تغرق البلد في السجائر المهربة،واغلبها يأتي من لبنان،وفقا لما يقولون،فتجد المارلبورو الابيض والاحمر،واسماء اخرى معروفة.
يكفي ان تذهب الى باعة القهوة او اي سوبرماركت في البلد وتسأله عن المارلبورو فيقول لدينا لبناني،واللبناني الاكثر مبيعا في الاسواق،وبرغم الحرب في سورية الا ان احداً لا يقول لك كيف يتمكن المهربون من ادخال كميات كبيرة جداً عبر الحدود الاردنية السورية المشتعلة؟!.
مالايعرفه كثيرون هو ان السجائر المقلدة في السوق ليست قادمة من بيروت،لا الغربية،ولا الشرقية،ايضا،فهذه كلها سجائر مقلدة وصناعة صينية،والصينيون يشتهرون بتقليد السجائر وهناك سفن في البحار تتولى صناعتها وشحنها،بالاضافة الى وسائل اخرى،وهذا يفتح باب الاسئلة حول الموقع الذي يتم احضار السجائر منه فعليا،غير لبنان طبعا.
اضرار السجائر قاتلة،من اضرار النيكوتين وصولا الى النكهات والمواد الكيماوية سريعة الاشتعال،واثار الحرق والحريق،فيما السجائر المقلدة تضيف اخطارا اخرى،والذي يدخن من السجائر المسماة لبنانية،اي قادمة من لبنان،سيلاحظ ان هناك اعراضا اخرى استجدت على المدخن من السعال الى الصداع الى الام المعدة،لكنه شعب لا يتوقف عن الانتحار الطوعي.
مناسبة الحديث عن المارلبورو القادم من بيروت،باعتباره راقياً،ماتنوي شركات التدخين المحلية الاردنية فعله من خفض لاسعار السجائر،لان التهريب اضّر بها،وتسبب بخسائر للخزينة بسبب انخفاض المبيعات لصالح السجائر المهربة.
الحل هنا بصراحة اسوأ من المشكلة،لان هذا الحل سيؤدي الى دخول زبائن جدد الى عالم التدخين،وكنا نتوقع زيادة الضرائب على السجائر لكبح الناس عن التدخين،او الاقل خفض عدد السجائر التي يدخنها المرء يوميا،وبالمقابل منع التهريب،لان التوجه لخفض سعر السجائر اعتراف بفشل الجهود المبذولة لمنع التهريب واستسلام امام المهربين،ولجوء الى حل مشوه.
نسبة المدخنين في الاردن بين اغلب الناس وفقا لارقام رسمية تتجاوز الثلاثين بالمائة،والانفاق على التدخين يصل سنويا الى مليار دولار والرقم يرتفع يوما بعد يوم،وهذا مليار يتسبب بخسائر صحية في كل البيوت،ويتسبب فاتورة علاجية مرعبة.
الواضح ان المهربين اقوياء للغاية،لان الكميات الموجودة في السوق،نراها في كل مكان،جهارا نهارا،فأين المفتشين واين الجمارك،وكيف دخلت هذه الكميات الكبيرة الى البلد،خصوصا،ان الحدود مع سورية مراقبة،والنملة يتم الامساك بها حاليا اذا حاولت التسلل الى الاردن؟!هذا يقول فعليا ان السجائر ليست قادمة برا من لبنان عبر سورية الذبيحة.
يقولون لك ان المارلبورو قادم من بيروت،وهم يكذبون عليك،ولايعرف احد من اين يأتي فعليا،لكن المؤكد ان هذه السجائر كلها لم تصنع رسميا،ولم تصدر رسميا الى لبنان لتأتي الى الاردن،وهي صناعة صينية رديئة وقاتلة فوق سموم السجائر المعروفة.
علبة السجائر في لندن وواشنطن تصل احيانا الى ثمانية دنانير،وهنا يريدون تقديم خصومات للمدخنين عقابا للصينيين!!.
صحتين وعافية.
maher@addustour.com.jo
الدستور