ليس لنا أن نعترض على حكمة الله سبحانه وتعالى، انه الموت، وكل نفس ذائقة الموت ، ولكن نعترض عندما تنتهي حياة رجال مخلصين أوفياء يقومون بواجبهم الوطني ، برصاص غدر وخيانة وحقد ، نعترض عندما يكون هؤلاء الرجال الذين نذروا أنفسهم لخدمة الوطن والمواطن ويصلون الليل بالنهار ويحرصون على توفير الأمن والطمأنينة ويحمون مقدرات الوطن والمواطن من الاعتداء أو الإيذاء أو الانتهاك والتخريب تنتهي حياتهم بهذه الطريقة .
الشهيد الرقيب احمد علي حمدان المقابلة، الذي كان رقيبا مندفعا لتأدية واجبه، أمينا في عمله، مخلصاً وفيا يمتلك الشجاعة والرجولة والحماسة والحب الكبير لوطنه، غيورا على مصلحة الوطن، هذا ميثاق الشرف الأردني والعسكري والإنساني الذي طوق به عنقه وأعناق الأردنيين، كان يحترم الجميع متسامحاً ودوداً ومحبوباً من قبل الجميع وهذه خصال يتحلى بها نشامى الأمن العام والأجهزة الأمنية كافة، آثر التضحية في سبيل وطنه وتمنى الشهادة فكانت له الرحمة له ولكل شهداء الوطن. برصاص خفافيش الليل انتهت حياة الشهيد أثناء تأديته لواجبه الوطني ليعطر ويروي بدمه الطاهر تربة هذا الوطن وينضم إلى قوافل أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ويسجل اسمه في سجل الخالدين، فالبقاء للشهداء والزوال لمن تطاول على هاماتهم واقتحم طهر دمائهم، طالته يد الغدر وهو واقف يخدم الوطن ، ويحافظ على أمنه واستقراره وديمومة البناء .
الشهيد احمد المقابلة ، تعرض إلى عملية إطلاق نار مباغتة له ولزملائه أثناء أدائهم لواجبهم الوطني في الرابع عشر من الشهر الماضي، من قبل خارجين عن القانون، استهدفوا مركز امن شفا بدران بهجوم مسلح أثناء الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المملكة بعد قرار الحكومة برفع الدعم عن المحروقات، حيث أصيب الشهيد بعيار ناري نقل على أثره الى مستشفى المدينة الطبية لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة متأثرا بجراحه. خارجين على القانون وجهوا رصاص غدرهم واظهروا صورتهم الغوغائية – الهمجية – تحت ذرائع حرية التعبير عن الرأي وحق الاحتجاج والتظاهر، فهل هذه لغة الاحتجاج؟! وهل السلاح وازيز الرصاص وسيلة التعبير، وأين اختفت لغة الحوار والشورى والرأي الآخر، هذه الطريقة في التعبير لا يمارسها إلا - الملثمون – المدفوعون المتطاولون الحاقدون الذين يريدون إلحاق الوطن بركب الدول التي ثار شعبها على قياداتها عندما فاق أعداد السجون فيها أعداد المدارس، وعندما علقت المشانق على أبواب المدن ، وعندما ضاعت الشعوب في سراديب وأقبية وزنازين الطغاة .
محافظة جرش ، جرش التاريخ والعراقة والأصالة زفت شهيداً من شهداء الشرف والكرامة والعز والفخار، وبلدة - مقبلة - التي عطر بدمه الطاهر تراب أرضها التي ترعرع فيها، واحب ربوعها وربعها وأشجارها ، وسكن فيها ، هذا الدم الغالي ، دم الشهيد المقابلة يعانق ويلاقي دماء الشهداء الأردنيين في مناطق المملكة وخارجها ، الذين استشهدوا وهم يؤدون مهماتهم وواجباتهم في كافة المواقع وهم يقولون لبيك يا وطن ، يا وطن الأشراف ، ويا وطن الانقياء والأتقياء ,الصابرين والقابضين على الجمر ، ولم يتآمروا على الوطن ومقدراته .
وبعد،،، نقول للذين وجهوا رصاص الغدر والخيانة والتآمر ، رصاصكم وحقدكم ورسائلكم وأهدافكم لا تقف حدودها عند قتل رجل امن كان يسهر الليل ويوفر لكم الأمن والطمأنية، أهدافكم لا تقف عند حدود تدمير وحرق وتكسير دائرة حكومية او اشارة ضوئية او سرقة صراف بنك تجاري، أو قتل أي رجل من رجال الوطن ، وقتل أحلامهم ، وأحلام أطفالهم ، وحرمان ذويهم وعائلاتهم من الفرح والسرور والعيش الكريم في كنف أبائهم ، ان تمكن الغادرون من اغتيال حياة شهداء الوطن الانقياء ،فرب العالمين يبشرهم بأروع حياة , وفي السماء تعد لهم أسارير الفرح والسعادة الأبدية ، نقول لشباب الوطن أنها مؤامرة موجهة لهدم وقتل وتدمير الوطن ومقدراته وانجازاته، وأهله الطيبين، اياكم ان تدغدكم العواطئف، واياكم ان يغركم شعار او يافطات ملونه، نقول آن الأوان على الأحزاب والحراكات التي تستخدم لغة التثوير والتجييش والعراك في بياناتها وشعاراتها وخطاباتها أن تتق الله في الوطن والمواطن، وان تكف عن بث سمومها وتجريحها وحقدها لخدمة أهداف شخصية حزبية لا تخدم إلا أجنداتهم وأفكارهم السوداوية.
مسك الكلام ،،، رحم الله الشهيد احمد المقابلة ، وكلنا مشاريع شهداء فداء للوطن ، ودماء الشهداء ستلاحقكم أيها الغادرون أينما كنتم ، فالأردنيون منذ الأزل، بلدهم غال عليهم، يفدونه بالمهج والأرواح، الصدق والامانه والإخلاص والتضحية والفزعة والنخوة والشهامة والبطولة ديدنهم، حفظ الله الأردن ، وملك الأردن . "ويا جبل ما يهزك ريح "."وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون