جمعة "الجبهة الوطنية للإصلاح" أفرحت أطرافاً عدة وأراحتهم؛ ومنذ اللحظة لم يعد خافياً أن أحمد عبيدات يقود حلفاً قوامه "الإخوان"، بالنظر إلى حضورهم الطاغي ومركزية شعاراتهم المرفوعة.
ارتاح منظمو المسيرة بعد تظهير موقفهم حيال الإصلاح المنشود، وأن رسائلهم إلى النظام قد وصلت، وهم حريصون على "ضبط" الشارع إلى حين تلقي ردود عليها.
وعلى الجهة المقابلة، كان مقاطعو هذه الجمعة من الحراكات، مسرورين لـ"غيابهم" عن المشهد، بعد أن تجلّت الفروق الأساسية بينهم وبين "البرنامج الإخواني" ومواقيته.
وستشهد قابل الأيام فرزاً أوضح في تشكيل مواقف المعارضة، التي باتت في مواجهة مكشوفة تحددها طبيعة تناقضها مع السلطة، وعليها يقاس حجمها وتأثيرها في احتجاجات شعبية مقبلة لن تتأخر كثيراً.
إزاء ارتياح أطراف المعارضة، نلحظ عودة رجال الأمن إلى هدوئهم، بعد أسبوعين من "الغضب"، كما جرى إلغاء مسيرة "الولاء والانتماء" بيسر وسلاسة يطمئنان المواطن على "سيطرة" منظميها في إخراجها وتعطيلها كذلك.
وبوصفي أحد شهود "الانتفاضة الشعبية" أمكنني – بالطبع - ملاحظة "تواجد" حزب "الوحدة الشعبية" وبضع شخصيات مستقلة، انفضت مع الجموع فور توجيه انصرفوا راشدين.
"رشد" يعززه قيام محرر مبتدئ بتهذيب شعارات "هبة تشرين"، لتتوافق مع رؤية "الجبهة" لـ"قانون انتخاب ديمقراطي (عادل) يقوم على احترام حقوق المواطنة"، و"محاربة الفساد" دون أن تتعرض لماهية "القانون العادل" أو النهج الاقتصادي الذي ينتج الفساد.
مجلس نواب "حقيقي" يعِد به عبيدات، وقد يترافق مع تشكيل هيئة جديدة لمكافحة الفساد، بينما يجري إشغال الناس باعتراضات "ثانوية" يطلقها الحراك الإسلامي رفضاً لـ"أبوة" فرضت عليهم إنهاء انتفاضتهم الأولى في أوج حشدهم، وفق بيانهم الصادر أمس.
"رفض" يبقى هامشياً، منذ أن عنونت صحيفة يصدرها "الإسلاميون"، مادة احتفائية حملت عنوان "عبيدات.. رجل المهمات الصعبة"، ونشرت منذ عام.
عامٌ حافلٌ بالأحداث لن تكون جمعة "الارتياح" خاتمته!
mahmoud1st@hotmail.com
العرب اليوم