الاردن اليوم: محاوله للفهم 4
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
10-12-2012 04:35 AM
الهويه- المواطنه- العلاقه الاردنيه الفلسطينيه
ترددت كثيرا قبل الحديث في هذا الموضوع الشائك ولكن اجد من واجبي طرح اجتهادي البسيط في هذا الموضوع حيث انني اسمع به منذ نعومة اظفاري واخذ مني وقتا لتكوين تصوري واجتهادي الذاتي الذي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب. فهذا المضوع تتنازعه افكار وطنية وقومية ودينية ومصالح دولية وضيقة ومصالح وطنية معنى بها كل اردني وفلسطيني وعربي.
قبل البدء في طرح الموضوع يجب التأكيد على ان الغرب اردنين هم شركاء في بناء الدولة وهنالك الان اجيال ولدت ونشأت في الاردن وتعتبره حاضرها ومستقبل ابنائها وحبهم للبلد اصيل واما شوقهم الانساني لفلسطين فهو بالتأكيد مشروع بل واجب علينا جميعا شرق وغرب اردنيين لما تمثله من قداسة وارض عربية انتزعت من جسم الوطن العربي بدون وجه حق.
كمقدمة اجد ان هنالك مبادئ لا بد من اخذها بعين الاعتبار اول هذه المبادئ: انه ليس هنالك احتلال دائم للابد وليس هنالك احتلال تنازل عن الحقوق لاسباب انسانية.
ثاني هذه المبادئ: ان الهويات الصغيرة نسبيا لم تستطيع الصمود لمئات السنين وكان لابد لها من هويات اكبر جامعة تمتلك القوة الخشنة والناعمة لحمايتها وبالتالي فان هوية اردنية او فلسطينية غير قادرة بمفردها على الصمود لمئات السنين ولا بد لها من هوية عربية او اسلامية او حتى شامية للحفاظ عليها.
المبدأ الثالث والمهم جدا انه برغم المبدأ الثاني فان المحافظة على الهوية الاصغر قد يكون فيه مصالح كبرى للهوية الجامعة على المدى البعيد وذلك لتثبيت حق او لدرء فتنه وهذا اعتقد ما ينطبق على وضعنا بالذات وساسهب فيه قليلا . المبدأ الرابع انه لا يمكن و لا يجوز اجتماع هويتان على ارض دولة واحدة.
نعود لموضوعنا الاساسي ونبدأ بالهوية الفلسطينية والتي اعتقد انه يجب تثبيتها وابرازها على الارض الفلسطيينة المحتلة وذلك لتثبيت حق الشعب الفلسطيني ولا يكون ذلك الا بانشاء دولة فلسطين لتحويل الحق الفلسطيني من حقوق انسانية لشعب الى حقوق سياسية لدولة محتلة من حقها وفق القوانين والاعراف الدولية ازالة الاحتلال وبالتالي فان اي حديث عن اتباع الاراضي الفلسطينية للاردن او غيرها من الدول قبل انشاء دولة فلسطين هو تصفية وانهاء للقضية الفلسطينية. كذلك فان هوية فلسطين على ارض فلسطين هي خط الدفاع الاول عن الاردن والمشرق العربي ووقف للاحلام التوسعية للكيان الغاصب.
اما بالنسبة للهوية الاردنية فان تثبيتها وابرازها على الارض الاردنية كاملة بغض النظر عن مكونات الشعب الاردني هي دعم للقضية الاساسية والمحورية.
لاستكمال هذا الموضوع لا بد من الكتابة في موضوع العلاقة مع الاسلاميين ونظرتهم للموضوع كما لا بد من الكتابة في موضوع وحدة الضفتين و خسارة العرب (و ليس الاردن وحدها) للضفه الغربيه و موضوع فك الارتباط وهذا سيكون موضوع لامقال القام (محاولة للفهم 5)
من هذا المنطلق فان المصلحة الاردنية والمصلحة الفلسطنية تقتضي وضع حدود واضحة بين ما هو اردني وما هو فلسطييني. وهذا لا يكون الا بقوننة فك الارتباط ودسترته بحيث يحدد الشعب الاردني بكل من كان على ارض الاردن واخذ الجنسية الاردنية قبل 1988 بغض النظر عن اصوله او منابته. بعد هذه الخطوة تاتي خطوة مهمة وهي المساواة والعدالة الاجتماعية بحيث يحصل كل الاردنيين بغض النظر عن اصولهم ومنابتهم على حقوق سياسيه وواجبات متساوية. اما قبل ذلك فان اي محاوله للمطالبه بحقوق سياسيه كامله تحت اي مسمى فهو التفاف على القضيه الاساسيه و تقديم مصالح شخصيه و انسانيه على حساب تصفية القضيه الفلسطينيه و اخفاء الهويه الاردنيه. لقد كان هذا اجتهادي و قناعتي بالموضوع. و برغم قناعتي ان فلسطين من البحر الى النهر هي حق لنا و لكني واقعي و اعرف ان التمسك بهذا القول ما هو الا حجه لمن يريد العذر في استخدام القضيه الفلسطينيه لكسب الشعبيه او خداع الناس كما صنع ابطال الشعارات من قادة اليسار العربي او لمن يريد الاستقواء على الاردن بالشعارات العاليه و الحقوق الانسانيه.
د. هيثم العقيلي المقابله
ناشط اجتماعي/جرش