"مغاريب السلط" .. نافذة واسعة تطل على فلسطين .. !!
عودة عودة
16-12-2012 12:56 AM
"مغاريب السلط"..مكان جدير بالزيارة و التواصل لمن يحب فلسطين الأرض .. و الإنسان , و أجزم و بعد زيارتي لمعظم الأقطار العربية أن جميع من ألتقيتهم يعلنون أن كرامة كل منهم مهدورة اذا لم تكن فلسطين كل فلسطين في اليد العربية الفلسطينية .
قبل أيام قليلة .. كنت و ثلة رائعة من الصحاب و من جميع المنابت و الأصول و عروبيون حتى النخاع أيضاً في زيارة لمدينة السلط " الحدودية " , هذه المدينة العربية المشيدة بيوتها من الذهب الأصفر , و الزيارة لم تمتد أكثر من ثلاث ساعات , جلنا في مرابعها و شوارعها الضيقة و الواسعة ثم تغدينا في واحد من مطاعمها المعروفة و التي ذكرتنا بمطاعم الشام و بيروت و القدس الأنيقة , و بعد الغداء عرض علينا عابر سبيل من أهالي مدينة السلط زيارة " مغاريب السلط " و هذا ما تحقق , فمن شارع الستين الذي يزنر السلط انحرفنا بسيارتنا الى شارع ليس بالضيق و ليس بالعريض قال أحد سكان المنطقة انه يقودنا الى مغاريب السلط الجالسة قُبالة فلسطين المحتلة كلها .
قبل الخامس من حزيران كنت أقف شمال بيت جالا الحدودية .. و قُبالة بلدتي " الولجة " المحتلة عام 1948 و التي تقع جنوب غرب القدس و هي من القرى الفلسطينية المدمرة ... " لأشاهدها " من بعيد ليس غير ..! و كنت أسمي " الولجة " وطني الشخصي كما كان محمود درويش بلدته أو قريته "البروة " وطنه الشخصي .. و في هذه الأيام و بعد هزيمة حزيران العام 1967 ها أنذا أسعى الى " مغاريب السلط " .. و مغاريب ناعور و وادي السير لأشاهد " وطني المغتصب " فلسطين ليس غير .. كم كانت النافذة واسعة و أنيقة و مزركشة بألف لون و حلية , في مغاريب السلط على الوطن الفلسطيني , ها هو الوحش الصهيوني فاغراً فاه نحو الشرق .., و من سفوح سيدة البلقاء هذه بالكاد شاهدت أضوية القدس في حين أقسم أكثر من صديق أنه رأى قبة الصخرة و أضواء نابلس و بلداتها و قراها و قصر هشام في أريحا و لا ألوم هؤلاء الأصدقاء , فعندما يشتاق المرء الى الحبيبة يراها طوع بنانه و لو كانت في أقاصي الدنيا , آخر تخيل سلسلة جبال فلسطين الغربية و سلسلة جبال الأردن الشرقية كقلبين متطابقيين .. , آخر رأهما كسيفيين يحتاجان الى الإسناد و الإستعداد للنزال .., قال آخر جرحه عميق من حالة الأمة : لا خوف على " إسرائيل " , حكمة الخَلق أن يسيروا الى الأمام و نحن حكوماتنا تسير الى الخلف , لا خوف على " إسرائيل " لا اليوم و لا الغد و لا بعد غد , فقد " قررت " الجامعة العربية و جميع الحكومات العربية منذ اكثر من ستين عاماً ان تكون دروعاً و قبباً فولاذية لحماية إسرائيل .., كما " تعاهدوا " أن يتقاتلوا فيما بينهم بأسلحة قد تكون معظمها إسرائيلية الصنع مضيفاً : اذا بقيت الأمة على هذه الحال من الهوان و الإذلال و التمزق و الفرقة "و إستهلاك طاقتها " في الحروب و ذبح الذات نيابة عن " إسرائيل " و أخواتها لا نستطيع إلا أن نقول عظم الله أجركم ..!!
Odeha_odeha@yahoo.com