عمون - الدوحة - شهيرة خطاطبة – بعد ان دخل مؤتمر الدوحة للتغير المناخي مرحلة حاسمة من المفاوضات للاتفاق على تمديد بروتوكول "كيوتو"، حيث تدور النقاشات بشأن تفاصيل مرحلة ثانية من هذه الاتفاقية للالتزام بتعهدات خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وتعد نسب هذا الخفض وملف تمويل الصندوق الأخضر لمساعدة الدول النامية من أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات الدائرة.

وبينما كانت تتجه انظار العالم الى الجزء الاهم على مستوى الوزراء من مؤتمر تغيير المناخ المنعقد في الدوحة منذ الثلاثاء وحضره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ويحظى بمشاكة عالمية واسعة ضمت نحو 190 دولة ، كانت الاردن غائبة تماما عن المفاوضات الاهم التي سبقت الاجتماعات الرفيعة الأهم في المؤتمر وحتى الاجتماعات التي امتدت ليومين متتالين لم يتواجد فيها اي من الوفد الاردني الذي ضم ستة أعضاء الا في اليوم الأخير حيث سيلقي الامين العام لوزارة البيئة احمد قطارنة كلمة ، بحسب ما رصدت عمون.

وتقع الاردن ضمن المجموعة جي 77 + الصين ( وهي واحدة من المجموعات الاقليمية الخمس الكبرى) والتي تضمن معظم البلدان العربية واسرائيل.

حاولت "عمون" الحديث مع احد من المفاوضين الاردنيين عدة مرات وعلى مر ايام النقاش الهامة التي يعقبها الاجتماع الوزاري العالي المستوى ولم تتمكن من الحصول على اجابة .

حاولنا الاتصال بالسفارة الى اننا لم نحصل على اجابة مما اجبرنا على العودة الى المؤتمر حيث لا مشاركات للوفد الاردني في الاجتماعات التي ضمت مجموعتها الاقليمية او حتى القاعات الرئيسة التي كانت مغلقة امام الصحافيين وتمكنت "عمون" من الدخول والتقاط صورة للمكتب المخصص للاردن والذي كان يخلو من اي مفاوض وعلى ايام متتالية.

يوم الخميس وهو اليوم الاخير للاجتماعات رفيعة المستوى تمكنت "عمون" من الحديث مع نائب السفير الاردني لدولة قطر السيد سفيان القضاة والذي بادر بالاجابة" لماذا تتحدثين اليّ هكذا كأنما تحققين معي؟" وعندما سألنا عن اماكن تواجد الوفد كانت الاجابة كنا نحضر انشطة جانبية "اي على هامش المؤتمر" والتي هي اصلا تضم مؤسسات مجتمع مدني ومنظمات عالمية مهتمه في الموضوع .

وعندما سألنا عن النشاط الذي حضره المتحدث حيث من المفترض تواجده في المناقشات السابقة للاجتماع الاخير لحيث لا تعارض بين الفترتين كان الحديث معه ما يقرب العاشرة صباحا وكان هو موجود بالسفارة.

ويضم الوفد الرسمي بحسب بيانات اتفاقية الامم المتحدة الاطارية حول التغير المناخي (UNFCCC) الاسماء التالية والذي من المفترض ان يلقي كلمة الخميس في الاجتماعالذي يعقد في الصالة الرئيسية في المركز الوطني القطري للمؤتمرات:

الامين العام لوزارة البئية السيد احمد القطارنة
وزارة البيئة حسين بدارنة
السفير الاردني في قطر زاهي الصمادي
السفارة الاردنية في قطر سفيان القضاة
السفارة الاردنية في قطر بسام الطواهية
السفارة الاردنية في قطر سيف التل.

بحسب ما رصدت عمون فقد خلت الطاولات المستديرة من الاردنيين بينما كان الاسرائيلييون الذين يشاركونا مصادر المياه في كل مكان من المفاوضات خصوصا تلك النقاشات الاهم والتي سبقت الاجتماع الاخير.

و كشف تقرير للبنك الدولي صدر الاربعاء أن الكوارث الناجمة عن التغير المناخي كبدت المنطقة العربية خسائر مباشرة بقيمة 12 مليار دولار وأثرت على حياة خمسين مليون عربي خلال الثلاثين عاماً الماضية، وأوضح التقرير -الذي عرض خلال جلسات مؤتمر تغير المناخ في الدوحة- أن الخسائر غير المباشرة للكوارث تفوق المبلغ المذكور مرات عديدة.

وحذر التقرير من أن عقودا من الجهود العربية لتقليص مستويات الفقر قد تعصف بها الخطورة المتزايدة لظاهرة التغير المناخي، فقد أصبحت المناطق العربية الجافة أكثر جفافا وصارت وتيرة حدوث الفيضانات أكبر، حيث أدى فيضان حوض نهر النيل في 2006 لوفاة 600 شخص وتضرر به 118 ألف شخص، وفي 2008 انتهت موجة جفاف هي الأشد التي ضربت حوض وادي الأردن.


ويأتي المؤتمر بمرحلة ملزمة ثانية بعد 2012 اتفق عليه في مؤتمر الأمم المتحدة الأخير بشأن المناخ في أواخر 2011 في ديربن في جنوب افريقيا، والآن يجب البت بشأن مدة كيوتو الثاني بالأهداف وبالأرقام.
ومع انسحاب كندا واليابان وروسيا لا يتوقع أن يشمل كيوتو الثاني بشكل أساسي سوى الاتحاد الأوروبي وأستراليا، أي ما يمثل 15% من انبعاثات الغازات الدفيئة الشاملة. ومعلوم أن الولايات المتحدة الأميركية لم توقع على بروتوكول كيوتو الذي يحث الدول الموقعة عليه على خفض انباعثاتها الغازية إلى نسب محددة في أفق سنة 2012.

وتجتمع الدول الاطراف ومنها الادن سنويا اجتماعا يعرب ب سي ام بي (CMP) في مؤتمر يعرف باجتماع الاطراف لبروتوكول كيوتو وتعتبر قراراته ملزمة للاطراف الموقعة وتلعب الاطراف غير الموقعة دور المراقب.

ويذكر ان جهات اعلامية ومدنية واخرى مهتمة بالبيئة من دول غربية انتقدت اصلا اختيار قطر لإقامة القمة على اراضيها والتي تعتبر من اكبر الدول المنتجة للنفط اذ تحصل على ما يقرب 170 مليار دولارا سنويا جراء بيع النفط والغاز الطبيعي كما انها الاكبر انتاجا لغاز ثاني اوكسيد الكاربون (CO2).