سوريا .. أبعد من التخلص من النظام
اسعد العزوني
15-12-2012 01:40 PM
رغم أن موقفي من النظام السوري، الناجم عن قصوره الملحوظ في مواجهة اسرائيل، وموقفه المخزي في حرب عام 1982، التى انتهت باخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان والقضاء على المقاومة اللبنانية، واحتلال بيروت بعد حصارها نحو 3 أشهر ،على مسمع ومرآى من القريب والبعيد..
رغم كل ذلك، فإنني أبيح لنفسي الغوص في ملف سوريا الحالي لاثارة بعض الأسئلة المشروعة، ولست معنيا بمن يرضى أو يغضب، وليوفر المعنيون مسبباتهم وشتائمهم، لأن المقبل من الأيام حالك السواد.
السؤال الأول: لمصلحة من تدمر سوريا؟ وهنا لا بد من الاشارة الى أن ما يجري في هذا البلد العربي، الطاهر المطهر من التبعية للبنك وصندوق النقد الدوليين، ووصل بفعل سياسته الاقتصادية الى مرحلة الاكتفاء الذاتي، خرج من اطار الحرب الأهلية، الى فضاء الحرب الكونية، ولكن بتمويل عربي..
لو كانت الأمور غير ذلك، لما رأينا هذا الدمار، ولما وصل عدد الطائرات التى أسقطت للنظام الى 107 طائرات، وقفز معدل القتلى من السوريين وغالبيتهم من النساء والأطفال الى 150 يوميا، ولعلي لا أبالغ إن قلت أن النظام السوري الذبيح يدفع ثمن تحالفاته ومواقفه السابقة، بدءا من القضية الفلسطينية الى ما فعله في لبنان، مرورا بموقفه من العراق ومشاركته في تحالف حفر الباطن.
السؤال الثاني: لماذا بات النظام السوري الذي كان "حبيب الكل" هدفاً للقريب والبعيد؟
قبل الاجابة على هذا السؤال الملف، لا بد من الإعتراف أن الحسنة الوحيدة لهذا النظام هي رفضه المطلق فك التحالف الوثيق بينه وبين كل من ايران وحزب الله ، كما وأعترف أنه لولا دمشق وهذا التحالف مع ايران لما أدخل حزب الله الفرح الى قلوبنا إبان صيف العام 2006 وتمريغه أنف اسرائيل في الوحل.
من هنا نبدأ أي أن رفض دمشق لفك هذا التحالف، رغم العرض السخي الذي قدم لها وأهم أعطياته، الهيمنة التامة على لبنان ، وهذه والله تحسب لهذا النظام.
هنا يكمن سر العداء للنظام السوري، ولذلك وجبت معاقبته حد الخلع، لأنه أصبح في نظرهم عدوا وجب شطبه من الخارطة.
السؤال الثالث: كيف تحرك الدم في عروق الدول العربية والاسلامية وبات يغلي " شفقة" على الشعب السوري، علما أن الشعب الفلسطيني يصرخ ويذبح ويقتل منذ بداية القرن المنصرم، ولا أحد يسمع أو يجيب؟
السؤال الرابع: لماذا الصمت السوري المطبق رغم الخسائر المهولة التى تكبدتها سوريا في لبنان عام 1982 ؟
كان التبرير الرسمي أن الإمكانيات لا تسمح بالمواجهة وبثت الاذاعة السورية في عز المواجهة اللبنانية – الفلسطينية مع اسرائيل ، بيانا رسميا جاء فيه :" لن نسمح لأحد بجرنا الى المعركة، فنحن الذين نحدد زمان ومكان المعركة". وها قد انقضت 30 سنة ولم نر أو نسمع عن هذه المعركة!
إتهامي هنا ليس للنظام فقط، بل لمعارضيه السوريين أيضا، فقد كانوا آنذاك في خندق واحد، وارتضوا الإهانة والإذلال الإسرائيلي لهم ، حيث قامت الطائرات الاسرائيلية بقصف الأراتال السورية وهي منسحبة، وهل بعد ذلك من إهانة أو إذلال ؟؟
هؤلاء الذين ينشقون عن النظام وهم من ذوي الرتب العالية، لم يتحرك دم الغيرة في عروقهم آنذاك ،لأنهم كانوا منشغلين بنهب وسلب الشعب اللبناني والعبث في لبنان، ولذلك أقول أن أبسط ما يمكن أن يقال بحقهم أنهم مأجورون!
ولو كانوا غير ذلك لإنشقوا عن النظام آنذاك واشتبكوا مع الجيش الاسرائيلي الذي كان يترنح في لبنان لولا الموقف الرسمي السوري.
السؤال الخامس : ماذا يعني إعادة قراءة ملف غزو العراق ، في هذه الأيام واتهام دمشق بامتلاك الأسلحة الكيماوية واشتقاق روايات وقصص وأخبار تتحدث بمجلها عن نية النظام إستخدام هذا السلاح ؟ ألا يعني أن غزو سوريا بات قاب قوسين أو أدنى ، علما أن أمريكا اعترفت بخلو العراق من هذه الأسلحة ، ولكن بعد إنجاز الإحتلال.
السؤال السادس : الى متى ستبقى الأمم المتحدة جسرا ومسرحا لعبث أمريكا واسرائيل ومن لف لفيفهما مثل " امبراطورية جزيرة مايكرونيزيا " في العالم ؟
آخر ما طفى على السطح أن المهمة ستناط بكل من تركيا واسرائيل والأردن لإجتياح سوريا من خلال اتباع نظام الكماشة ، وأن تم ذلك فان التاريخ لن يرحم ، وقد طفح الكيل..