صاعق المفاجأة الكهرووطنية في تشخيص الرئيس الروابدة؟!
ممدوح ابودلهوم
16-12-2012 10:46 PM
يُجمع معظم المراقبين السياسيين على أهمية الندوة السياسية التي جرت وقائعها و على مدى يومين في البحر الميت، وبأن هذه الندوة النوعية بغير تقيم والتي أشرفت عليها ونهضت بها وزارة التنمية السياسية برعاية الرئيس النسور قد كانت بحق في أوانها وغايتها المناسبين، وما يفتُ في عضد وصفها بالنوعية عدة عناصر يمكن التأشيرُ دون تحفظ على ثلاثة منها..
أولها؛ أنها جمعت فرقاء الطيف وتلاوين نشطاء العمل العام ورموز المجتمع المدني، فكيمياء الحضور غطت جميع المشارب -الحزبية.. منها بوجه خاص..
وثانيهما؛ يتمثل في خصوصية العنوان الرئيس للندوة وأعني الحكومات البرلمانية في الأردن، وما اندرج تحته من عناوين فرعية غطتها الجلسات بموضوعية موفقة ومقبولة..
أما الثالث والأخير؛ فأراه في احتشادات الشحذ الذهني للتعاصف في آفاق الغير مفكر به في الشارع الأردني، وبذات العزم محاولات تبديد الوهم أو الحمل الكاذب وإطفاء النار المقدسة أمام المسكوت عنه بتابوهاته كافة..
قُدمت في هذه الندوة وعلى مدى يومين عدة أوراق عمل بين رئيسة و ثانوية، تبعتها أسئلة ومداخلات فتعقيبات أثرتها وأضافت إليها وأعطتها براءة أهميتها تنويرا وتثويرا في آن معا، قدمها شخصيات سياسية بارزة جمعت عناصر مركب المشترك الوطني للتعددية وجسدته أيما تجسيد وعلى الصعيدين الدستوري والقانوني بوجه خاص، منها فيما أرى أوراق عمل ثلاث ثرّة ونوعية للذوات مع حفظ الألقاب عبد الرؤوف الروابدة وفيصل الفايز ومحمد داوودية، مع التنويه بأن هذه القراءة لا تلغي أهمية باقي الأوراق والتفاوت أيضاً في دقة التشخيص بين ورقة وأخرى، غير أن الأوراق الثلاث آنفاً قد أعطت وفيما أرى لهذه الندوة بعدا سياسيا ضخ في شرايينها دماً طازجا وعفياً، سأقف اليوم وفي هذه المساحة المتواضعة مع ورقة الروابدة كونها الأكثر استفزازا مواجهة واختلافاً، وبالتالي وهو الأهم الأقدر تشخيصا للراهن المعاش والأقرب رحما من الهدف العريض والغاية المرجوة من الندوة تخصيا وتعميما..
ليس يختلف متابعان لفكر دولة البلدوزر الأستاذ عبد الرؤوف الروابدة السياسي و خطابه المجتمعي بوجه خاص، على أنه رمزٌ وطنيٌ وقامة بارزة متفردة وناهضة في تاريخ الدولة الأردنية الحديث، لكنه شاء بعضٌ أو أبى آخر أو تحفظ ثالث شخصية قيادية جدلية لها مذاقها الخاص وحضورها المتميز في الحياة السياسية بل والاجتماعية أيضاً..
لم يبق دولته ومنذ البداية صامتا لا يريم بل راح كعادته يتحفز ويتوفز مداخلا تارةً ومناكفا تارة أخرى مضفيا على الندوة أريحيةً حضوراً وحبوراً، لكنه وما أن جاء دوره في الجلسة الثانية التي رأسها الوزير الأسبق صبري ربيحات، حتى راح يفجر صاعق قنبلته/ ورقته التنويرية/ التثويرية بغير مقياس، والتي أحسب أنها كانت مفاجئة الندوة إذ مزق الغلالة الرقيقة الوهمية الواهنة لغير المفكر به في الواقع السياسي، بل واخترق كل تابوهات خطوط الوهم المرسومة بنثار ما خلفه عجيج السنين، أمام ما يسمى بالأدبيات السياسية بالنار المقدسة للمسكوت عنه لدايلما الديمغرافيا بمطلوبها الانتخابي، ممتطيا جواد الضاد التي يحسن وبصوته الجهوري فن الخطابة بها، ومتكئاً في الآن ذاته على روافع أبرزها نظريته التي يوائم فيها بين الثابت الوطني والمتغير السياسي..
أشير باختصار، أخيراً، وبعد أن أحيل القراء الأكارم إلى كلمة دولته والمنشورة في أقانيم الميديا المختلفة، إلى النقطة الأسخن/ المفاجأة الأسخن في كلمة دولته وهي نظرية المراحل الثلاث، وأقتبس (الأولى تكون مدتها 4 سنوات يتم فيها التشاور مع الكتل البرلمانية لاختيار رئيس الوزراء الأقدر على الحصول على الأغلبية البرلمانية)، والثانية ومدتها 4 سنوات أيضاً (يتم فيها اختيار الرئيس بالتشاور مع الكتل التي يكون من حقها اختيار نصف عدد الوزراء ويترك النصف الثاني للرئيس المكلف)، أما الثالثة وأيضا 4 سنوات (ويتوقع فيها أن تتبلور كتل حزبية أكثر التزاما وعندها يتم تشكيل الوزارة كاملة من بين أعضاء مجلس النواب) و.. لدينا مزيد لكن بعد 23/12 أي مع فتح باب الترشيح للانتخابات..]
Abudalhoum_m@yahoo.com