عمون - ساهم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بقرار حكومي الشهر الماضي؛ في زيادة حجم الاعتداءات على الأشجار الحرجية والغابات بنسبة 20 %، وفقا لمساعد أمين عام وزارة الزراعة للحراج والمراعي المهندس عيسى الشوبكي.
وعزا الشوبكي أسباب ارتفاع نسبة الاعتداءات إلى 60 % قياسا بـ 40 % العام الماضي، إلى ما خلفه قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية إلى حدود مرهقة على جيوب المواطنين.
وبعيدا عن التأثيرات البيئية السلبية لمسألة الاعتداء على الأشجار الحرجية والغابات، واختلاف السبل التقشفية التي يلجأ إليها الكثير من المواطنين هذا الشتاء كل حسب مقدرته، فإن مواطنين يجدون في استخدام التدفئة على الحطب "طريقة مثلى" في التحايل على برد الشتاء.
ويقول سائد بني أحمد الذي بادر إلى شراء ما يلزمه من الحطب لـ"الغد" إن استخدامه لتدفئة المنزل أحد الأساليب البديلة لشراء المحروقات، التي سجلت ارتفاعا ملحوظا بموجب القرار الحكومي الأخير. لا يتوقف سائد عند فكرة ابتكار أنماط جديدة للتقشف في فاتورة المحروقات لتدفئة منزله، بل إنه يجد من إشعال الحطب فرصة لاستعادة ذكريات الزمن الجميل، عندما كانت الأسرة تجتمع حول "منقل الحطب" بحسبه.
محمود العياصرة الذي أخبر "الغد"، أن ارتفاع أسعار المحروقات لم يترك أمامه فرصة اللجوء لبدائل، يعتبر أن تدفئة المنزل من خلال استخدام تدفئة "البواري" على الحطب كبديل عن الكهرباء والغاز والكاز ستوفر عليه بضعة دنانير شهريا.
العياصرة الذي يستهلك 3 أطنان من الحطب خلال فصل الشتاء والتي تبلغ قيمتها 350 دينارا، قال "لم يعد من الممكن استخدام جالونات الكاز ولا اسطوانات الغاز لتدفئة المنزل، وارتفاع أسعار المحروقات سيدفع ببعض العائلات للاستغناء عن إشعال التدفئة هذا الشتاء"، لافتا الى أنه يعرف أسرا لم تشعل التدفئة مطلقا في منازلها خلال فصل الشتاء الماضي.
بدوره، اعتبر الثلاثيني صلاح بني عمر أحد المواطنين الذين ضاقت بهم السبل لمعرفة الوسيلة الأقل كلفة لتدفئة منزله من برد الشتاء، أن تدفئة البيت من خلال استخدام الحطب سيوفر عليه تكبد مصاريف أخرى خلال فصل الشتاء.
ويقول إنه ابتاع خلال الشتاء الحالي ما يقارب 2 طن من الحطب بقيمة 300 دينار، للهروب من ارتفاع أسعار الكاز والغاز.
من جانبه، يستخدم الخمسيني عامر بني حمدان لفصل الشتاء بكامله نحو 2 طن من الحطب بسعر لا يتجاوز 260 دينارا لغايات تدفئة المنزل، وذلك للهروب من استخدام تدفئة الكاز والغاز وحتى الكهرباء، وقال "بذلك سأوفر على نفسي تحمل أعباء وثقل جديد على دخل الأسرة".
ويستخدم بني حمدان تدفئة الحطب في بعض الأوقات لطهو الطعام، وإعداد المشروبات الساخنة من القهوة والشاي، فيما يلجأ غيره إلى أساليب مختلفة من التقشف بسبب ارتفاع المحروقات.
ويبين صاحب متجر الحطب بلال معالي في شارع عبدالله غوشة بعمان "أن الإقبال على طلب الحطب وكبداية موسم قد ازداد بما نسبته 20 % عن بداية الموسم الماضي، حيث سجل العام الماضي ما نسبته 50 % لترتفع الى 70 % هذا العام". ويرى معالي أن ارتفاع نسبة الطلب على الحطب سببه ارتفاع أسعار المحروقات، مبينا أن سعر كيلو الحطب يتراوح ما بين 20-25 قرشا، وسعر الطن يتراوح ما بين 150-220 دينارا.
وأضاف "أن الحطب المتواجد في متجره مصدره أشجار اللوزيات والزيتون، التي يتم شراؤها من قبل تجار أصحاب مزارع ذات ملكية خاصة".(الغد - رجاء سيف)