جاء لقاء جلالة الملك مع صحيفتي الرأي وال» Jordan Times» ، والذي نشر يوم الأربعاء 5/12/2012، جامعاً – شاملاً ومؤسساً للمرحلة القادمة، كما جسد خطة طريق لمستقبل الأجيال القادمة، وخاصة فيما يتعلق بالعملية الإصلاحية، السياسية والإقتصادية، وبآفاق تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الاردن، وسبل الخروج من عنق الزجاجة إلى رحابة الإعتماد على الذات، لأن « ثوب العيرة ما يدفي..وإن دفى ما يدوم..» صدق من قاله.

فالكل يعلم أن الاردن قد خطى خطوات إصلاحية بناءً ومحورية، لكن يبقى هناك طموح الى تحقيق المزيد للوصول إلى أعلى درجات الإصلاح والحرية المسؤولة .

وقد جاء اللقاء، ليزيل التكهن والضرب « بالودع»، فيما يتعلق بالكثير من الإجتهاد في وجهات النظر التي تحكم الشارع الاردني. فقد أكد الملك على أن الإصلاح السياسي والإقتصادي في طريقهما سائران وبعزيمة وإصرار، وضمن الإمكانيات المتاحة.

وللمرة العشرين، يؤكد الملك، وبعكس ما يتوقع المنجمون الذين» كذبوا ولو صدقوا»، بأن الإنتخابات النيابية ستكون في موعدها، وجلالته هو الضامن لنزاهتها وشفافيتها وإستحقاقاتها الدستورية. واستطيع القول في هذا المكان، بأن الملك كان وما زال حازماً فيما يتعلق بهذا الأمر، بعكس كل التوقعات التي يتخذ منها العديد من الكتاب والمحللين مشجباً لجلد الذات وتشويه صورة الأردن والنيل من مصداقية نظامه السياسي. فالاردن خط طريقه للإصلاح عن طيب خاطر ونتيجة لظروفه الذاتية والموضوعية منذ عام 1989، وليس كما يدعي البعض بأن الإصلاح فرض على صانع القرار السياسي الأردني كنتيجة لثورات الربيع العربي التي يمر بها الوطن العربي. فقد اكد جلالته بأن هذا الإصلاح قد تجذر، ولا خيار للأردن إلا أن يسير في هذا السبيل الذي خطه لنفسه. وقد طمأن جلالته شعبه بأن مسيرة الاصلاح سائرة في الطريق الصحيح.

كما جاء تأكيد الملك على مكافحة الفساد واجتثاثه من جذوره، ويمثل هذا الوعد من لدن جلالة الملك لشعبه، للتأكيد على جدية الخطوات المتخذة بهذا الصدد وفق القانون .

وفي إشارته إلى قبول فلسطين في الأمم المتحدة كعضو مراقب، فإنني أعتقد أن هذا الامر مصلحة أردنية بحتة، ويعني أن الوطن البديل قد دُفن للابد ، بل ويؤسس لدسترة فك الإرتباط وشرعنته و قوننته، والذي قطعاً سيؤسس مستقبلاً لأن يكون التعامل بين دولتين وشعبين – شقيقين، يوحد بينهما نهر الاردن الخالد، والقيم والعادات والتقاليد والاعراف العربية والعقائد الإسلامية.

كان جلالة الملك في حديثه هذا، معبراً عما يدور بخلجات نفسه من أجل أردن حر وشعب سعيد...!!

almajali74@yahoo.com

الرأي