مبادرو " زمزم" : قرعنا الطبل ..
09-12-2012 03:37 AM
عمون - تعبر قيادات تطوعت بإطلاق مبادرة "زمزم" عن أملها أن يكون مشروعها رافعة للعمل من اجل بناء الوطن واندفاع الشباب نحو الإنخراط في الشأن العام بشكل أوسع.
ويبرر مطلقو المبادرة عدم ترسيم حدود كامل لمضامينها الى المرونة التي تسعى اليها من خلال اشراك الراغبين بالانضمام بها في صياغة مواثيقها ، ويؤكدون القول "لقد قرعنا الطبل" لتأخذ بردود الفعل.
مساء السبت دعت مبادرة (كلنا اهل) في منزل الزميل عمر كلاب عدداً من قيادات "مبادرة زمزم" للحديث حول مضامين الفكرة وبحضور عدد من الأكادميين والمحامين والصحفيين لخلق حالة من العصف الفكري والذهني في الشأن المحلي الأردني.
تؤكد قيادات اسلامية تبنت الفكرة أن المبادرة ليست وليدة اللحظة الراهنة ولا تستهدف الاستقواء على طرف آخر داخل الحركة الاسلامية والضغط على ملفات بعينها ، ويقول احد قيادات المبادرة د. محمد المجالي في رده على سؤال صحفي " حتى لو كانت جماعة الاخوان في افضل احوالها لعرضنا المبادرة وطرحناها" ، في حين يستذكر القيادي د. نبيل الكوفحي بأنه كتب قبل نحو 6 سنوات بشأن مثل هكذا مبادرة.
* غرايبة :
يجد القيادي الاسلامي د. ارحيل غرايبة أن الفرصة لا زالت سانحة للخروج من المأزق السياسي في الاردن اذا توفر الانتماء والنية الصادقة للنهوض بالبلد.
وكانت لجنة مبادرة زمزم عقدت لقاءات عديدة مع مثقفين ومفكرين وقيادات مجتمع وهي تؤكد ان لا فعالية كبرى ستقام قبل الانتخابات النيابية لئلا يربط تحركها بالاستحقاق الانتخابي وفق غرايبة ، ومن المتوقع ان يرشح عن المبادرة هيئة مؤسسة اكثر تنوعاً لكي يشتركون في تأسيس المبادرة لا يلحقونها في حل الازمة - بحسب تأكيده-.
وتهدف "زمزم" الخروج بمبادرات في صالح الشعب لمنع الانسداد السياسي ومنع الوصول الى الفوضى والعنف ، مشددا على ان لا حلولا "ثورجية" في المبادرة.
غرايبة تحدث عن الاصلاح المنشود والحكومات البرلمانية التي يطمح اليها الشعب وقال انه سبق وعرضت تلك الرغبات مباشرة على اصحاب القرار ووجدت استحساناً ، ولفت الى ان الاصلاح المنشود ذلك "الحقيقي" و"الجريء" و"الهادىء" و"السلمي" و" المتدرج" ، ولم يخف غرايبة تمسكه بالملكية الدستورية التي تبعد رأس الدولة عن اي خلاف سياسي .
في معرض حديثه العام يبدي غرايبة اعجابه بالتجربة الماليزية التي قادها مهاتير محمد وقادت دولته الى النجاح وجعلها في مصاف الدول المتقدمة سياسياً واقتصادياً.
* الكوفحي :
القيادي الاسلامي د. نبيل الكوفحي يرى أن كل الأنظمة حريصة على أن تتعامل مع المواطنين كافراد ومجموعات لا شعوب فتسعى لتفتيت الأمة ، حيث ان الفرد ضعيف ويسهل التعاطي معه.
ويشدد على اهمية تعظيم القواسم المشتركة بين الناس وهي "ضخمة" - على حد وصفه - ، مستعيناً بآيات الله عز وجل الذي خاطب البشر كمجموعة وقال " لم يخاطب الله تعالى الذين كفروا الا مرتين بينما كان يخاطبهم بـ (يا ايها الناس)" متساءلا " فكيف بالمسلمين الذين يختلفون في وجهات النظر؟".
وحث الكوفحي على اعادة انتاج انفسنا كشعب له مشروع وطني واضح ووصفه بالمشروع "الاممي" ، وقال " ليس فينا أحد لا يطاوله الشوق أن نكون أمة واحدة وإن كان الأمر يحتاج الى وقت".
ودعا الى التوحد وتساءل في هذا المضمار " هل ننجح كأردنيين أن نتحدث كشعب او نقسم الى مجموعات؟"، ليجيب بالقول " لدينا فرصة بعيداً عن المعطيات التقليدية والتفاصيل البسيطة"، وتابع " اما الوطن فالكل حريص عليه".
ولفت الى ان المنطلق الاساسي "القدرة على التوحد" والاطياف السياسية اتفقت كثيراً على التوحد ، منوهاً إلى أنه لا يوجد أحد بالاردن خرج عن الثوابت المطلقة حتى من يسمون "اصحاب الغلاة" ففي قلبهم منطلقات طيبة.
وبين ان "مبادرة زمزم" لا تزال في البدايات والحديث لا زال ضمن حوارات تأسيس ، وقال كل ما جرى " طرق الطبول حتى ينتبهوا لك" ونعيد بعد ذلك انتاج الفكرة بالتفاصيل ، وشدد هنا على أن المشروع مشترك ولا أب له والكل فيه سواء ، كما المح إلى أن المبادرة لن تتضمن "اغلبية" في داخلها.
* المجالي :
القيادي الاسلامي د.محمد المجالي تحدث عن روح المبادرة التي تهدف الى تنشئة جيل صالح ، وقال انها قائمة على السلمية بحيث لا تتعدى ما يبيحه الدستور من التعبير عن الرأي كما انها علانية حيث لا ترمى بالاجندات او ما شابه ذلك وقال انه لا يوجد شيء يمكن اخفاؤه.
كما قال انها مستقلة بحيث لا تتبع لطرف ما وهو الامر الذي يشجع الشبان على الانخراط بها لان هنالك من لا يرغب بالاطر الحزبية وهذه المبادرة توفر له البيئة ليتحرك من خلالها.
* محمد صقر :
وتحدث المنسق العام لمبادرة "كلنا اهل" محمد صقر وقال انه قد يتبادر للذهن "الرومانسية" بسبب ظاهر الاسم لكن "كلنا اهل" لها بعداً كبيراً يقف على جانب مضاد لمصطلح " الوحدة الوطنية" الذي يظهر وكانه نوع من الشيئين عند التطرق اليه ، معبراً عن تألمه لغياب مسمى "الاسرة الاردنية".
واثنى على حديث الحضور حول الفساد ومكافحته وقال ان الكل ينبذ الفساد ويدينه بالاردن ، ومتفقاً على المضامين والعناوين الرئيسة التي جاءت بها "مبادرة زمزم".
ولفت صقر الى ان الاردنيين يقبلون القرارات القاسية اذا كان مطبقاً على الجميع وحسنت النوايا.
وانتقد الادوار الشبابية التي تقوم بها الهيئات المعنية بهذا القطاع سواء في الطرف القريب من الحكومة او المعارض بحيث لا تؤدي الدور بالشكل المطلوب ، وحث على ايجاد اتحاد عام للطلبة.
وتحدث صقر عن ان الاصلاح والانتخابات والتقسيمات التي تتم في هذا الصدد تعطل الانجاز حيث يتم السؤال عند كل حديث عن هذين المفهومين "كم حصة الاخوان ؟ وكم حصة الفلسطينيين؟" و"هل الاخوان يمثلون الفلسطينيين او بعيدون عنهم؟".
ولفت الى ان هنالك قصوراً في الشعارات التي تدفع الشبان نحو المشاركة الحقيقة في السياسية ، كما تحدث صقر عن مفهوم " الوطن البديل" وقال ان الكل مقصر في مواجهة هذا المفهوم وخطره واتهم الاحزاب وعلى رأسها جماعة الاخوان بالتقصير ازاء مواجهة الوطن البديل لعدم اتخاذ موقف واضح بشأنه خاصة وان هنالك من يتهمها بها بحكم اممية الحركة.
ورداً على الاستفسارات حول مبادرة "كلنا اهل" اجاب صقر بأنها لا تزال تحت التأسيس وضمن نطاق العصف الذهني ووعد بارسال ورقة حول مفاهيمها لاعضاء مبادرة زمزم ، وقال " قابلة للاضافة والحذف منها".
* الرزاز :
اشار الدكتور عمر الرزاز الى ان الوطن العربي تخلف عن الركب العالمي نحو التحول الديمقراطي ، الى ان جاء التحول في الربيع العربي واصفاً ما يجري بـ"حاجة الانسان في التعبير عن نفسه وعدم قبول الوصاية".
والمح الى قصور في التعاطي مع مسألة الربط بين المسألة السياسية والاقتصادية وقال " للوهلة الاولى هنالك من اعتقد اننا نستطيع الفصل بينهما " ، واشار الى الدراسات التي تتحدث عن اهتمام الغالبية بالشق الاقتصادي و نحو 20 % مهتمة بالشق السياسي والمتعلق تحديدا بالفساد.
وقال ان القراءات هنا في نتائج الدراسات تتم بشكل خاطيء ، منوها الى نتائج الدولة الريعية التي تفوق استطاعة الدولة ، حاثا على ضرورة اعادة توازن الادوار والديمقراطية.
وارجع الرزاز ظواهر الفساد الى عزل السياسة عن الاقتصاد ، وقال ان التحول يتطلب العمل بالمسارين السياسي والاقتصادي واعادة النظر في علاقة الانتاج والوصول الى تمكين سياسي واقتصادي ينقلنا من رعايا الى مواطنين لدينا حقوق.
وتحدث عن بناء هذه الثقة وان الانسان قادر على تغيير واقعه السياسي والاجتماعي بالطرق السلمية وان لا يقبل الاقصاء والتخوين والوصاية.
وحث على رفع مستوى مهارات الممارسة الديمقراطية وقال "هي تحتاج الى بناء ولا بد ان تكون خارج اطار الاحزاب التقليدية".
* الدقور :
المحامي محمود الدقور يقول ان "مبادرة زمزم" وُجهت بشكل كبير الى الشباب وهم المادة الاساسية لها واذا لم يتبنوها فسنجد مشاكل كثيرة ، ولفت " لم تأخذ المبادرة تلك الردود من الفعل لو لم يكن هنالك جيل من الشباب والجامعات فيها وهذا دفع القيادات في المبادرة الى الحماس بشأنها".
* الحموري :
د. طارق الحموري تحدث عن الاحزاب السياسية في الاردن وقال ان لدى البعض اليات لمكافحة الفساد والبعض لا توجد لديه اليه واخرون من لا يستطيع اقناع الناس بفكرته.
وتحتفظ "عمون" عن نشر المزيد من تفاصيل اللقاء نزولاً عند رغبة المشاركين في الحوار وخاصة من طرف قيادات المباردة الذين يفضلون الحوارات الهادئة مع الفئات المستهدفة بعيداً عن الاعلام منعاً لتدفق المعلومات بشكل غير دقيق يؤذي الفكرة.
اللقاء الذي عُقد بدعوة من الزميل كلاب حضره سياسيون واكاديميون وزملاء من صحف يومية والكترونية : د. ارحيل غرايبة ، د. نبيل الكوفحي ، د. محمد المجالي ، محمد صقر ، عمر الرزاز ، سمير الحياري ، د. محمد ابو رمان ، حمدان الحاج ، وائل الجرايشة ، محمد الحوامدة ، المحامي اسامة البيطار ، د. طارق الحموري ، المحامي محمود الدقور.