facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى وصفي والإعلام الرسمي .. *خلــف وادي الخوالدة

08-12-2012 07:33 PM

لا يختلف اثنان داخل وخارج الوطن على شخصية وصفي الرمز والمثل والقدوة لما كان يتميز به من انتماء صادق وحب ووفاء لوطنه وعروبته وهو البطل الذي قارع الصهاينة ومعه جحافل المجاهدين عند بداية احتلالهم لفلسطين وشاركوا في ميادين الشرف والرجولة والإباء.

وصفي العامل والحراث والفلاح والمزارع الذي حوّل الصحراء القاحلة إلى جنات غناء واستبدل الشوك والبلان بالخضار والفواكه والمزروعات والورود والزعفران. ونادى بأردن أخضر سعياً للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.

تسلسل بالوظائف بدءاً من موظف متواضع متميز وبخطوات واثقة وثابتة حتى وصل إلى رأس الهرم في السلطة التنفيذية ولم يقفز قفزاً كالخضروات المهجنة بالهرمون. كان مكتبه ومنزله مشرعةً أبوابها لكل طالب خدمة أو مساعدة أو إبداء رأي. كان حليماً متواضعاً أمام الحكماء والعلماء والشرفاء جاداً وحازماً عندما يتطلب الأمر ذلك.

كان عفيفاً نظيفاً شريفاً لم يلوث يده أو جيبه بالمال الفاسد. ولم يكن له رصيداً بالملايين والمليارات داخل وخارج الوطن. ولم يمتلك شركات تسجل في الخارج ولها أسماء وهمية في الداخل تهرباً من الإلتزامات الضريبية وسعياً للكسب غير المشروع لم يسكن في قصوراً فارهة ولم يهدم منازل تقدر بالملايين ليزرع مكانها وروداً وزهوراً ترفاً للناظرين. لم يكن من حوله أو خلفه وأمامه أرتالاً من السيارات الفارهة وإنما كان سلاحه صدق الإنتماء للوطن والعمل بأمانة ونزاهة وإخلاص مما زرع حبه في قلب كل مواطن.

وصفي ومعه أرتالاً من الرجال الرجال العظام الذين شيدوا صروح الوطن الشامخة رغم شح الموارد والإمكانيات آنذاك لكن سلاحهم كان العمل بجد وأمانة ونزاهة وإخلاص وبتوجيهات وإشراف من باني صروح الوطن الحسين بن طلال طيب الله ثراه ونحن وكغيرنا شاهدنا عندما كان الأردن في بداية الستينات صحراء قاحلة وأصبح في زمن قياسي محجاً علمياً وطبياً وثقافياً وتنموياً وسياحياً وسياسياً ومثلاً يحتذى به وما ذلك إلا نتيجة السياسة الحكيمة والنادرة لجلالة الراحل الكبير ومن عملوا بمعيته من الأوفياء.

من المؤسف حقاً على الإعلام الرسمي بشكل خاص وغيره من المؤسسات والمواقع الإعلامية الأخرى أن تمر ذكرى أولئك الرجال مروراً عابراً دون أن نستذكرهم ونخلد ذكراهم العطرة بما يستحقون من الشكر والثناء والتقدير. وبالمقابل نرى الإعلام يركز على المسلسلات الأجنبية والبهرجة الإعلامية لأشخاص بعينهم ليضع لهم تاريخاً هشّاً ويتجاهل التاريخ المجيد لمن شيدوا صروح الوطن الشامخة الذين ستبقى ذكراهم خالدةً بالدم والوجدان على مدى الزمان وأن من لا تاريخ له لا يمكن أن يكون له حاضراً ولا مستقبلاً ولو سخّر جميع الإعلام العالمي من المؤلفة جيوبهم والمستأجرة عقولهم وأقلامهم للبهرجة الإعلامية.

وبهذه المناسبة نوجه الشكر والتقدير لشخص دولة الدكتور عبدالله النسور الذي استذكر وصفي وتكرم بزيارة ضريحه. ولو كان وصفي وأقرانه أحياء في هذه الظروف لبادروا كما بادر دولة السيد فيصل الفايز الذي ترك عزاء أغلى الرجال عليه عمه المرحوم الشيخ سامي الفايز فقيد الوطن وظهر على شاشة التلفاز مناشداً الأردنيين بأن يتوحدوا وينبذوا خلافاتهم ويحافظوا على وطنهم ويصونوا أمنه واستقراره ومنجزاته وتبعه بذلك دولة الدكتور معروف البخيت.

أما من تسلقوا إلى أعلى المناصب وحصلوا على الكثير من المكاسب وأشبعوا جيوبهم ورصيدهم من خيرات الوطن لم نسمع منهم أو عنهم أي حضور أو ظهور. لكنهم اعتمدوا أسلوب البقرة الحلوب ليرضعوها عندما تدر ويرفسوها ويهجروها عندما تجف. وكما قال المثل الشائع " الّي يتجوز أمي هو عمي " وحقاً لا يحرث البلاد إلا عجولها ولا يحمي الأوطان إلا رجالها وبفضل من الله وعون منه في الأردن رجالات أمثال وصفي وأقرانه سيحمون الوطن ويصونون منجزاته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :