النابلسي والأردن واللعب بالألوان
27-11-2007 02:00 AM
يكاد يجمع الكثير من المفكرين والإعلاميين في الوطن العربي على ان الكاتب الأمريكي الدكتور شاكر النابلسي لا يترك شاردة أو واردة تسيء للعرب والمسلمين وتسر الأمريكان إلا وتطرق لها فهو مرة ينتقد الديمقراطية العربية لان أمريكا تراها هكذا ومرة أخرى يؤيدها لان أمريكا تراها بهذه الصورة. و ينتقد الإسلام وكبار علمائه مرة ثالثة ومقالة عاشرة الملوك والرؤساء العرب وأخرى يؤيدهم ويرى أنهم زعماء بلا شعب. يقول في إحدى مقالاته (وقلنا في النهاية أن الملك عبد الله ملكٌ بلا نُخب؛ .. وهو بالتالي ملكٌ بلا شعب).
ويدعي أن الشارع العربي كيان هلامي غير محدد المعالم، ويخدع ذاته بدلاً من ان يواجهها، وهو شارع بلا قيادة، ويعاني من فراغ علمي رهيب. ونموذجه وقدوته هو الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يعتقد انه محرر العرب من ظلمتهم فهو يقول عنه((..إن الرئيس جورج بوش أعطى للعرب من الفرص والمبادرات والأفعال السياسية ما لم يعطه أي رئيس أمريكي سابق. فهو الذي أعلن تعهد بقيام دولة فلسطينية في عام 2005 وكان على العرب الأمريكيين أن يعيدوا انتخابه لكي يحقق ما وعد به، وهو الذي حرر العراق من طغيان واستبداد الديكتاتورية)).
ويؤكد ان الوطن العربي كله بحاجة الى تحرير على يد جورج بوش فهو يقول عن بوش(وللعلم أن العالم العربي كله مستنقع، وليس العراق فقط. وعليه أولاً أن يطلب من علماء وخبراء الزراعة أنجع الطرق لتجفيف هذا المستنقع أولاً، ومعالجته وتنظيفه، من كل أوساخه وقذاراته وفضلاته، قبل أن يضع قدمه فيه، وقبل أن يخطو فيه خطوة واحدة )
هذا الشاكر لغير وطنه هو شاكر النابلسي نسبة إلى نابلس المدينة الفلسطينية الكنعانية فهو يحمل الجنسية الأمريكية، ولا أدري إن كان قد تخلّى عن جنسيته الأردنية وما عاد ينتمي لمدينة السلط الأردنية العريقة المرتفعة على الجبال كشقيقتها نابلس هذا غير الشاكر يلعب بالألوان كيفما يشاء ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب يهاجم كل ما هو فوق التراب الذي ضم طفولته وعلمه حتى صار ما صار عليه ألان.. فهو يلعن الشعب والحكومة والإعلام والأحزاب فهو يرى أن الأردن بلا شعب نهائيا.ويقول في احدى مقالاته ( منذ بدأتُ "أفكُّ الخطَّ" في بداية الخمسينات، وأنا أقرأ ، أن الأردن "يعيش فوق سطح صفيح ساخن".
ويدعي ان الإعلام الأردني اعلام غير وطني ومباع لجهات خارجية وعبارة عن جزر موبوءة من الأيديولوجيين القومجيين والسلفيين.فيقول في مقال له بعنوان الملك عبد الله والإعلام الظلامي:( إن قسماً كبيراً من الإعلاميين الأردنيين ومن كتاب الأعمدة اليومية والأسبوعية هم من حركة فتح ومن الجناح الموالي لياسر عرفات. إضافة إلى وجود عدد كبير من البعثيين الموالين للنظام العراقي السابق والموالين للنظام السوري الحالي، ووجود عدد آخر من جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير وبقية الجماعات الإسلاموية الأخرى . ومن هنا نرى أن الإعلام الأردني في معظمه هو مجموعات من الجزر الموبوءة من الأيديولوجيين القومجيين والسلفيين.)
ويحاول التشكيك بالعشائرية والانتخابات الأخيرة فيقول(( ولكن "الديمقراطية العشائرية والقبلية" في الأردن بما يتحكم فيها من تعصب أعمى، وجهل، وتخلف، تحول دون ذلك، خوفاً من الديمقراطية وليس خوفاً عليها.
فقد قرأنا في الأيام الأخيرة مثلاً أن محافظ العاصمة الأردنية أصدر قراراً بمنع عقد ورشة عمل، "نحو تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في الانتخابات النيابية لعام 2007ولو تساءلنا عن سبب منع المحافظ للورشة لم نجد غير سبب واحد واهٍ، وهو تجنب (وجع الرأس)).
ويستشهد بالوزير عدنان ابو عودة بقوله (( سبق للسياسي الأردني عدنان أبو عودة، أن أطلق على الديمقراطية الأردنية أنها "نكتة". ونحن هنا، لا نتجنّى على الديمقراطية الأردنية إذا أطلقنا عليها "ديمقراطية العشائر"، أي الديمقراطية التي تأتي للبرلمان بأبناء العشائر والقبائل الأردنية بفعل السطوة القبلية وتعداد أفرادها وكثرة مالها وجاهها – بغض النظر عن كفاءتهم البرلمانية والسياسية - كأعضاء في البرلمان ليصبح البرلمان عبارة عن "مضافة ملكية" لشيخ القبيلة أو العشيرة، ومقهى أو ديوانية.))
ويعرف النابلسي الانتخابات الاردنية بقوله ((الانتخابات التشريعية الأردنية القادمة ستكون المرة الخامسة عشرة التي يذهب فيها الناخبون الأردنيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء "المضافة الملكية"، وهي البرلمان الأردني. فالبرلمان الأردني أو ما يطلق عليه "مجلس الأمة" هو عبارة عن "مضافة" (دار ضيافة) ملكية، يفتحها الملك متى شاء، ويغلقها متى شاء وهي مكرّسة لشرب القهوة المُرّة، وتبادل الأحاديث عن البيع، والشراء، والزواج، والطلاق، وأسعار العقارات، وعقد الصفقات التجارية، لأن نوابها ليسوا من ذوي الاختصاص التشريعي، بقدر ما هم وجهاء عشائريون بلباس مدني، يأتون إلى مجلس الأمة بسيارات مرسيدس فحلة بدل الخيول المطهمة. ويُعتبرون رموز الديمقراطية الأردنية العشائرية.)
ويرى من جهة ثانية ان سقوط الإخوان المسلمين بالانتخابات ووصول سبع نساء الى البرلمان - وهو يسميهن نائبات والصحيح لغويا نائب وليس نائبة لان النائبة مصيبة باللغة ويسمي القاضي قاضية – المهم في الأمر يرى ذلك منتهى الديمقراطية ويصف الانتخابات الأردنية بأنها نزيهة وقوية.
ولم تسلم منه المرأة الأردنية وحجابها فهو يقول في مقال أخر(
اكتفوا من إسلام المرأة بقطعة قماش تضعها بعض نساء الطبقات الفقيرة على رؤوسهن كحجاب او نقاب لكي تكون مسلمه بحق.
وقد استشهد بخالد محادين لانه ايد فكرته وهاجمه مرة ثانية ووصفه بالشاعر الإرهابي لأنه مدح صدام حسين في مهرجان جرش.
واخيرا اتهمته جريدة ايلاف بالسرقة فهي تقول عنه والكلام هنا لايلاف ومحررها المسؤول((
إتضح لي، ان عدداً كبيرا من المقالات التي نشرتها "إيلاف"، وهذا يعني أن يكون ذكر المصدر من أبسط حقوق موقعِ لولاه لما كان هناك ما يسمى بليبراليين عرب، وأعتقد انك – النابلسي - تعترف بهذا.
ثانيا نحن لم نتلقَ ايّ طلب إذنٍ بإعادة نشرها في كتاب وهذا أيضا من أدنى الأخلاق،
ويقول المحرر
"عزيزي الدكتور شاكر، إني أشعر، فعلا، ذلك أنه، مهما عانيتَ لايمكن التنازل عما يتطلبه أيُ مشروع فكري من مسؤولية أخلاقية هي عصبُ هذا المشروع.
أما من الناحية القانونية فإن محامي "إيلاف" هو الذي سيتكفل الأمر بعد التأكد منه عندما يتوصل بنسخة من الكتاب.
royaalbassam@yahoo.com