الأردنيون يدخنون "الأجنبي"
12-12-2012 11:04 PM
عمون - تنازل الدخان الأردني عن عرش أفواه الأردنيين بعد الأحاديث التي سرت عن نية شركات التدخين الأردنية تخفيض أسعار منتوجاتها التي فقدت من السوق خلال الأيام القليلة الماضية.
المدخنون الذين توجهوا للبدائل وعلى رأسها "النارجيلة" التقتهم "عمون" في إحدى مقاهي عمان الرئيسية وصبوا غضبهم على شركات التدخين الأردنية والموزعين الذين اتهموهم بقطع الدخان الأردني عن الأسواق الأمر الذي اعتبروه نكالاً عليهم في ظل البديل الأجنبي الذي يرتفع سعره لمستويات وصفوها بالقياسية .
طلال البطوش يدخن منذ ما يزيد عن العشرة أعوام, وصف انقطاع الدخان الأردني "الرخيص" مقارنة مع أقرانه الأجنبية بأنه يكشف عن نفسية بائعي الدخان وهو العنصر الذي لا يمكن قطعه بهذا الشكل المفاجئ وهو الأهم لديه من الطعام والشراب ، على حد وصفه.
الدخان الأردني بأنواعه" كالخشب" في طعمه هذا ما بدأ به منصور الحوامدة كلامه فهو لم يدخن الأردني في حياته لأنه يصيبه بذبحة صدرية غير طبيعية عند استيقاظه من النوم كما أنه لا فرق كبير في السعر بينه وبين الأجنبي من حيث السعر .
موزعوا التدخين أكدوا لـ"عمون" أن الدخان الأردني لم ينقطع لكن أصحاب البقالات والمراكز التجارية كانوا يرفضون شراءه لاشاعات سربت لهم بقرب انخفاض سعره وهو ما لم يحدث حيث قام مندوب "عمون" بزيارة لعدد من الأسواق التجارية فكان الأمر على عكس ما سرب من اشاعات فالأسعار ما زالت محافظة على مستوياتها.
ويرى سعد مرعي موزع رئيسي للدخان في عمان أن الدخان الأجنبي بأصنافه يزداد عليه الطلب من سنة لسنة فهو في بعض المناطق الحدودية تقل أسعاره بشكل ملحوظ ، كما أن مستويات الطلب عليه تتراوح بحسب الأوقات والأمكنة .
ويتابع مرعي حديثه بأن شركتين قامتا باشاعة فكرة تخفيض الأسعار, الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المراكز الطبية المتخصصة في معالجة السرطان وعلى رئسها مركز الحسين الذي حذر الحكومة من تخفيض سعر الدخان لأنه سيزيد من الطلب عليه الأمر الذي يؤدي لزيادة نسبة السرطان وغيره من الأمراض التي يسببها .
وفي مسح أجري في النصف الثاني من 2012 لمعرفة مدى انتشار الدخان الأجنبي في السوق الأردنية واشتملت على 2000 علبة من علب السجائر الفارغة والتي تم جمعها من الشوارع ومكبات النفايات في مناطق ومدن تتمتع بنسب سكانية عالية، وهي عمان والزرقاء وإربد والرصيفة، مغطياً ما نسبته 37.4% من المساحة السكانية.
كانت النتائج كما يلي :
تمثل سوق السجائر المهربة 44.2% من حجم سوق السجائر في الأردن، وتمثل السوق اللبنانية الحصة الأكبر من مصادر التهريب بما نسبته 63.3%، بينما تشكل السوق الحرة الأردنية والأسواق الحدودية اللبنانية والسورية والعراقية ما نسبته 18.3%، وتتوزع باقي النسبة على السوق العراقية والأسواق الخليجية وعلى وجه الخصوص السعودية.
وبينت نتائج المسح أن مدينة اربد قد شهدت اكبر نسبة من توفر السجائر المهربة وصلت ل 64.1% من بين المناطق والمدن التي اجري فيها المسح، ويعزى ذلك لموقع مدينة اربد القريب من الحدود السورية مما يجعلها منطقة ناشطة للتهريب، أما في عمان فكانت النسبة 47.7%، وشهدت كل من مدينة الزرقاء والرصيفة نسب أقل متفاوتة.
كما دلت النتائج إلى أن السجائر التي تتراوح قيمتها السوقية ما بين الدينار والنصف إلى الدينارين هي أكثر الأنواع تهريباً.