المعايطة .. وزيرا للثقافة
11-12-2012 03:31 AM
عمون - نضال برقان - منذ اضطلاع السيد سميح المعايطة بمهامه وزيرا الثقافة، قبل شهرين تقريبا، ما الذي قدمه للمشهد الثقافي؟
في محاولتنا للإجابة على هذا السؤال نأخذ بعين الاعتبار أن المعايطة نفسه يضطلع بمهمتين أخريين، ربما كانتا أكثر أهمية من إدارته للملف الثقافي المحلي، بخاصة في ظل الحراكات التي تشهدها الشوارع المحلية والعربية، الأولى كونه وزير الدولة لشؤون الإعلام، والثانية كونه الناطق الرسمي باسم الحكومة، كذلك نأخذ بعين الاعتبار أن الحكومة الحالية مكلفة بمهمة رئيسة، وهي توفير المهاد المناسب للانتخابات النيابية المقبلة، وعليه فهي حكومة تسيير أعمال، في كثير من القطاعات، إلى حين تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات.
غير أن ذلك لا يحول دون إلقاء نظرة، حتى لو كانت طائرة، على أداء المعايطة، بوصفه وزيرا للثقافة.
سأترك جانبا ما قامت به وزارة الثقافة، في الشهرين الأخيرين، من باب الأداء الطبيعي لها، مثل إقامتها مهرجان المسرح الأردني التاسع عشر, أو مهرجان القراءة للجميع، أو حفل تأبين هنا، أو معرضا تشكيليا هناك.
خلافا لما تقدم فإننا لا نلحظ حضورا لافتا، أو غير لافت، لوزارة الثقافة في المشهد المحلي بعامة، بمعنى أنها لم تفتح نافذة تجاه الراهن السياسي، مثلا، علما أنها تستطيع القيام بدور رئيس في هذا الإطار، بعيدا عن التنظير الجاف، ذات الطابع التلقيني، والمدرسي، لكثير من المصطلحات، على غرار: "اللامركزية"، و"المسؤولية المشتركة"، و"تفعيل الحراك الثقافي"، و"التنمية الثقافة أساس التطور"، من دون أن يرافق ذلك التنظير مصداق إجرائي على أرض الواقع.
المعايطة نفسه تحدث، بوصفه وزيرا للثقافة، مرات عديدة عن الراهن الثقافي، وسبل تطويره، من دون الاستناد إلى "إستراتيجية" واضحة المعالم، أو على الأقل "خطة عمل"، وهي أحاديث تعكس تعامل المعايطة مع المشهد الثقافي بوصفه وزير تسيير أعمال، وهو ما يعكس مهنية جديرة بالاحترام والتقدير، على اعتبار أن أية رؤية إستراتيجية، أو خطة عمل، تحتاج مدى زمنيا يتيح تنفيذ أي منهما، وهو ما ليس متاحا، على أقل تقدير، للمعايطة بوصفه وزيرا للثقافة، التي يرجح الوسط الثقافي أن تصير إلى شخصية أخرى، في حكومة ما بعد الانتخابات.
إذن؛ وزارة الثقافة، منذ شهرين، تراوح مكانها، في وقت كان يكمن أن تنجز فيه أعمالا مهمة، لا تتطلب مدى زمنيا طويلا لتحقيقها، ولعل الوزارة نفسها خير من يؤشر إلى تلك الأعمال، التي تدرجها على موقعها الخاص، تحت عنوان "التحديات التي تواجهها التنمية الثقافية في الأردن"، وهي تحديات ما تزال تراوح مكانها، منذ اعتماد الوزارة لـ"خطة التنمية الثقافي 2006 - 2008"، على الرغم من أن بعض تلك التحديات يمكن معالجتها، أو معالجة قدر كبير منها، من دون الحاجة إلى مدى زمنيا طويلا، على غرار: ضعف الكادر الوظيفي في وزارة الثقافة (حوالي 50% منهم دون الثانوية)، ومركزية القرار في الهيكل التنظيمي الحالي لوزارة الثقافة، وغيرها.
nedalburqan@yahoo.com