجع الخزاعي انتشار هذه الظاهرة لسبعينيات القرن الماضي، بيد أنه يشير هنا إلى أن هذه الكتابات مخالفة لأنظمة وقوانين السير، ومن يعتقد أنها ثقافة شعبية فهذا الاعتقاد خاطئ بحسب الخزاعي الذي يعتبرها مجرد لفت نظر وشد الناس لمثل تلك القضايا التي تكون أغلبها شخصية.
وعن الحلول المخرجية لهذه الظاهرة اقترح بني يونس إتاحة فرص لمثل هذه الفئات من خلال إقامة أماكن خاصة يتم فيها التعبير عما لديهم كقاعة رسوم وكتابة او مسرح؛ لإنهاء هذا السلوك الجمعي لدى فئة قليلة من الناس ونقيمه بأنه سلوك غير مقبول اجتماعيا.