في عرف الحارات، من يملك «الفطبول» يحق له أن يشكّل الفريق..حتى لو كانت: «رجليه الثنتين شمال» وليس له أية علاقة تذكر بهذه اللعبة الشعبية...
كان يقف «أبو الفطبول» نافشاً ريشه ، بينما يقف باقي أولاد الحارة حوله مترقّبين متذللين، ليبدأ باختيار «لعّيبته» حسب المهارة وصلة القرابة والطاعة المطلقة ..بينما يقوم قائد الفريق الخصم هو الآخر باختيار «فريقه» بنفس المعايير السابقة ..وعندما يبقى «برارة «اللعّيبة - وأنا غالباً منهم- كانوا يختاروننا حسب الخُلق و»تكمالة العدد» وأحياناً «الوسامة» ليس أكثر...
ولأن السياسة «لعب حارات» أيضا ، فإن من يملك «فطبول» المال والنفوذ ، يقوم بتشكيل قائمته الانتخابية حتى لو كانت «رجليه الثنتين شمال» وليس له اية علاقة تذكر بالسياسة..لذا فانا غير متفاجئ من المشاجرات والخلافات التي تحدث كل يوم بين «مسترشحي» القوائم الوطنية حول الترتيب الرقمي في الكتلة..وحتماً الرقم واحد في الكتلة ليس كالرقم 2 وليس كالرقم 9 ولا الرقم 15..فكلما نزلت الأسماء إلى تحت أكثر ، «انطفست» وتضاءلت فرصتها في النجاح..وعليه من «يملك فطبول السلطة والمال» في البلد هو من يقرر بوضع نفسه رأس حربة..وهو الذي يختار «قولجي» القائمة، و «قشّاشها» و»لمّيم طاباتها»...
قلت انه في لعب الحارات، كانوا يختارون «توالي اللعيبة» حسب الخلق و»تكمالة» العدد وأحيانا «الحلاوة»..وقسماً بالله هذا ما حدث أمامي وعلى مسامعي عندما سألت أحد الوزراء المهمّين عن سبب اختيار «فلاناً» في كتلته وإعطائه رقم 10 من حيث الترتيب ..فقال لي بالحرف الواحد «فلان حلو ومتكتك».ونعتقد انه سيجلب للكتلة أصواتاً كثيرة من الجنس اللطيف..وكأن البرلمان محل اكسسوارات يبيع أقلام التخطيط وأصابع الروج ومزيلات العرق ويريدون شاباً «وجهه حلو ولسانه حلو» ليمشّي البضاعة..ويربّي زباين...هكذا يفكر سياسو الأردن العتاقى ، وهذه هي أولى بشائر المجلس القادم و»خزعة» من أنماط تفكرهم..
ختاماً: أي مرشّح رقمه (6) في الكتلة فما فوق فليتبوأ..مقعده في الرسوب منذ الآن.. صدقوني لن ينجح «الحلو والمتكتك» ولا حتى السياسي المحنّك في «حاراتنا السياسية» هذه ..ما دام هناك من يحتكرون الفطبول.
(الرأي)