«هو الأردن .. سيف الحق فيه»
عناد السالم
11-12-2012 02:45 PM
عمون - أحاديث وتحليلات ووجهات نظر وأقلام سال حبرها في صحف دولة الجوار (إسرائيل) خلال الأيام الماضية, جميعها ركزت على زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى رام الله, وما حملته الزيارة التاريخية من معانٍ ورسائل سياسية إلى الجميع؛ ممن هو مهتمٌ بقضية العرب الأولى (فلسطين)..
تلك الزيارة، التي أتت بعيد نيل الفلسطينيين مقعد (الدولة المراقب غير العضو) في الأمم المتحدة, والتي كرست مفهوم (وطنين في قلب واحد)..
من تابع بدقة الصحف العبرية خلال الأيام الماضية يلفت انتباهه مدى الجنون والتخبط الذهني اللذين وصل إليهما كتّاب اليمين الإسرائيلي المتطرف (خصوصاً كتّاب صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحزبه الليكود), وكأنهم يقبعون داخل صدمة تسارع الأحداث, والموقف المحرج سياسياً ودبلوماسياً لـ إسرائيل على نطاق دولي..
كتّاب اليمين هؤلاء وقبل أن يستفيقوا من صدمة (معركة نيويورك الدبلوماسية)؛ يضربهم مشهدٌ آخر كرّس مفهوم (الدولة الحق) للفلسطينيين, مشهد الاستقبال الحافل لجلالة الملك في رام الله, المرتبط بدقة بتبعيات (معركة نيويورك) سياسياً, هنا ظهرت مقالات اليمين الإسرائيلي التي تنعي فكرة (الوطن البديل), مع أن البعض من هؤلاء ما زالوا (يطبلون ويزمرون) لشيء يقبع في عالم (الخرافات والهلوسات) لا أكثر..
على من يقبع في سدة الحكم في تل أبيب ومن حوله من (صقور اليمين) أن يعي أن لا شيء في مخيلة الفلسطيني سوى (أرضه التي سلبت), ولن يرى بجبال البلقاء وطناً بديلاً عن جبال نابلس والقدس, والأمر هنا في عمان لا يخرج عن المفهوم التالي: (سنفعل أيَّ أمر كي يحصل الفلسطيني على حقه في إقامة دولته على أرضه, ولا تنازل عن القدس وعودة اللاجئين), لأن دولة فلسطينية هي مصلحة أردنية وعربية.. مصلحة لكل شعوب المنطقة المتطلعة للعيش بأمان وسلام..
وعليه؛ يجب على هذا الـ(نتانياهو) أن يكمم أفواه من حوله من (ساسة التطرف) وأن يتعلم من تجارب الماضي, وأن ماضيه معنا يحمل مواقف ذليلة له, وليسترجع تفاصيل فترة حكمه الأولى في منتصف تسعينيات القرن الماضي, وتبعيات تلك الفترة التي أرهقته وأذلته, وليتذكر بأن لا تصريحات تمثل (وجهة نظر شخصية) لسياسي يمثل موقعاً في حكومته, الكل مسؤول عن كلماته, وليعي هو ومن معه من زمرة اليمين المتطرف الكلمات التاليات:
(هو الأردن.. سيف الحق فيه, إذا ما قال صار القول فعلا)..
تبقى فكرة الحديث..
هي الكلمات الجوهرية قالها من قبل أبو الحسين:
«يجب ألا نترك الأمر لجيل آخر ليواجه هذا التحدي»..
نحن هنا في عمان نعمل وسنستمر لإحقاق الحق..
فابشروا أيها الفلسطينيون بالغد الآتي اليكم.. "الرأي"
enad.salem@gmail.com