دعم ياباني غير مشروط سياسيا للاردن .. *محمد مناور العبادي
mohammad
07-12-2012 11:45 PM
تتميز العلاقات الاردنية اليابانيه ، بانها ترتكز على مباديء ساميه ، مستمده من القيم والمباديء اليابانيه ، التي تقوم على اساس احترام سيادة واستقلال وخصوصية كل دولة ، وتوفير حياة حره كريمه للاردنيين.
من هنا فان المساعدات اليابانيه للمملكه غير مشروطه سياسيا او اقتصاديا ، بخلاف المساعدات الغربيه والعربيه ،التي تطالب الاردن بمواقف سياسيه محدده، دون اعتبار لصالح الدول المانحه ، بغض النظر عن مصالح الاردن وشعبه وقيمه العليا .
الشرط الوحيد للمساعدات اليابانيه هو تعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، بما في ذلك المساعدة في تضيق الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، وتنمية الموارد البشرية وخفض معدل البطاله ، وهي قضايا يتمنى الاردنيون ايجاد حلول جذريه لها .
وتنص المساعدات اليابانيه للاردن على تمويل عملية تنفيذ اي مشروع تدريجيا ، وباشراف خبراء يابانيين ، وفق مراحل زمنيه ، لضمان الشفافيه في التنفيذ، والحيلولة دون اي عمليات تلاعب مالي اواداري قد تحصل في غياب الرقابه السليمه .
ويتم انفاق المساعدات اليابانيه على تنفيذ مشاريع تمس مباشره أمن وحياة الاردنيين ، لأن اليابان حسب سفيرها في عمان جونيتشي كوسوجيه "تعتبر الاردن دوله محوريه لاستقرار الشرق الاوسط " .
وانطلاقا من هذه النظره اليابانيه الساميه للاردن في المنطقه ،استجابت اليابان سريعا لنداءا ت الشعب والحكومه في الاردن ، للتصدي للازمه الماليه والاقتصاديه التي تعيشها المملكه ، بتوفير دعم سريع وفق احتياجات البلاد العاجله ،استكمالا لدعمها السابق خلال ال58 عاما الماضيه -اي منذ اقامة العلاقات الدبلوماسيه بين الاردن واليابان - والذي شمل تمويل مشاريع اساسيه للاردن باشراف وكالة جايكا اليابانيه ، من خلال خبراءيابانيين متخصصين .
و شمل الدعم الياباني للاردن ،تقديم مساعدات فنيه وتقنيه وماليه ،لتمويل وتنفيذ مشاريع في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحماية الامنيه للبلاد .
وتغطي هذه المشاريع مجالات تعاني منها المملكه كثيرا ، وابرزها قطاع ا لمياه من خلال الحد من الهدر المائي وترشيد استخدام المياه والبحث عن مصادر بديله ، وقطاع توفير الطاقه النظيفة بواسطة نظام توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ونظام توليد الطاقة الكهروضوئية والطاقه النووية الامنه والسليمه ، ومن خلال تنفيذ مشاريع في مجالات الصحة ، والبيئة ، والتعليم المدرسي ، والعالي، وتكنولوجيا المعلومات ، والتعدين ، والتدريب المهني ، والمعاقين ، وتاهيل خريجي الجامعات والمراه للعمل والحياه الكريمه ، والرياضه.
وبهذا الصدد يقول ممثل جايكا في الاردن ساتو تاكية ،ان المساعدات اليابانية للاردن تقدم على شكل منح وقروض وتعاون تقني ،حيث يعتبر بنك اليابان للتعاون الدولي وجايكا ،مسؤولين عن معونة القروض وطبيعة عمل المتطوعين اليابانيين من كبار السن والشباب ،الذين تتراوح اعمارهم بين 40 و65 عاما ،ويعملون كخبراء في مشاريع لدعم التنمية البشرية في الاردن وتحفيز روح التطوع.
وتاكيدا من اليابان على اهمية الاردن ودوره المحوري في المنطقه ، فانها قررت ان يكون الاردن مركزا لتدريب الكوادر الفنيه في فلسطين والعراق في الاردن من خلال اعتماد الاردن مركزا اقليميا للتدريب والتاهيل الفني .
وتدرس اليابان اليوم ، تقديم المزيد من الدعم الفني للمملكه في مجالات الطاقه الكهربائيه ، وتدريب الاردنيين على متطلبات سوق العمل من خلال معاهد التدريب الفنيه ، التي انشأتها الحكومه الاردنية بدعم ياباني تقني بهدف استيعاب البطاله المستفحله في الاردن . وقدخرجت هذه المعاهد الالاف من العاملين في العديد من المجالات التقنيه في البلاد.
واليوم ، ونحن نشارك اليابان احتفالاتها بعيد ميلادامبراطورها الذي يصادف يوم الاثنين القادم ، والذي يطبق فعلا مبدأالملكيه الدستوريه - حكم الشعب للشعب ومن اجل الشعب - والذي يتوق اليابانيون دائما لرؤيته والسلام عليه والاستماع الى اقواله في التاريخ والادب والحضاره والمستقبل ، يستذكر لاردنيون ، قيادة وحكومةوشعبا ، وبكل تقدير ، الدعم الياباني للاردن منذ اقامة العلاقات الدبلوماسيه بينهما عام 1954 ، حيث تعتبراليابان احد القنوات الماليه والتقنيه التي لايمكن للاردن الاستغناء عنها ، في بناء الوطن، وتنمية اقتصاده ، وتاهيل ابنائه ، وتوفير حياة كريمه امنه امينه ومستقره لهم جميعا ، لبناء الاردن الجديد المزدهر، ليكون كما اراده المؤسسون الاوائل انموذجا في المنطقه .
*صحفي وباحث