الإمارات .. المساعدات الإنسانية .. الستر حتى لا ينقص الأجر؟!
اسعد العزوني
09-12-2012 01:20 PM
عمون- معروف أن الإعلام هذه الأيام بات رفيق كل من يسعى للشهرة وتسجيل المواقف، بغض النظر عن ماهية وكنه هذه المواقف، وعليه نجد البعض يتقرب من الإعلام ويغازله ويغزل له في الوقت نفسه لحاجة في نفس يعقوب قضاها.
وهذا في عالم السياسة مقبول شرط ان يتسلح بالشفافية والمصداقية وأن يكون ملامسا للأرض التي يقف عليها ،لا ان يحلق في الخيال وينثر وعوداً كوعود عرقوب، ويعطي عن نفسه صورا متخيلة لا توجد إلا في أحلامه.
أتحدث عن أشخاص وعن دول، وقد عايشت الكثير من القصص التي ظهرت في المساء عند التنفيذ على غير الهيئة في الصباح عند العرض، واتعرض هنا بالتحديد إلى المساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي للفلسطينيين منذ نكبتهم قبل أربعة وستين عاما، وإلى اللاجئين السوريين في الأردن والإقليم بشكل عام.
كما قلت إن الجميع عندما يود تقديم العون الإنساني، يبدأ باستنفار رصيده الإعلامي ليقوم بتوثيق الحدث إعلاميا وربما يقوم بأشياء أخرى لزوم البهرجة، ليصحو باكرا بإنتظار ما كتب ووثق ورصد عنه في اليوم التالي.
خطر ببالي هذا الأمر عند استعراض موقف الإمارات العربية المتحدة الإنساني، ووجدت حالة مختلفة منذ عهد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، إذ كان يسهم في اعمال الخير دون ضجيج ،ولعل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان محقا عندما يتعرض للحكام العرب، لكنه عند ذكر الشيخ زايد كان يقول بكل الاحترام: الراجل دا غير إنه رجل العرب.
كما أن الراحل عرفات كان خلال مؤتمرات القمة العربية التي لا تسمن ولا تغني من جوع عندما ياتون على التبرع لبعض الحالات الإنسانية كان يرفع يده ويقول :أتبرع بمبلغ كذا واخي الشيخ زايد سيدفع؟ّ
المقدسيون خصوصا، واهل فلسطين بشكل عام وحدهم من يستطيعون الادلاء بشهادتهم عبر ما هو موثق عندهم على أرض الواقع فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لدولة الإمارات التي تتحرك وفق أذرعها الإنسانية في الداخل دون ضجيج إعلامي أو حشد المنافقين، وآمل من المسؤلين الإماراتيين مسامحتي على ما أكتب عنهم، لأن ما يقومون به مذهل وبشكل كبير. حتى أنهم لم يغفلوا مقدسات الأخوة المسيحيين في فلسطين وشملها برهم.
الإمارات العربية المتحدة متواجدة في القدس وفي جنبات المسجد الأقصى من خلال دعمها الملموس لصمود المقدسيين خصوصا والفلسطينيين بشكل عامن،إذ نرى البصمة الإنسانية الإماراتية واضحة في كافة مناطق الساحل الفلسطيني المحتل عام 1948 ناهيك عن التواجد في الضفة الفلسطينية وفي غزة هاشم، وهم لا يتحدثون وقد اصطدت المعلومات الموثقة بملف كبير اصطيادا ووجدت نفسي ملزما بفضح هذا العمل الخير.
عندما سألت عن سر التستر على هذا الملف وعدم توزيعه على الإعلام جاءني الجواب من محدثي الفاضل :كشف الستر هنا ينقص الأجر، فقلت يا الله كم أنتم طيبون في زمن نرى فيه غير ذلك.
البصمة الإماراتية في الأردن ملحوظة وتتسع مساحتها يوما بعد يوم لتشمل كلا من الشعب الأردني واللاجئين الفلسطينيين واللاجئين السوريين، والأهم في ذلك أن الإمارات تنفذ مشاريعها الإنسانية بأيدي الإماراتيين لضمان التنفيذ ووصول المساعدات إلى مستحقيها.