حواضن إدارة الترخيص بلا حنان ..
أ.د.غالب العباسي
27-11-2007 02:00 AM
حسب إحصائيات إدارة ترخيص السواقين والمركبات بلغ عدد المركبات المسجلة في المملكة لغاية نهاية شهر أيلول الماضي 817,168 مركبة، كما بلغت نسبة المركبات التي حصلت على لوحات أرقام جديدة بعد إقرار نظام اللوحات الجديد حوالي 43% من المجموع العام، أي حوالي 351,382 مركبة، حيث سيكتمل العمل بتغيير اللوحات في نهاية شهر نيسان المقبل. تتقاضي إدارة الترخيص مبلغ ديناران ثمن الحواضن وعشرة دنانير ثمن اللوحات أول مرة إضافة إلى 10% ضريبة، هذا غير الدخل المتأتي من بيع الأرقام المميزة. أما في حالة فقدان اللوحات، فتتقاضى الإدارة مبلغ خمس وعشرين بدل فاقد عن كل لوحة إضافة إلى الضريبة مقارنة بثلاثة دنانير على النظام القديم. بحسبة بسيطة، فقد قامت إدارة الترخيص و لتاريخه باستيفاء حوالي خمسة ملايين دينار من السواقين في مختلف أنحاء الملكة الأردنية الهاشمية.
فرحنا عند بدء تطبيق نظام اللوحات الجديد، إلا أن هذه الفرحة بدأت بالتلاشي بعد بدء الإدارة بتطبيق النظام، حيث قام العديد من المواطنين بالشكوى إما مباشرة لإدارة ترخيص السواقين والمركبات أو من خلال الصحف المحلية عن عدم كفاءة الحواضن وعدم قدرتها على "احتضان" اللوحات الجديدة، حيث أنه من السهل أن "تنط" اللوحة من الحاضنة دون سابق إنذار بسبب أي مطب أو حفرة والتي لا يخلو أي شارع منها، كما أن هذه الحواضن هشة قابلة للكسر و حساسة جداً بعكس غالبية مركباتنا.
ولمجابهة ذلك، وفي ضوء عدم اقتناع إدارة الترخيص بوجهة نظر السواقين، و كما يقول المثل "الحاجة أم الاختراع"، بدء المواطنين بتثبيت لوحاتهم بطرق عديدة، رغم عدم قانونيتها، لمنعها من القفز من الحواضن. حيث استخدم البعض قطع الخشب "لحشر" اللوحات الجديدة ، تربيطها بحبال بالطنبون، البراغي، التباشيم، مواد لاصقة مثل التيب و الأجو والسيلكون، وما إلى ذلك من طرق، حيث استخدم كل مواطن أفضل المواد المتوفرة لديه وحسب طبيعة عمله.
مؤخرا، وفي ظل اقتناع الإدارة بوجهة نظر المواطنين، وعلى الرغم من أن التعليمات نصت على عدم استخدام أي مواد لتثبيت اللوحات الجديدة على الحواضن، عادت الإدارة وأعلنت من خلال دوائر الترخيص و الصحف المحلية عن تعليمات جديدة للمحافظة على لوحات المركبات من الفقدان باستخدام "تباشيم قياس (4/14) أو (4/16) لون أبيض أو فضي على زوايا اللوحات". هل الحل الأمثل برأي أدارة الترخيص وبعد التفحيص والتمحيص ينطوي على تثبيت اللوحة والحاضنة بجسم المركبة من خلال تباشيم أو البراغي؟
لا ينكر أي مراجع منا للإدارة مؤخرا من أن الخدمات أصبحت أفضل بكثير مما سبق وهي على مستوى أعلى من المهنية والكفاءة والمسؤولية. إلا أن الاعتراف بالخطاء و التراجع عنه كما يقول المثل "فضيلة" ويعتبر من صفات الإدارة القوية الناجحة الناجعة، فقد كان من باب أولى بإدارة الترخيص وقف استخدام هذه الحواضن التي تخلو من أي "حنان" للوطن والمواطن والمركبة والبحث عن بديل عملي اقتصادي بدلا من اللجوء لحلول آنية وتحميل الاقتصاد الوطني ملايين الدنانير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها.
طال الحديث عن نظام اللوحات الجديد، إلا أن تطبيقها لا يعكس المستوى الرفيع الذي وصلت إليه إدارة ترخيص السواقين والمركبات، والاهم من ذلك ترتب عليه كلفة إضافية على جيب المواطن إلي مش ناقصها مصاريف جديدة. كان المتوقع من إدارة حازت على جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية المركز الأول – الجائزة الذهبية للأعوام 2004 – 2005 أن تكون قراراتها علمية وعملية واقتصادية أكثر.
abbasi@ju.edu.jo