مبادرة التمكين الديمقراطي هل تكون نقطة تحول ؟
سامي المعايطة
12-12-2012 06:47 PM
تشكل المبادرة التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني في الجامعة الاردنية والتي أوكل الاشراف عليها لصندوق الملك عبالله للتنمية حالة ايجابية من اعادة التقييم التي تنتهجها الدولة الاردنية بكافة أدواتها لمساراتها المختلفة واعادة انتاج الياتها في التواصل مع الاردنيين بمختلف مواقعهم ، وما يميز هذا التقييم أنه يقوم على مبادرة من اعلى مستويات الدولة الاردنية وعلى رأسها جلالة الملك وانطلاقا الى المؤسسات التي تقوم على تولي مسارات التنمية ومنها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية والذي يعد من اهم ادوات مؤسسة العرش والدولة الاردنية في احداث نهضة تنموية شاملة والمساهمة في توزيع مكتسبات التنمية المادية والقيمية أفقيا باتجاه المحافظات وعموديا بمحاكاة جميع قطاعات المجتمع وعلى رأسها الشباب .
ومما سبق يمكن الوقوف على هذه المبادرة في سياق متكامل لاعادة انتاج العلاقة مع المحافظات بالتكامل مع مبادرة صندوق تنمية المحافظات واستراتيجية التشغيل الوطني باعتبارها كلا لا يتجزأ للوصول الى المراكز العصبية للتوتر وحالة ضعف الثقة المتراكمة لدى المواطن من اداء الحكومات المتعاقبة ، وعليه يمكن الحديث عن أهم محددات وعوامل النجاح لهذه المبادرة بالعناصر والتحديات التالية :
- القدرة على اعادة انتاج الخطاب الموجه من خلال الاتسام بالواقعية والمصارحة بعيدا عن لغة التحليق بالامال المفرط دون نتائج ملموسة على الارض .
- انتهاج مبدأ التشاركية والانفتاح على قطاعات المجتمع بعيدا عن الاقصائية والتهميش واعتماد مبدأ - جميعنا شركاء في التنمية – على اختلاف مواقفنا السياسية والفكرية والحزبية والعمل على توسيع قاعدة مشاركة القوى المجتمعية والسياسية والريادية في حمل وتبني قيم المبادرة وتوسيع قاعدة المشاركة - ما امكن – في حمل مضامين هذه المبادرة والعمل على انجاحها .
- ان تكون هذه المبادرة نقطة تعظيم للقواسم المشتركة بين مختلف أطراف المعادلة المجتمعية والسياسية ونقطة اتفاق في وقت تعددت نقاط الاختلاف وذلك من خلال وضع خارطة طريق محددة المعالم وتمتلك رؤية زمنية واضحة وأهداف تفصيلية مرسومة يتم تقسيم الاهداف الفرعية والفئات المستهدفة منها ومساحة ودور كل طرف .
- صياغة هوية فكرية وقيمية للمبادرة يتم التوافق عليها لتشكل حالة استرشادية ومرجعية للقائمين عليها وتصبح عنوانا من عناوين التصالح الاجتماعي والسياسي للمجتمع الاردني .
- يجب ان تكون القوى المجتمعية والشبابية والفكرية الصاعدة في المحافظات والمؤثرة في المجتمع عنصرا حاضرا في صياغة وادارة مضامين هذه الرؤية وتجنب ممارسة الاقصاء والتهميش لها والاتكاء على القوى التقليدية المستهلكة فقط ، لان الحضور الاجتماعي والسياسي الذي أفرزه الحراك المجتمعي والشبابي الصاعد هو الاقدر على احداث التغيير الايجابي المطلوب والاقدر على الوصول الى نقاط التأزيم ومناطق التهميش وهو الاقدر على خلق مصداقية وحضور مجتمعي مؤثر .
- يجب على القوى المجتمعية والقوى الشبابية الحزبية التعامل بايجابية عالية مع روح هذه المبادرة ومضامينها بعيدا عن لغة التشكيك أو التقليل من قدراتها ، فالاصلاح الذي ننشده جميعا يتطلب من الجميع الابتعاد عن السلبية والانطلاق من مرحلة تشخيص المشاكل والتحديات الى مرحلة المساهمة بوضع الحلول وتعظيم الايجابيات وتعزيز لغة الحوار وأدب الاختلاف وخلق القواسم المشتركة وترسيخ لغة التعددية الفكرية والسياسية والاقتصادية .
- يشكل مضمون المبادرة نقطة تحول ايجابي باتجاه خلق مسارات وآليات موازية للمؤسسات الدستورية والرسمية ومساند لدور مؤسسات المجتمع المدني في الوصول الى هموم وقضايا الشباب وإشراكهم في صياغة الحلول والمقترحات بعيدا عن التهميش الواضح ومكمل لعجز القنوات الرسمية والحزبية عن تحقيق التواصل مع القطاع الاهم وتحويل الطاقة الايجابية الساكنة لديهم الى طاقة متحركة ومؤثرة وعنصر تحفيز لكافة المؤسسات الرسمية والحزبية والمجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني لاعطائهم دورهم الحقيقي وتوسيع دائرة مشاركتهم في صنع القرار .
- من المهم لانجاح هذه المبادرة البناء التراكمي على قصص النجاح من مؤسسات ومبادرات سابقة والاستثمار الامثل لهذه المبادرات ضمن معادلة التواصل والبناء ، والاستفادة من تجاربهم واستثمار الرصيد الايجابي لها في تعزيز نقاط القوة ومعالجة بعض الاختلالات التي شابتها في الفترات الماضية وتقديم الايجابي منها كأحد عناوين المرحلة المقبلة .
واخيرا فإن القارئ لمضامين التوجيه الملكي يلاحظ شمولية المبادرة والرؤية الملكية لتقوم بمعالجة كافة الاهتمامات المجتمعية وخصوصا الريادة المجتمعية وقيم العمل التطوعي والتي تحتاج اعادة تأهيل في أليات ومنهجيات دعم المؤسسات الريادية والتطوعية والشباب الريادي والتي تحتاج الى شيء من التفصيل لا تتسع لها هذه السطور ولكن بالاستناد الى جملة العناصر والمحددات السابقة اعتقد - وبكثير ومن التفاؤل - اننا قادرون تقديم اضافة ايجابية وناجحة تساند وتعزز مسيرة الاصلاح والديمقراطية التي ننشد جميعا .