دعوة لقوات حفظ سلام دولية على حدودنا الشمالية
15-12-2012 09:38 PM
إذا ما استعرضنا دور القوات الأردنية في مهام حفظ السلام في بقاع النزاع والصراع والقتال في أنحاء متفرقة من العالم ، فإن الدور الأردني هو في تأمين حياة المدنيين وإنقاذ اللاجئين وتقديم المساعدات للمجتمعات المحلية ،وتأمين وصول قوافل الإنقاذ والطعام والأدوية إلى فئات السكان التي تتأثر من ويلات الصراع ،،،
نطرح الموضوع التالي في ظل ثوابت أهمها أن الأردن وجيشه وحكومته وكل أجهزته الأمنية قادرة على التعامل مع أقسى الظروف وأصعبها ،وهي قيادة متمكنة واثقة ومحترفة ، إضافة أن ما حققه الأردن ويحققه في المجتمع الدولي يجعل منه دولة يتسارع إليها ويلبي نداءها الداعي لأي عون في ظل هذه الظروف.
وإذا نظرنا إلى الوضع على الحدود الشمالية مع سوريا الشقيقة حاليا فان ذات الصورة تتكرر وتكاد تكون متطابقة ، فالجيش العربي الأردني يواجه موجات من الهاربين من مكان القتال ، ويؤمن لهم الحماية وهم في طريقهم لعبور الحدود الأردنية ،ويتولى إسعاف المصابين وتقديم العناية الكاملة لهم وللمرضى ،وتأمين الإسكان لهم في مخيمات أَعدت مع حراسة هذه المخيمات ،ويتأثر الجيش العربي الأردني ذاته أيضا بنيران الصراع واستشهد احد أفرادها وجرح آخر وشهيد مدني وكذا الأمر مع قواتنا في مسؤوليات حفظ السلام الذي فاق عدد الشهداء فيها 35 شهيدا ،
القتال في سوريا مستمر ،وله آثار إنسانية مريرة ،ولا زال المجتمع الدولي يصدر تصريحاته دون جدوى ،ولا زالت هيئة الأمم تراوح مكانها ، ولا زالت تصريحات الكبار تنتقل من التهديد إلى التحذير على أمل بانتظار التغيير دون اعتبار لمأساة تزداد قساوتها كل يوم ، في الوقت الذي نرى مساعدات تتدفق من جهات مختلفة لتخفيف نكبة اللاجئين.
ولكن إدارة النكبة هي مسؤولية الجيش العربي الأردني وقوات الأمن العام والدرك مثل مسؤلياتهم في ساحل العاج وليبريا ،وهي هنا مسؤلية تشاركية وجزئية ولكنها في حالة الحدود الشمالية هي مسؤلية عسكرية أردنية كاملة بمشاركة الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية التي لها دور أيضا في عمليات السلم الخارجية.
في ضوء هذه الحقائق ، ومع تباطؤ الحل الدولي وازدياد الاقتتال الداخلي في سوريا وتفاقم المأساة على حدودنا ،وتوقع مزيدا من اللاجئين والذين قد يتجاوزون الآلاف إذا ما احتدم الصراع أكثر واستخدمت أسلحة غير تقليدية في القتال الدائر، ومع استحالة إرسال قوات دولية أو مساعدات للداخل السوري ،فان الوضع على حدودنا الشمالية جدير بدراسته دوليا داعين الحكومة الأردنية والقوات المسلحة إلى اعتبار الوضع الذي لا يحتاج إلى تعريفه بأنه مأساة تتفاقم ، ندعوهم إلى التنسيق مع هيئة الأمم - وقد زار أمينها العام المنطقة - لتدويل عمليات الإغاثة على الحدود ،وإشراك قوات حفظ سلام دولية للسيطرة على مخيمات النازحين وتقديم المعونات الغذائية والطبية وإنشاء المستشفيات مثلما نحن نديم مستشفياتنا في غزة وليبريا وهاييتي وغيرها ،وحماية اللاجئين أثناء عبورهم الحدود ، وأيضا الاستعداد لمرحلة قادمة يكون لقوات حفظ السلام هذه دور مباشر داخل الحدود السورية .
هذه الدعوة لقوات سلام دولية هنا في الحدود الشمالية الأردنية لا تتناقض أبدا مع كفاءة جيشنا العربي وقوات الأمن العام والدرك والدفاع المدني التي تسيطر تماما على الوضع وهي جاهزة تماما لأضعاف أضعاف اللاجئين ،ولديها اليقظة والحرص على امن الحدود ، وهي القوات المحترفة التي اكتسبت خبرات كبيرة من اشتراكها في قوات حفظ السلام وإدارة الأزمات الدولية ، ولكن دولنة الموقف يتيح التمويل الخارجي المباشر الذي هو اقل من المطلوب ، ويتيح تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته الإنسانية إضافة للاستعداد لموقف قد ينفجر بصورة أبشع ويحتاج إلى سرعة التعامل في عمليات الإيواء والإغاثة .
تحية إلى قوات حرس الحدود على يقظتهم الاحترافية والى كل الجهات التي تمارس الأمن وحفظ النظام والإغاثة في واجهتنا الشمالية .