لا اريد او ازيد على ما يقوله اهل الحراك في الشارع الاردني على مدى سنتين من الزمان فهم قالوا ما لم يقله غيرهم من اهل الحراك في دول الربيع العربي وفردوا كل الاجندة على طاولة البحث ان كان هناك من يعنيه ان يبحث في ما طالبوا به وقالوه.
بيانات تلو بيانات وشعارات تلتها شعارات ولافتات كتبت اكثر من مرة وقالت لمن يرغب ان يعرف عليه ان يعرف وصدحت الحناجر في الشوارع وفي الاعلام الذي سمح لهم ان يصدحوا من خلاله كما كتبوا في الصحف اليومية وغير اليومية وكل المواقع الالكترونية.
قالوا في الاصلاح «ما لم يقله مالك في الخمر» وعبروا بكل الوسائل والطرق وسمعتهم كل الاذان واصغت الى ما قيل بكل اتقان ولم يبخلوا على اي كان ان يقولوا له كذا وكذا وانا هنا لا اريد ان اعيد ما قالوه لانه كثير كثير ولو طبق نصف او ربع ما قالوه لكان يحق لمن يقول ماذا يريد هؤلاء ان يطلق مثل هذا القول.
طالبوا بحكومات تهتم بحال الشعب وان تكون مثل هذه الحكومات مستقرة لتتمكن من تحقيق ما هو خير للوطن وان لا تساهم في كل ما يضر الوطن والمواطن ومجلس نيابي ممثل حقيقي للشعب وان ينبثق منه الحكومات ومكافحة الفساد واعادة مقدرات الوطن فهم يطالبون بصراحة بان يكون للوطن هيبة وان يكون الوطن للجميع وهذه ملخصات لما يطالب به الحراك وان كان الحراك قد توسع فيها وفندها تفنيدا كاملا لمن يريد ان يكون حيا ليسمع او لمن يكون هو حيا ولا يسمع فالمواطن هو الوحيد الحي باستمرار ومنه تنبعث الحياة ولو مر بالاحباطات في فترات معينة.
مع الحراك كل الحق في ان يستهجن ما يصرح به البعض من ان المسؤولين لم يسمعوا بمطالب الحراك ولا يعرفون ماذا يريد الحراك لانهم اصلا قد يكونوا غير معنيين بما يطالب به الحراك لان هناك من ستتضرر مصالحه ويدعي انه يتعامى عن الحقيقة.
اعتقد ان على كل المسؤولين وكل القوى التي لها دور وتؤثر في القرار سواء بشكل مباشر او بشكل غير مباشر ان تعي وتدرك ان الملك اعلن عدة مرات وعبر لبعض القوى عن اهمية الحراك باعتباره عاملا فاعلا ومساندا لحركة النهوض في الاردن وعليها ان تمتثل لما يقوله الملك وان لا تتعامى حتى عندما يقول الملك فكفاهم ما حققوه من غايات واهداف خاصة على حساب الوطن والمواطن واعتقد ان الوطن هو الغاية والاشخاص ليسوا غاية وهذا ما يسعى اليه الملك من خلال اقواله المتكررة.
الحراك قال قولته واعلن لكم ولا يزال يعلن الى ان يستجاب له فلا تعتقدوا انكم في بروج لا تسمعون بها الا ما تريدون ان تسمعوه فارجعوا الى التسجيلات واستمعوا لما ينشره الاعلام او انزلوا الى الشارع لتعرفوا ما قاله وما سيقوله اهل الحراك فيكفي تعامي.
(الدستور)