يقول الخبراء الذين زاروا مبنى تلفزيون “إيه تي في” إن التجهيزات المتوفرة تتفوّق على تلك الموجودة في استوديوهات كبريات المحطات العربية، ويزيدون بانها من افضل الموجود في العالم، ولا يخفي هؤلاء استغرابهم من تركها نهباً للغبار والتراب، وللشطب بحكم الزمن وظهور تقنيات جديدة.
مرات عديدة كتبنا، هنا، عن الخسارة الوطنية المادية والمهنية من عبثية ملف هذه المحطة، فعشرات الملايين تضيع، ومئات فرص العمل تتبخّر، والأهم اننا أفقدنا مع سبق الإصرار والترصد إمكانية أن تكون عندنا شاشة أردنية عصرية متمكنة، تنافس أهم المحطات العربية، وتُقدّم بلادنا بما يليق بها من صورة حضارية.
صاحب المحطة، الذي يحمل شهادات دولية تؤكد مهنيته العالية، وتفوّق أعماله، وهو السبب الذي مُنح من اجله المحطة اصلاً، وصل الى درجة الغليان، وهذا ابسط حقوقه كمواطن يرى قلعته الصخرية تُصبح بيتاً من رمال، وهو يهدد باللجوء للرأي العام كاشفاً تفاصيل مثيرة على طريقة: عليّ وعلى أعدائي، تماماً كما فعل شمشون في المعبد.
نفضّل، كزملاء مهنيين، ومواطنين حريصين، أن نحصل على العنب دون ان نقاتل الناطور، وان يُغلق الملف باتفاق ينتهي بنا بالشاشة الاردنية الموعودة، وفي قناعتنا ان الامر لن يتطلب اكثر من قرار سريع يضع الامور في نصابها، ويا دار ما دخلك شرّ.
الدستور.