facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مصباح علاء الدين


11-12-2012 05:09 AM

* مصباح علاء الدين وربيع الشركات المساهمة في العالم العربي

(الجزء الأول ) .. مصباح علاء الدين

(الجزء الثاني ) ينشر لاحقاً في "عمون" حول حوكمة الشركات المساهمة ..

عمون - بقلم : الدكتور فاروق الخاروف * - في نظرة سريعة إلى تجربتي المتواضعة أثناء عملي في الشرق العربي والعالم الغربي لاحظت فرقاً جوهرياً في فهم الإنسان في كلا العالمين لدوره في الحياة والأسلوب العملي للاضطلاع به، وشدّ إنتباهي عامل طريف قد يكون أحد الأسباب الرئيسة لهذا الإختلاف الشاسع يتمثل جلياً في نوعية قصص الأطفال الممنهجة التي يقرأها الصغار منذ نعومة أظفارهم والتي قد تحمل دروساً إيجابية وقيماً عليا تحفز على التحلي بالفضائل، كالشجاعة والتضحية والمثابرة والإخلاص وتقديس العمل أو دروساً سلبية تدعو إلى التكاسل والتواكل والتسليم بحتمية الحظ كلاعب رئيس في تشكيل مستقبل الفرد فيما بعد، خيراً كان أم شراً، وما يترتب على كلا النوعين من أثر بيّن في تحديد سلوكه.

لقد كان أول ما تعلمته طفلتي في مرحلة الحضانة في الولايات المتحدة الأمريكية أن لها كينونتها الخاصة المتفردة وأنها أهم إنسان على وجه البسيطة، وأنه بمقدورها أن تكون ما تشاء، وأن تحقق ما تريد بالجهد والعمل والمثابرة وكان من بعض قصص الأطفال التي قرأتها (على سبيل المثال) قصة جورج واشنطن (George Washington) أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية عندما كان طفلاً في السادسة من عمره وحكايته مع شجرة الكرز وما تحمله من معاني الشجاعة في صدق القول.

أما في سويسرا فإن أول ما تتفتح عليه عيون الصغار في طفولتهم المبكرة قصة وليام تل (William Tell) الفلاح الثائر الذي رفض الإنحناء لخوذة رأس الطاغية غيسلر(Gessler) وقام بسبب مهارته في الرماية بإنقاذ حياة طفله ثم قتل الطاغية فيما بعد لينقذ شعبه من ظلمه. ثم كيف انطلقت الثورة التي أوقدها ثلاثة كانتونات سويسرية على عائلة هابسبورغ الحاكمة، رفضاً منهم للضرائب الإضافية الظالمة التي فرضت على منتوجاتهم الزراعية نتيجة لوفرتها ونوعيتها الممتازة.

أما على مستوى الحياة العملية، فإننا نرى الأطفال يكبرون وهم يمارسون أعمالاً شتىً، فمنهم من يقوم بتوزيع الصحف أو يعتني بحدائق الجيران أو يعمل بتقديم المشروبات الخفيفة على المناضض أمام منازلهم وذلك من أجل الحصول على القليل من المال الذي يغطّي مصروفهم ويمكنهم من شراء ما تشتهيه نفوسهم من ألعاب وغيرها.

لقد وقف السيناتور ماركو روبيو (Marco Rubio) مؤخراً في المؤتمر التحضيري للجمهوريين مخاطباً حضوره بقوله: لقد كان أبي نادلاً يقف في مؤخرة الحانة، وبالعمل والجهد والإيمان بالذات ها أنذا أقف أمامكم في مقدمة الصفوف.

أما هانك بولسون (Hank Paulson) آخر وزير خزانة في عهد الرئيس بوش الإبن، فقد تحدث في كتابه "على شفير الهاوية" مفاخراً بزوجته ابنة الكولونيل في البحرية قائلاً "كانت في الواحدة والعشرين من عمرها عندما عرفتها وقد حصلت لتفوّقها على منحة كافية لتغطية أقساط الدراسة الجامعية، وكانت ترتدي الملابس المستعملة (من البالة) أما مصروفها ونفقاتها الشخصية فكانت تكسبها بتوزيع الصحف وتوصيل الغسيل المكوي إلى البيوت، إضافة إلى ذلك فقد كانت تعطي دروساً خصوصية كما عملت حارسة ليلية وكانت صديقة شخصية لهلاري كلينتون (Hillary Clinton) في الجامعة وساعدتها في عملها السياسي فيما بعد".

أما في عالمنا العربي فقد تربينا على قصص مثل قصة علاء الدين والمصباح السحري، وكبرنا نحلم بالجنّي الذي يستطيع تلبية أو امرنا ويجلب لنا كنوز الأرض ونحن كسالى قاعدون دون أن نبذل أدنى جهداً أو نتكبد أدنى عناء، وإن لم نحصل على المصباح مباشرة فإننا ننتظر من علاء الدين نفسه أن يحيطنا بكرمه وعطفه وينهال علينا بالعطايا والهبات، وإن لم يفعل فهو إنسان شرّير وليس أهلاً لحبنا أو إعجابنا به أو هتافنا له.

ومن الطريف أن الله سبحانه وتعإلى وهبنا (البترول) مصباحاً سحرياً فاق كل ما تخيلناه في أحلامنا، ومثل علاء الدين أصدرنا أوامرنا ونحن نجلس على أطراف خيامنا المهلهلة فإذا بنا نملك قصوراً ليس لها مثيل في العالم وطالبنا بالعطايا والمنح والوظائف فأعطينا ولا زلنا نحلم بالمزيد.

ومن الطريف أيضاً، أن نلاحظ أن الربيع قد جاء إلى الدول العربية التي لا يوجد فيها مصباح سحري أو لأن علاء الدين فيها كان شرّيراً واستأثر بالكنوز لنفسه أو أساء توزيع العطايا. وعلى الرغم من أن الربيع العربي لم يؤتِ أكله المرجوّه بعد، ولم يُحدث أي تغيير إيجابي ملموس في مجتمعنا، وقد يكون من المبكّر حدوث ذلك، إلا أنه يمكننا القول بأنه إذا كان الربيع العربي سوف يقتصر على تغيير الأنظمة ورؤوسها فأغلب الظن أن تبقى المجتمعات العربية ولزمن ليس بالقصير تعاني من التخلف وخاصة في النواحي المعيشية والإقتصادية، فالرؤساء المنتخبون للأنظمة الجديدة سوف يواجهون نفس عوامل الضغط السلبية التي كانت سائدة من قبل ربيع ثورات بلادهم، إضافة إلى ذلك فإن التغيير الإيجابي والمستدام لن يتحقق إلا إذا تغيرنا كأفراد وآمنّا إيماناً عميقاً بأن تغيّر الفرد تغيّراً جذرياً وحده الكفيل بإحداث التغيير المنشود وليس الرئيس المنتخب.

إن تفعيل النمو الإيجابي والمستدام لا يمكن أن يحدث على الفور أو أن يقف عند تغيير الأنظمة والقائمين عليها بل يستدعي إحداث تغييرات جذرية وعميقة على جميع المستويات بدءاً من الفرد اللبنة الاساسية في المجتمع مروراً بالأسرة والمدرسة والمؤسسات. هذه التغييرات تتطلب نظرة معمقة في ذواتنا وكثيراً من الجهد والوقت، أما إذا حسبنا أن النمو سيتحقق حال تغير الأنظمة فنحن حالمون وسنبقى على الحال الذي كنا عليه.

وعلى الرغم من أن الدرب طويل وصعب إلا أنه يجب علينا ألا نيأس، فهناك خطوات سريعة يمكن اتخاذها لتضعنا في الاتجاه الصحيح، وسوف أذكر منها بإيجاز ما أرى ضرورة عمله على المستوى العام، ثم سأتناول بتفصيل أكثر الحديث عن حوكمة الشركات المساهمة.

التغير على المستوى العام

هناك ثلاث قواعد بسيطة تميّزت بها الحضارة الغربية وجعلت الإنسان فيها يعطي أفضل ما عنده، وهذه القواعد:

العدالة أمام القانون:

" الناس سواسيّة كأسنان المشط"، عندما يتم تطبيق هذه القاعدة تتحقق العدالة، وهي أساس الإنتماء والولاء واحترام الذات والغير.

تكافؤ الفرص:

عندما يعرف الإنسان بأن كفاءته ومؤهلاته سوف تعطيه فرصة تنافسية عادلة فإنه حتماً سوف يشعر بالعدالة الإجتماعية وسيعمل على تطوير ذاته وبذل كل ما في وسعهِ للتفوّق، وسيسعى جاهداً للوصول إلى أفضل ما يستطيع تحقيقه في حدود إمكاناته وقدراته.

العمل أساس الجزاء:

عندما تتم مكافأة الإنسان بناءً على عمله - بعد وضع مقاييس سليمة لقياس الأداء- سوف يبذل الإنسان قصارى جهده لأداء عمله بإتقان وإخلاص وسوف يرتفع اداء موظف القطاع العام في بلادنا العربية ليضاهي افضل المستويات إذ ينظر الموظف الى الوظيفة العامة على انها على سبيل المثال واجب مقدّس عليه وخدمة الناس حق طبيعي لهم وليس معروفاً يتفضّل به عليهم.

لقد قدمت حضارتنا هذه المفاهيم للعالم منذ أكثر من 1400 عام وإني لأتساءل، هل سيكون هناك حاجة لأن يغزو الربيع العربي أي نظام يقيم ميزان العدل أمام القانون ويحقق مبدأ التكافؤ في الفرص ويكافيء كل ذي عملٍ على قدر عمله ومدى إتقانه لهذا العمل وإخلاصه فيه!!

* رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية للاستراتيجية والحوكمة في جنيف - سويسرا





  • 1 HANI TABANJA 11-12-2012 | 09:24 AM

    رائع جدا مقالك يا استاذ

  • 2 داروين 12-12-2012 | 05:03 AM

    مصباح وعلإ ودين

  • 3 dr. Ali 12-12-2012 | 08:21 AM

    fantastic

  • 4 ابوشاهين 12-12-2012 | 03:42 PM

    سعدنا كثيراً بالربيع العربي وتوقعنا كثيراً، ولكن للاسف وكما يحدث دائماً معنا تفشل توقعاتنا لنصاب بالاحباط والخيبة. لقد اخرجنا الربيع العربي من بطش الظلم ولكننا دخلنا في بحر ظلام حالك.

  • 5 مقاربة 12-12-2012 | 03:49 PM

    كالعادة .... رائع. مقاربة مبسطة لواقع معقد.

  • 6 سليم الفراتي 12-12-2012 | 03:54 PM

    اتقدم بالشكر للدكتور فاروق الخاروف، ليس فقط على جوهر المقالةوما حملته من معاني صريحة وضمنية، بل ايضاَ على سلامة اللغة العربية الاصيلة المستخدمة في الكتابة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :