الرفيق " عبد الله الثاني " ! .. أدهم غرايبة
mohammad
12-12-2012 10:16 PM
في اللقاء قال لنا الملك " أنه يساري " !
كيف يمكننا إذا أن نفسر حملات الخصخصة التي داهمت ثرواتنا الوطنية و مؤسساتنا العامة و تركتنا في مواجهة صقيع إفلاس الدولة و خواء ميزانيتها العامة ؟
لو كان الملك يساريا لما أهتز القطاع العام و لا تراجعت مستويات الصحة و التعليم و الخدمات البلدية و لما انقرضت الزراعة , أو تكاد , في بلدنا !
حسنا . كان لقاءنا وديا للغايه , لكنه - برغم وديته - كان صريحا بلا مجاملات و وطنيا بلا هواده . من الإنصاف القول أن الملك بادلنا شجاعة الحديث بشجاعة الإستماع بلا تحفظ.
من الإنصاف القول أيضا أن بعضنا لم يراع بروتوكلية الخطاب مع رأس الدولة , وهذه ليست بطولة , لكنه قال الحقيقة " على بلاطة "!
الحقيه على بلاطه , بأدب , هي اكثر ما يحتاج الملك له الأن بعد ان ظل سماعه مرهونا لحديث بضع مشبوهين لم يصدقوه القول.
من حقائق اللقاء بالملك أيضا أنه جاء بمبادرة منه و هذا يحسب له لا عليه و لا أظن أنه جاء لأسباب تتعلق بالعلاقات العامة او الإحتواء لانه لو كان كذلك لحضر التلفزيون و لعُمم الخبر عن طريق إعلام الديوان الملكي لكن تسريبات اللقاء جاءت من بعض الحاضرين ! برغم حساسية اللقاء الذي أحتوى معلومات خصنا بها الملك بعد ان شعر بالثقة بأنه يلتقي مجموعة مميزة لها اراء صارمة ومواقف صلبة تستحق الإحترام.
ما يجب أن يعلمه العامة أن اللقاء لم يخرج بتفاهمات أو ضمانات لكنه كسر حواجز نفسيه من الواجب الا تكون بين الحاكم والمحكوم سيما ان أوضاع البلد لا تسر إلا أعداءه.
الهجوم الذي تعرضنا له صدر إما من بعض شباب في الحراك لاعتقادهم اننا تحدثنا بأسم الحراك , برغم جرأتنا , و هذا غير صحيح فقد تحدثنا إما بأسمائنا الشخصية أو باسم التيارات التي نمثلها علما ان بعضنا كان ممن أطلق الحراك و يشهد له بذلك و لا يستطيع احد أن يزاود علية فضلا أن ليس للحراك ممثلا شرعيا وحيدا بالأساس!.
البعض الأخر و لكونه غير مدعو للقاء شن هجوما لتعويض النقص النفسي لديه , أما هجوم شبيبة الاخوان المسلمين فمرده قلق الجماعة من إعتراف الملك السياسي بوجود طيف سياسي جديد يجب الإستماع إليه ما يعني مزاحمة سياسية مزعجة خصوصا أن الصوت الوطني الاجتماعي معادي لتوجهات الأخوان و غاياتهم الحزبية الذاتية و تحالفاتهم الإقليمية .
من الإنصاف القول أننا خرجنا من اللقاء بضمير مرتاح والمؤكد ان الملك لم يسمع طيلة السنوات الماضيه في الحكم حديثا سياسيا بهذا الدسم و لا أشك أنها المرة الأولى التي يجلس فيها مع أردنيين دون ان يطلب أحدا منه مطلبا شخصيا و بعيدا عن التملق.
لقاؤنا بالملك خطوة إيجابية تحتسب له و لنا فنحن لسنا عبثيين و نتعامل مع الحراك , الذي هو ليس مسيرات فحسب , على أنه وسيلة لا غاية فنحن بالأخر نريد تصحيح مسارات الدولة ومنع سقوطها و نريد تنبيه الحكم لخطايا أرتكبت يجب التكفير عنها و ليس معيبا للحكم ان ينسجم مع خيارات وتوجهات شعبه لا بل أن هذا النهج وحده يكفل إستقرار الحكم و إستمرار البلد!
الحقيقة أننا لا نريد " استمرار " البلد فحسب , بل تطورها فأنا شخصيا مؤمن بها عميقا و بقدرتها على التقدم و بقدرتها على أن تكون نموذجا في المنطقة بالإفادة من ثرواتها الواجب استعادتها و موقعها الجيوسياسي و النزعة العروبية لشعبها و طاقاته العلمية التي تحتاج لدعم و تطوير و حجم سكانها المريح .
كي لا أطيل , لقاؤنا بالملك لا يلزمنا بتغيير قناعتنا السياسية و مواقفنا الوطنية و هو مبادرة إيجابية تنتظر خطوات أخرى و سريعه منها تنفيذ تعهده بإطلاق المعتقلين و طي ملف الإعتقالات و إستعادة أموالنا و محاسبة كل من نهبوا و بث الروح في القطاع العام و تنمية المحافظات و وقف التمادي على الروح الوطنية الأردنية ...هكذا يصبح الملك " رفيقا " لكل الأردنيين , لكن ليس يساريا بالضرورة و هذا لا يعيبه .