بما أن الرؤية السياسية بالأردن وضحت، و الخريطة السياسية بانت معالمها، و هي تقوم على التوجه الحزبي، أصبح من الضرورة البحث عن حزب ننضوي تحت لوائه لنخدم الوطن. فالكتابة والتعليق و مداخلة هنا و رأي هناك لا يقدم و لا يؤخر إذا بقي صوتاً منفرداً. لهذا كان التوجه الحزبي ضرورة ملحة لمن أراد أن يخدم الوطن فعلاً.
ولأنه ما خاب من استشار فقد لجأت لأصدقائي بالفيس بوك للبحث عن حزب يتماشى مع توجهاتي التي يعرفها أصدقائي. و لهذا طرحت هذه الفكرة عليهم فجاءتني النتيجة مرعبة ولا أدري إن كانوا أخذوا الأمر على محمل الجد أو أنهم كانوا يمزحون، و النتيجة التي خلصوا اليها هي عدم وجود أحزاب حسب المواصفات التي وضعتها لحزب المستقبل الذي سأتشرف بخدمة الوطن من خلاله. فما هي هذه المواصفات؟
يا سادة أبحث عن الحزب الأردني الذي ليس امتداداً لحزب خارج الأردن. أنا من أشد المنادين بالإسلامية و القومية و العروبية و ما إلى ذلك من شعارات، و لكني و للأسف ما زلت أرى في تلك الأحزاب صدى لغيرهم في الخارج و ليست فاعلة فيه بذاتها. إن الناظر لهذا الاحزاب يجدها خارجية الهوى ( كلٌ حسب هواه) و نجدها صوتا للخارج و كلما ( شبب أي لعب على الشبابة) هواهم في الخارج ترى الدبكة عندنا.
كذلك أريد الحزب الذي لا يتمحور حول شخص يدور الجميع بفلكه، و إن كنا سنحقق المكاسب من وراء ذلك هذا الكبير، لا أريد أن أراني تابعا لهذا الكبير الحقه من حزب الى حزب و هو يغير أحزابه كما يغير بدلاته. و لا أطمع بالالتحاق بحزب يؤسسه مليونير (ليصلح) لنا ما أفسده أصحاب الملايين السابقين.
أريد حزباً يمارس الديمقراطية أكثر من حديثه عنها، ننتخب أمينه العام كل فترة و لا يفرض شخص نفسه على الجميع كما نرى في بعض الأحزاب، فمنذ بزوغ فجر الديمقراطية بالثمانينات و أصبح و جود الأحزاب مسموحا و أنا أرى بعض الشخصيات بأفكارها و وجوهها و لا أرى غيرها.
و بما أن الإصلاح الاقتصادي للأردن لا يقل أهمية عن الإصلاح السياسي فإنني أطمع أرى في الحزب الذي ابحث عنه برنامجا اقتصاديا يتبنى أهدافاً ذات قابلية للتحقيق و ليست مواضيع إنشائية من باب سنعمل على تشجيع الاستثمار و تخفيض الأسعار.
و للحقيقة تبرز (وثيقة زمزم) هذه الأيام، و هي التي قام على صياغتها رجال يتبعون للحركة الإسلامية تنظيمياً كتجمع يمكن أن يلبي حاجاتي لحزب. وقد أشار أصحابها إلى أنها (الوثيقة) و إن كانت تستند على بعد إسلامي إلا أنهم قالوا لا علاقة لهم بالحركة الإسلامية ممثلة بحزبهم مع أحقيتهم كأفراد بالانضمام ، و يرغبون أن تضم هذه الوثيقة كافة أطياف المجتمع الأردني كما أنني لم أرى بين الأسماء إلا أسماء متواضعة ليس من بينهم (و لا أزكي على الله أحد ) طالب سلطة، و لا مليونيراً. لكن و خشية من أن نتفاجأ من حركات التفافية نابعة من سياسة التقية، أو البحث عن ثوب جديد للظهور فيه و ركوب موجات من قبل بعض الأحزاب يفضل التريث قبل الحكم النهائي عليها، و أمامهم الميدان لنرى أفعالهم لنحكم جميعاً إن كانت فعلاً نوعاً جديداً من التظيمات و ليس بالضرورة أن تكون حزباً.
باختصار أبحث عن حزبٍ أرى فيه كل الاردن و الأردنيين جميعهم و بكل أطيافهم وتناقضاتهم الجميلة. لا أريده فئويا أو عشائرياً أو إقليمياً. إن الحزب المطلوب هو الحزب الأردني إسماُ و هوى، فهل هذا مستحيل.
alkhatatbeh@hotmail.com