إلى الجامعة الأردنيَّة في عيدها الخمسين.
إهداء إلى الغائب: الشاعر حبيب الزيودي، والحاضر: الدكتور مهند مبيضين.

إسماعيل السعودي


مرَّتْ على البالِ حتَّى غَارتِ الشَّمْسُ
كأنَّما هي في الوجدانِ أَنْدَلُسُ
وأيقظتْ كُلَّ حُلمٍ ضائعٍ ومَضتْ
مثلَ الأماني التي في الرُّوحِ تَنْعكسُ
قَدْ أبصرتْ نارَ أحلامي ونورَ هدىً
لمَّا عميتُ وخانتْ ألسُنٌ خُرُسُ
فأمسكتْ مِنْ جمالِ الرُّوحِ مِشْعَلها
كي تَقْتَبِسني إذا ما فاتني القَبَسُ
كُلُّ الغَواني التي في الأرضِ تَتبعُها
والأُغنياتُ على أهدابِها حَرَسُ
خمسونَ عاماً لها في القلبِ منزلة
وفي الضُّلوعِ لها مِنْ رُوحنا نَفَسُ
خمسونَ عاماً وما في روحِها عَبَقٌ
إلَّا وتعطيهِ مَنْ تاهوا ومَنْ يَئِسِوا
أشجارُ سَرْوكِ آمالٌ مُحلِّقَةٌ
نحوَ الغيابِ وفي أوراقِهَا الحَدَسُ
وبرجُ وقتكِ يُعطي الرُّوحَ موعدَها
لكنما الحبُّ فيكِ ما لهُ جَرَسُ
تلكَ القبابُ لها ترتيلٌ مُبتهلٍ
ألوانُها الدفءُ في الأنواءِ تُلتَبَسُ
ما هانَ عزمُكِ في الإصلاحِ أنملةً
ولا جلستِ كمنْ في يأسهمْ جَلَسَوا
لكنْ ذهبتِ مع التَّطويرِ حَاملةً
عزمَ الذينَ بهذي الأرضِ قَدْ غُرِسُوا
ففيكِ مَنْ علَّمُوا الدُّنيا قداستَها
ومَنْ بهمتهمْ قَدْ أينعَ الخَرَسُ
وتُعشبُ الأرضُ أحلاماً ببسمتهمْ
وتعبسُ الأرضُ تقديراً إذا عَبَسَوا
وتستقي الأرضُ شكلَ الحرفِ إنْ نَطقوا
ويصمتُ الكونُ إجلالاً إذا هَمَسَوا
يا (ناصرَ الدينِ) هدَّ الشِّعُر ذاكرتي
وأتعبتني حروفُ الشِّعرِ والنَّفْسُ
هلَّا قددتَ قميصَ الروحِ مِنْ قُبُلٍ
حتَّى تريحَ الذي في القلبِ يَحْتَبِسُ
(عبدَ السَّلامِ) دروبُ القلبِ أوجعَها
منكَ الغيابُ وهذا الشَّوقُ والحِسُّ
هلَّا رجعتَ لها روحاً تُهدهدُهَا
فقدْ عراها شحوبُ الوجهِ والبُؤْسُ
يا (خالدَ الكركي) الشُّعْرُ يسبقُني
إلى بهائِكَ والأنفاسُ تُحْتَبَسُ
هل لي بوجدكَ استجديهِ أُغنيةً
أمْ هَلْ ببغدادَ مِنْ كفيكَ تُخْتَلَسُ
هذا (خُليفٌ) بعزمِ الرُسِّلِ يَحملُها
نحوَ الخُلودِ ويُحيي مَجدَ مَنْ دُرِسُوا
العالميةُ فكرٌ أنتَ صاحبُهُ
فيهِ الأماني التي في القلبِ تَنْبَجِسُ
حطُّوا حَمَاماً على شُباَّكِ ذاكرتي
في يومِ عُرسكِ لمَّا حُلمنَا حَرَسُوا
وكنتِ أنتِ ملاكُ الرُّوحِ يحرسُنَا
مِنَ الضَّياعِ فأنتِ النُّورُ يُقْتَبَسُ
أَنْتِ العروسةُ في الخمسينَ زاهية
أنتِ المواويلُ والخيّالُ والفَرَسُ
أنتِ الجميلةُ هذا السروُ يخطبُها
وجهٌ جميلٌ وهذي أعينٌ نُعُسُ
حبِّي إليكِ حنينٌ لستُ أكتمُهُ
لأنَّكِ اليومُ والآفاقُ والأَمْسُ



Guefara1981@yahoo.com