عبيدات : الناس أوعى من أن تنجر وراء شعارات عاطفية
30-11-2012 05:14 AM
* عبيدات : تأجيل الانتخابات وعودة البرلمان المنحل بأنه مقترح مقبول من حيث المبدأ..
عمون - (د ب أ)- أكد أحمد عبيدات رئيس الوزراء الأردني الأسبق رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح أن النهج السياسي والأمني والاقتصادي للنظام قد أوصل البلاد والأردنيين لحافة الهاوية.
وشدد عبيدات في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية على أن مسيرة "الانتفاضة الشعبية من أجل الإصلاح" التي تنظمها الجبهة الوطنية بقيادته والمقررة غدا الجمعة "رسالة شعبية يجب أن تقرأ جيدا من أصحاب القرار بالبلاد".
وتابع: "نحضر لهذه المسيرة منذ شهر للاعتراض على النهج السياسي للبلاد وتحديدا تمسك وإصرار الحكومة على إجراء الانتخابات وفقا لقانون الصوت الواحد، ثم جاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وما صاحبه من ارتفاع فوري وشامل لكافة الأسعار وما نتج عنه من زيادة صعوبة معيشة الناس".
وأوضح: "هذا النهج السياسي والاقتصادي أوصل البلاد لما وصلت له، ولا يمكن أن يؤدي لنتيجة إيجابية أو يعيد صياغة العلاقة بين الدولة والشعب الأردني بشكل طبيعي وآمن للمستقبل".
وانتقد عبيدات إصرار الحكومة على إجراء الانتخابات في الموعد الذي حددته لها في كانون ثان/ يناير القادم في ظل ظروف وصفها بـ(الملتبسة)، متوقعا أن تكون المشاركة بها ضئيلة.
وقال: "هناك شبه إجماع لدي الأردنيين أن قانون الانتخابات فاسد ولا يمكن أن يكون بداية للإصلاح".
وتابع: "الانتخابات لن يكون بها خير ولا يوجد أحد متفائل بها ولا بالبرلمان القادم".
وأردف :"كما أن قضية إجراء الانتخابات بموعدها من عدمه لم تعد تهم الأردنيين، وأتصور أن المشاركة ستكون باهتة لدرجة كبيرة جدا وأحد المؤشرات على ذلك حرق البطاقات الانتخابية ببعض المحافظات كرسالة رفض من الناس للنهج السياسي للبلاد".
ورفض عبيدات تحميل الحركة الإسلامية (المؤلفة من الإخوان المسلمين وحزبها جبهة العمل الإسلامي) مسؤولية ما أسماه "تأزيم العلاقة بين الدولة والشارع وتصويرهم وكأنهم يعرضون استقلال الوطن للخطر".
وتابع: "شخصيا، لا أرى منذ بداية الحراك السياسي أي تطور جديد في علاقة الحركة بالنظام حتي يكون هناك هذا الموقف السلبي منها".
وأردف: "والجميع سواء نحن أو هم متمسكون بشعار إصلاح النظام، ولسنا مسؤولين عن ما يطرح من قبل البعض من شعارات تنادي بإسقاط النظام تتم إدانتها على الفور .. الناس أوعى من أن تنجر وراء شعارات عاطفية فارغة من أي دلالة حقيقة".
وأبدي عبيدات تعجبه ممن ينتقدون مشاركة الحركة الإسلامية في مسيرة الجمعة والحديث عن أنهم سيوفرون الزخم الشعبي لمسيرته مقابل التأكيد على أن الإسلاميين ليسوا وحدهم المناهضين للنظام، وقال: "هذه محاولة باتت مكشوفة بالشارع والكل يعرف أنها طريقة لتبرير تأجيل أي شيء إصلاحي".
وتابع :"الحركة الإسلامية مكون من مكونات جبهة الإصلاح ومن الطبيعي أن يشاركوا بمسيرتها".
ووصف عبيدات المقترح الخاص بتأجيل الانتخابات وعودة البرلمان المنحل بأنه "مقترح مقبول من حيث المبدأ خاصة إذا تمت إعادة النظر بقانون الانتخابات وتم إجراء حوار إيجابي حوله يفضي لقانون توافقي ترضى عنه أغلبية معقولة ليكون هذا المقترح أحد مخارج الأزمة الراهنة".
وتابع: "ولكني أحذر من أن المشكلات قد تكمن بالتفاصيل، خاصة ما يتعلق بتنقيح قانون الانتخابات إذا عاد المجلس".
وأردف :"الأزمة السياسية لا يطرح لها حلول جدية من قبل المسؤولين وكذلك الحال بالنسبة للوضع الاقتصادي ، والناس تطحن يوميا بين فكي السياسة والاقتصاد".
وفي رده على تساؤل حول إمكانية تدخل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالاستجابة لمطالب الناس على الصعيد الاقتصادي والسياسي ولو في اللحظات الأخيرة، أجاب "نتمنى ذلك".
ورفض عبيدات التعليق على أداء حكومة النسور، قائلا: "دعونا نركز على مسيرة الغد على الأرض ودعوا النسور محلقة في السماء".