مرسي يضحك من وصفه ب "الفرعون"
29-11-2012 07:11 PM
عمون - أجرت مجلة «تايم» الأمريكية حوارًا مع الرئيس محمد مرسي أكد فيه أن 90% من المصريين يدعمونه في القرارات التي أعلن عنها 22 نوفمبر الماضي، وأن الإعلان الدستوري «ليس ضد الناس بل في صالحهم»، مشيرًا إلى أن هناك فرقا بين ما يحدث الآن من تعبير الناس عن آرائهم وما حدث في يناير 2011، وأن هناك الآن عنفا لم يكن موجودًا من قبل مما يعني أن هناك شيئًا ما «سيئًا» يحدث.
وعند سؤاله عما إذا كان يمكن أن يتراجع عن إصدار الإعلان الدستوري لو سنحت الفرصة، قال مرسي «لا، لا أرى الموقف بهذه الطريقة، ما أراه الآن أن المصريين أحرار، ويمكنهم رفع أصواتهم عند معارضة الرئيس، وهذا مهم للغاية، فمن حقهم التعبير عن توجهاتهم وآرائهم، لكنها مسؤوليتي، وأنا أرى أكثر مما يرون، وأعتقد أنك رأيت استطلاعات الرأي الأخيرة، ويظهر فيها أن أكثر من 80%، حوالي 90% من المصريين يوافقونني فيما فعلته.
وأشار إلى أن من مسؤولية الرئيس والحكومة مراقبة ما يحدث، وليس من مصلحة أحد استمرار العنف، وألا يرى مصلحة الأغلبية من الناس وعرقلة مسيرة البلاد.
وأضاف مرسي، في الحوار الذي أجرته «تايم»، بعد أن اعتبرت الرئيس المصري أهم شخص في الشرق الأوسط، أن هناك رابطًا بين العنف الراهن وبعض رموز النظام السابق، لكنه متأكد أن المصريين سيعبرون ما يحدث الآن ويتعلمون منه، قائلا: «نحن نتعلم كيف نكون أحرارًا، كيف نتجادل، كيف نختلف، وكيف نصبح أغلبية وأقلية، هي ليست أقلية، بل أغلبية ومعارضة».
واعتبر أن عدم وجود برلمان الآن «سيئ للغاية، والوضع أصبح ملحًا لوجود دستور، وبالتالي يضغط على الناس للانتهاء من وضعه، لكن يجب أن يكون ذلك في مناخ مستقر، لكي يستطيع الناس التصويت على الدستور، فنحن نريد الانتهاء منه».
ووصف مرسي الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الأزمة بين غزة وإسرائيل بأنه كان «معينًا للغاية، وكانت أفعاله متسقة مع نواياه، وناقشنا معًا الاختلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والوضع صعب للغاية، فالجانبان يتحدثان عن الاختلافات ونحن نريدهما أن يناقشا التشابهات، ولو نجحنا بنسبة 60 إلى 70% فسوف أعتبر ذلك نجاحًا كبيرًا وستصبح المنطقة أفضل بكثير من ناحية السلام والاستقرار».
وقال الرئيس مرسي إنه بسبب عدم وجود برلمان فإنه مسؤول عن إصدار القوانين، وهو ما يمثل مسؤولية كبيرة وتحد أمامه، مشيرًا إلى أن «عنق الزجاجة» يحتاج سنوات للخروج منه.
وأكد أن ثمن الإصلاح والتنمية أرخص بكثير من ثمن الحروب، مضيفًا أن العالم يدرك الآن أن الحرية أفضل من الديكتاتورية وأن الديمقراطية أفضل للعالم بأسره، كما أن المصريين مستعدون الآن ولديهم الإمكانيات للوقوف على الطريق للتقدم للأمام وتحقيق شيء أفضل.
وضرب مرسي مثلا بفيلم «كوكب القرود» للتعبير عن الواقع، قائلا «النسخة القديمة وليس الجديدة، فهناك نسخة جديدة مختلفة، وليست جيدة للغاية، لم تكن تعبر عن الواقع مثل النسخة الأولى، ولكن في النهاية ما زلت أتذكر. عندما كان القرد الكبير، الذي كان رئيس المحكمة العليا في الفيلم، كان أحد العلماء البشر يخدمه، ويقومان بتنظيف الأشياء وكان مقيدًا هناك، وكان كوكب القرود بعد التأثير المدمر للحرب الكبيرة، وتأثير القنابل النووية، وكان العالِم البشري يطالبه بأن يفعل شيئًا، كان هذا بعد ثلاثين عامًا، قال له: لا تنس أنك قرد، لا تسألني عن هذا العمل القذر، فماذا قال القرد الكبير؟ قال: أنت بشري، أنت من فعلت ذلك بنفسك، وهذا هو الاستنتاج، هل يمكننا أن نفعل شيئًا أفضل لأنفسنا؟»
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين «مؤسسة ديمقراطية»، قال مرسي «نعم جدًا بالتأكيد، وهذا نابع من الإيمان، والمعتقدات الإسلامية حرية للجميع، حرية الاعتقاد، حرية التعبير عن الآراء، المساواة، الاستقرار، حقوق الإنسان، و(الإخوان المسلمين) يحاولون دائمًا إقامة دولة مؤسسية دستورية، ولو أعطينا الفرصة سيكون ذلك في مصلحة المصريين، مصلحة الجميع، المسيحيين والمسلمين».
وأوضح مرسي لمجلة «تايم» أنه مهتم بحرية التعبير، وحرية الدين الحقيقية وحرية الاعتناق، مشيرًا إلى أنه رئيس منتخب وهو مهتم بانتقال السلطة، ومسؤوليته الرئيسية الحفاظ على سير سفينة الوطن خلال الفترة الانتقالية.
ورأى مرسي أن العنف بدأ قبل إصداره الإعلان الدستوري بأيام، معتبرًا أن ذلك نوع من «سوء التفاهم بين قلة من الناس»، وأنه سيمر قائلا «أعتقد أننا حققنا مكانة مهمة في حركتنا في التاريخ خلال العامين الماضيين، وخلال الانتخابات الرئاسية، رأيت ما حدث، كان هناك صراع غير عادي بين القوى القديمة وقوى الثورة الجديدة».
وشدد على أن هناك «مصر جديدة الآن»، «دولة مدنية ليست دينية أو عسكرية، قائمة على الدستور»، موضحًا أن هناك بعض «المقاومة والصعوبات والعراقيل»، إلا أن مصر ستنجح في تخطيها.
وضحك مرسي عند سماعه وصف أطلقه عليه المعارضون بأنه «فرعون»، قائلا «هل يمكن أن أكون فرعونًا؟ أنا أعاني بشكل شخصي، فقد كنت مسؤولا عن العمل السياسي في الإخوان المسلمين لعشر سنوات، ودخلت السجن لأني دافعت عن القضاء والقضاة المصريين، وأعرف جيدًا ما يعنيه الفصل بين السلطات الثلاث، لأن هذا هو معنى الدولة الحقيقية».
ووصف الرئيس ما يحدث بأنه ليس انقسامًا وإنما «معارضة»، لكنه قال إن المعارضة «لم تعد كما كانت»، لكن لديهم الحق للتعبير عن أنفسهم، سلميًا، معتبرًا أن ذلك «صحي ومهم»، لكن المختلف أن المعارضة أصبحت مقترنة بالعنف، وبالتالي يحاول النظام القديم بطريقة أو بأخرى وقف سير مصر أو جذبها إلى الوراء.(المصري اليوم)