facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وصفي التل والعمل الفدائي .. معاذ التل


28-11-2012 04:11 PM

معاذ التل ـ يصادف اليوم ذكرى استشهاد رئيس الوزراء الاردني الاسبق وصفي التل الذي اغتيل في مثل هذا اليوم في من عام 1971 في مدينة القاهرة ابان فترة حكم الرئيس المصري الاسبق انور السادات.

لا شك ان هناك شبه اجماع بين الاردنيين على ان سياسات وصفي التل على مستوى التنمية الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء اقتصاد منتج ومحاربة الفساد ورفع سوية ابناء الطبقة الوسطى وتأسيس مؤسسات وطنية مرتبطة بهم ومنع تكدس الاموال في جهة والفقر في جهة اخرى كانت سياسات مميزة وافادت القطاع الاكبر من ابناء الشعب الاردني.

يبقى الموضوع الاكثر خلافية هو موضوع علقة وصفي بالعمل الفدائي ، وهو الذي حاول البعض من خلاله الصاق تهم غير حقيقية بالمرحوم وصفي التل ولاسباب مختلفة.

لا بد هنا من الاشارة الى ما سعت الدعاية التي بثها قتلة وصفي الحقيقيين ، وهي هل ضرب الفدائيين كان عملا صائبا ام لا ؟ هل اخطؤا ويستحقوا اخراجهم من الاردن ام لا ؟؟ والهدف الخبيث كان ان يتمحور النقاش حول هذه القضية، وذلك بدلا من البحث عن الاسباب الحقيقية لما حدث والهدف من ورائه ، وهو المؤامرة التي حبكتها اطراف في النظام الاردني وخارجه بعناية فائقة ، للتخلص من العمل الفدائي ومن وصفي بنفس الوقت.

بداية لا بد ان نشير الى وصفي كان ضابطا متطوعا في جيش الانقاذ وحارب في فلسطين عام 1948 تحت امرة حسني الزعيم وبعد ذلك واثناء زياة له لسوريا حدث خلاف حاد بينه وبين حسني الزعيم الذي كان قد اصبح رئيسا لسوريا، وسبب الخلاف هوموافقة حسني الزعيم على الهدنة في حرب فلسطين والالتزام بها، والتي اوقفت تقدم العرب في الحرب وقلبت موازين القوى بعد ذلك بسبب تسلح اليهود اثنائها ، وقد قام حسني الزعيم وقتها باعتقال وصفي التل وكان ينوي اعدامه الا انه خرج بعد أشهر من السجن بفعل بعض الواسطات.
آمن وصفي التل بالعمل الفدائي ايماناً عميقا وكتب عنه الكثير ، ليس من منطلق انه فعل قادرعلى التحرير بل على اساس انه سيمنع تثبيت اسرائيل اقدامها على الارض الارض، بينما تقوم الجيوش العربية بالاستعداد والتهيؤ لمعركة التحرير.

بعد اندلاع العمل الفدائي في الاردن نهاية الستينات، وحدوث بعض التجاوزات، كان هناك تياران موجودان في النظام الاردني ، تيار يريد ويؤمن بأهمية العمل الفدائي يقوده وصفي التل ، ولكنه يطالب بتنظيم هذا العمل والاستفادة منه وان لا يكون مجرد عمل تهريجي ودعائي ، بينما كان هناك تيار اخر يريد تصفية العمل الفدائي نهائيا وذلك بسبب ارتباط قادة هذا التيار بمراكز القوى في الولايات المتحدة الامريكية.
لا شك ان هذا التيار لم يكن يستطيع ان يعبر عن رأيه هذا بصراحة في ذلك الوقت، فكان ان قبل بحدوث بعض التجاوزات والاغرب انه رفض وعارض محاولة ضبط هذه التجاوزات منذ بدايتها !! وغايته ان تكبر وتتضخم ثم يجد ذريعة لضرب العمل الفدائي ككل ، بعد ان يكون الشعب قد اقتنع ان لا حل لاعادة القانون والنظام غير ذلك !!
لم تكن احداث ايلول عام السبعين نهاية الامر كما يعتقد البعض فتلك الاحداث ادت حسب كثير من المصادر ومنها الكاتب المصري محمد حسنين هيكل الى استشهاد 700 جندي اردني واستشهاد 600 من الفدائيين، لكنها وجهت ضربة الى البنية العسكرية للمنظمات الفدائية، فكان الاتفاق بعد ذلك على ان يتواجد الفدائيين في احراش عجلون وجرش ولا يدخلوا المدن باسلحتهم ،، وفي تلك الفترة وبعد اشهر من ايلول السبعين وابان رئاسة وصفي للحكومة والتي أتت بعد احداث ايلول السبعين لا قبلها ، شن الجيش الاردني هجوماً مباغتاً على معاقل الفدائيين في جرش وعجلون ، ادى الى خروجهم من الاردن نهائيا !!
بعض المصادر حملت مسؤولية هذا الهجوم الى وصفي التل، لكن المقربين من وصفي من مختلف التيارات اكدوا عكس ذلك تماماً ، وان الهجوم حدث بتدبير شخصيات اخرى في النظام ( الهجوم استغرق يوم واحد تقريباً ) ومن هؤلاء السيد عدنان ابو عودة ، الذي اكد في حديث له على قناة الجزيرة ان الهجوم على الفدائيين في احراش جرش وعجلون كان دون علم وصفي ، والسيد منيب المصري في مقابلة خاصة مع احدى الصحف العربية، وقد اكد ان وصفي كان عام 67 وبعد احتلال الضفة الغربية يريد قيادة مجموعة فدائية ضخمة للهجوم على القدس لكن الخطة انكشفت في اللحظات الاخيرة.

المشكلة ان وصفي التل اغتيل بعد احداث جرش وعجلون المؤسفة بوقت قصير، ولم يستطع شرح ما حدث بالضبط ، بل هو شخصيا لم يكن يعلم بعد بابعاد المؤامرة التي استهدفته واستهدفت الفدائيين وضرب علاقته بهم !!!

بالمقابل ، لنرى من كان من الزعماء العرب شديد التحريض على وصفي التل معتمدين مبدأ غوبلز الشهير ( اكذب ، اكذب حتى يصدقك الناس) ، الثلاث الذين فعلوا ذلك وملؤا الدنيا صراخا وتشويهاً للحقائق هم رئيس مصر انور السادات ، الذي بعد ذلك بسنوات كان أاول من وقع مع اسرائيل اتفاقية سلام دون اخذ راي العرب، ثم غرق في نهب وتدمير مصر وتحويلها الى دولة تابعة ، والثاني الرئيس السوداني جعفر نميري الذي تبين بعد ذلك دوره الكبير بنقل يهود الفلاشا الى فلسطين بالتعاون مع بعض الشخصيات العالمية ، منهم الملياردير السعودي عدنان الخاشقجي ، والثالث هو الرئيس الليبي معمر القذافي الذي لم يدفع يوما فلسا واحدا لقضية فلسطين بينما كانت ملياراته تذهب لمنظمات افريقية وللجيش الجمهوري الايرلندي و لبعض منظمات الهنود الحمر !! أو لجماعة القاتل الماجور ابو نضال ، بينما يرفض بتاتا دعم أي تنظيم فلسطيني اوعربي مقاوم بشكل جدي.

ما حاول بعض اركان النظام الاردني اخفائه ان احد اسباب ذهاب وصفي للقاهرة كان العمل على اعادة الفدائيين للاردن على اسس سليمة تقتضي العمل على انهاك اسرائيل ودون الدخول بأي احتكاك بالسكان يمكن ان يولد مشاكل، وانه كان ينسق مع القيادي الفلسطيني خالد الحسن بذلك ، وقد قال احد ضيوف الجزيرة من منظمة التحرير لبرنامج (شاهد على الثورة ) ان خالد الحسن قال لهم بشكل صريح ، اذا كنتم قد قتلتم وصفي فانتم مخطئون ، لان وصفي كان يريد اعادتكم الى الاردن وهو الوحيد القادر على ذلك ، وقتله يعني انتهاء امل عودة الفدائيين الى الاردن !!!

من هنا يمكن استنتاج ان قتلة وصفي ليسوا اولئك الاربعة الذين تحدثت عنهم وسائل الاعلام ، بل هم من اراد القضاء على فكرة عودة الفدائيين الى الاردن، والتي عمل لها وصفي بكل امانة واخلاص ، فكان ان اجتمعت رغبة عدة جهات بالتخلص من صاحب الفكرة والقادر على تحقيقها !!! بقي ان اشير الى وصفي قتل برصاصة واحدة، دخلت من تحت الابط الايسر واستقرت بالقلب ، بينما كان القتلة المفترضين بمواجهة وصفي !!! وقد اشار التقرير الفني المصري الى ان الرصاصة القاتلة لا تنسجم مع الاسلحة المضبوطة مع هؤلاء الاربعة !! فمن اين أتت اذا وماذا كان غرضها !!

معاذ التل





  • 1 قيس الحوت 28-11-2012 | 04:18 PM

    رحم الله الشهيد وصفي التل ورحم الله كل شهداء الاسلام

  • 2 متابع 28-11-2012 | 04:50 PM

    احسنت اخ معاد و تحليل منطقي و موضوعي و يستحق مزيد من البحث ....

  • 3 طايل الفايز 28-11-2012 | 04:51 PM

    أغتيال الوطن بدأ بأغتيال الرمز الذي لن ينساه الشعب ابدا الشهيد الفدائي وصفي التل رمز الاحرار من الاردنيين

  • 4 نامر هامر 28-11-2012 | 05:13 PM

    رحم الله الشهيد وصفي ,,, قتلته معروفين ...

  • 5 د.ايهم الحراحشه 28-11-2012 | 05:22 PM

    تحدث الكاتب بأسلوب رائع ولخص في مقالة قصيرة حياة رجل عشقة شرفاء الاردن.شكرا لك استاذ معاذ وانا من المتابعين لكتاباتك على الفيس بوك.

  • 6 الحقيقة 28-11-2012 | 07:10 PM

    ...

  • 7 نافز 28-11-2012 | 09:36 PM

    رحمه الله...

  • 8 غسان الدويري 28-11-2012 | 11:34 PM

    أبدعت يا معاذ...معلومات جديده

  • 9 مروان التكروري 29-11-2012 | 12:42 AM

    احسنت معاذ حقائق نقرأها للمرة الاولى و تكشف امور كانت تخفى علينا عن تلك الفترة

  • 10 ام محمد 29-11-2012 | 04:13 AM

    بدك ....

  • 11 احمد المشاقبة 30-11-2012 | 01:59 AM

    انا حاط صورة الشهيد وصفي التل عندي بالمضافة ومبروزها واعتز وافتخر انو صورتو فوق روسنا جميع وارجو من كل اردني عندو نخوة وشهامة يبروز صورتة في بيتة حتى يقول لاولادة من هو البطل وصفي التل

  • 12 احمد المشاقبة 30-11-2012 | 01:59 AM

    انا حاط صورة الشهيد وصفي التل عندي بالمضافة ومبروزها واعتز وافتخر انو صورتو فوق روسنا جميع وارجو من كل اردني عندو نخوة وشهامة يبروز صورتة في بيتة حتى يقول لاولادة من هو البطل وصفي التل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :