حتى تكون النزاهة حقا ,على الجهات المعنية أن لا تكون كمن غرق مرة , وأصبح يرتجف من بلة المطر ,أو كمن هو مرعوب إن وقف أمام موج بحر هادئ , وأن لا يكون مرتبكا من شدة الحذر , أو خشية من ضياع العبر فيما قد سلف .
ليست النزاهة في الانتخابات , أن تتوقف جهة أو جهات عن دعم و مساندة مترشح متنفذ عن مترشح حليم هادئ , أو عن آخر متمرد صارخ , وإنما متطلبات استكمال النزاهة شيء كثير , شروط عدة , هامة و مؤثرة , يجب تنفيذها واحتسابها .
اللا مبالاة , إلقاء اللوم على آخرين , تبادل الاتهامات , عدم إيضاح آليات الانتخاب , التساهل في تطبيق القانون , المماطلة في إصدار القرار , السماح بجس النبض , الإحاطة بكل ما هو متوقع , الحذر من الأساليب التي تحاك بالخفاء , الراصدون لإجراءات الهيئة المستقلة , بقصد البحث عن الثغرات , وعلى مبدأ لكل فعل رد فعل , عدم متابعة الرأي العام , لاستقراء ما يدور , وتحضير الإجراءات المعاكسة لإفشال كل ما هو ضار , كل هذه الأمور و خلافها كثير , تطعن شرف النزاهة , إن لم يحسب لها حساب .
ليست النزاهة متوقفة على حيادية الدولة , بل ضمان نزاهة الناخب نفسه , من مسؤوليتها , بأن يعطي صوته , للأفضل الذي يستحق , وإن كان الأمل معقودا على وعي المواطن , إلا أن الخشية تفرض نفسها , لمزيد من الضمانات , قد يتحقق ذلك بسهولة و يسر , إذا أدى الإعلام بكل مكوناته الرسمية و الخاصة , رسالته التوعوية , الهادفة ,المرسومة بمنهجية محكمة , تصل الى كل مواطن في ساح الوطن كله , فحين يكون الإعلام نصيرا لا ظهيرا , تكون النزاهة أقرب , و الاستجابة لنداء الوطن أروع.
النزاهة في الانتخابات , تتطلب محاربة المال الفاسد , وأغنياء الفساد كثر , فعليهم أن يحجموا , وأن لا يستمرئوا على الفساد بفساد أكبر و أخطر , يمكنهم من الجلوس تحت القبة , ويشرعون الحرام حلالا , تنعكس على الوطن هدما وعلى المواطن سحقا , فعلى الدولة أن لا تقف موقف المتفرج , أو المرعوب الخائف , فهي مسؤولة عن العدالة , وأن تفرضها بقوة القانون ,وأن لا يثني عزمها تهريج المهرجين , وتنظير المنظرين , وعلو هتاف و صراخ المندسين .
نزاهة الانتخابات , تتطلب حمايتها من التدخل الخارجي , فهناك راصدون كثر , على مستوى الدول و الأحزاب , وهناك مندسون من أجهزة أمنية و استخبارية خارجية , تعمل منذ وقت مبكر , وتخطط منذ زمن وسيبدأ التنفيذ قبل الانتخابات , و ستبلغ أوجها بعد النتائج مباشرة , فعلى الدولة أن تضع لكل أمر منهجا .
التنافس بين الأحزاب , وحتى بين الأفراد , وبين المجموعات و التكتلات , و رسم الخطط بالمكر و الدهاء , عوامل تنخر جسد النزاهة , فكل يريد لنفسه النصر و لغيره الخذلان ,فالرافضون للانتخابات , أو الخائضون غمارها , يبرمجون و يمنهجون , فعلى الدولة أن لا تخلي لهم الساحات , ليلتزم كل حدوده , عن طيب خاطر أو رغم أنفه .
حمى الله الأردن و شعبه و مليكه .
abeer.alzaben@gmail.com
الدستور