"وثيقة زمزم" تربك "الإخوان"
28-11-2012 06:41 AM
عمون - أثارت "وثيقة زمزم" التي تبنتها قيادات بارزة في الحركة الإسلامية اهتمام الصحافة اليومية الصادرة الأربعاء فبينما كتبت صحيفة العرب اليوم مادة تحت عنوان («مبادرة غرايبة» تربك «الإخوان» وقيادات بارزة تراها نواة للانشقاق) أبرزت يومية الغد الخبر في عنوان حمل ("قيادات إسلامية" تؤسس مع مستقلين تيارا جديدا.. والخطوة تثير جدلا واسعا في أروقة "الإخوان").
وكانت "عمون" انفردت مساء الاثنين بنشر تفاصيل اللقاء الذي عُقد في فندق زمزم يوم السبت الماضي والذي أثار جدلاً واسعاً في صفوف الحركة الإسلامية.
* العرب اليوم :
وكتبت الزميلة ربى كراسنة المتخصصة في الأحزاب وتحديداً الشأن الإسلامي أن هنالك توافقاً لتشكيل حزب جديد بعيداً عن جماعة الإخوان المسلمين ، وقالت في صحيفة العرب اليوم أنه من المتوقع ان يعصف بتنظيم جماعة الاخوان المسلمين خلال الفترة القليلة المقبلة، جدل واسع، قد يقود الى خلافات جديدة بين التيارات الداخلية في الجماعة، لكن أشد وقعا من سابقاتها، على اثر اشهار القيادي في الجماعة الدكتور رحيل غرايبة ومعه عشرات الاعضاء «المبادرة الوطنية للبناء»، اطلقها من خارج الاطار التنظيمي ومن دون الرجوع الى القيادة.
وذكرت الصحيفة أن مصادر قيادية اخوانية لم تخف ريبتها من هذه الخطوة، خاصة وان المعلومات القادمة من «فندق زمزم» ، حيث عقد مؤخرا الاجتماع التأسيسي للمبادرة، تتحدث عن توافق على تشكيل حزب جديد.
وأشارت إلى أنه من المفترض اجراء انتخابات للهيئة المؤقتة وانجاز هياكلها، وكتابة نظامها الأساسي، خلال مدة أقصاها أربعة أشهر».
وتزامن الكشف عن المبادرة مع استقالة قدمها القيادي غرايبة من رئاسة اللجنة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي، عزا سببها لوجود فوضى في الاداء السياسي في الحركة الاسلامية، وهي الاستقالة التي سبقتها سلسلة من الخلافات الداخلية، عصفت بالبيت الاخواني بسبب تجاذبات تنظيمية حملت العديد من العناوين.
واكتفى القيادي مراد العضايلة بالقول للصحيفة " إن جماعة الاخوان لم تطلع على المبادرة، حتى تأخذ موقفا بشأنها، بينما رفض رئيس مجلس شورى الجماعة السابق الدكتور عبد اللطيف عربيات التعليق على المبادرة كونه لم يطّلع عليها، مؤكدا أن اي قيادي اخواني اذا اراد ان يقدم مبادرة فيجب ان يقدمها لمؤسسة الجماعة".
* الغد :
وفي يومية الغد كتبت الزميلة هديل غبون المطلة على الشأن الإسلامي أن المبادرة الاخوانية تتبنى المشاركة بالحكومات وحفظ هيبة الدولة واعتماد التدرج في الانتقال نحو الديمقراطية ، وقالت في الصحيفة بعددها يوم الأربعاء " فجّر إطلاق مجموعة من القيادات الإخوانية لمبادرة جديدة، تسعى لبلورة "تيار إسلامي جديد"، تحت مسمى "المبادرة الوطنية للبناء"، أو وثيقة "زمزم"، سيلا من الجدل والآراء داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين.
وفيما اعتبرت قيادات في الحركة ومناصرون لها فكرة المبادرة "خطوة على طريق الانشقاق الداخلي"، يؤكد مؤسسو وعرابو المبادرة أنها "مكملة" لدور الحركة الإسلامية، وليست انشقاقا على أحد.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات أحد أبرز مؤسسي المبادرة أمس (الثلاثاء) جاءت لتحمل مضامين جديدة، يتوقع لها أن تزيد من حدة الجدل داخل أروقة الحركة، بحسب ما يرى مراقبون، خاصة أن هذه التصريحات أشارت إلى أن إطلاق المبادرة جاء "بسبب إهمال الحركة الإسلامية" لبعض القضايا الداخلية، و"توجهها" نحو القضايا العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية، بحسب ما قال لـ"الغد" أحد نشطاء المبادرة محمد المجالي.
وأعلن القيادي في الحركة الدكتور ارحيل غرايبة مضامين المبادرة الجديدة، في بيان رسمي مساء أمس، مؤكدا أنها "مبادرة اجتماعية، تهدف إلى استنهاض الطاقات الشبابية، من مختلف التيارات الفكرية، استنادا إلى مرجعية إسلامية". معتبرا أنها "ليست سياسية بالدرجة الأولى بل اجتماعية".
ولفتت الى أن تسرب أنباء المبادرة جاء أول من أمس، وسط تحليلات صحفية متداولة، تعتبر المبادرة كخطوة على طريق انشقاق في الحركة الإسلامية، وأنها ترمي إلى فصل التيار "الشرق أردني" عن "الغرب أردني" في الجماعة، فيما ذهبت بعض التحليلات إلى أنها خطوة "جاءت احتجاجا على سياسة قيادة جماعة الإخوان في التعاطي مع المستجدات السياسية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر عن قيادات إخوانية اعتبار المبادرة محاولة "للانشقاق عن الحركة"، وأنها "محط رفض داخلي"، فيما حاولت "الغد" الاتصال بالناطق الرسمي باسم الجماعة القيادي زكي بني ارشيد للتعليق على المبادرة، دون التمكن من ذلك، لتواجده خارج البلاد.
في المقابل، أشار عدد من قيادات الحركة الإسلامية البارزين، من تيار الصقور، إلى عدم علمهم بالمبادرة، أو الاطلاع عليها، وفضلوا ترك التعليق على أهداف المبادرة لمؤسسيها ومتبنيها.
ونفى الغرايبة في تصريحات لـ"الغد"، أن تكون المبادرة "بديلا" عن الحركة الإسلامية، أو "مناكفة لها"، وقال: "هي ليست ردا على مقاطعة الانتخابات، وليست انشقاقا، ولا انفكاكا عن أحد.. هي مبادرة اجتماعية لإيجاد تيار إسلامي عريض، يضم بين صفوفه إخوانا وغير إخوان".
وأوضح الغرايبة أنها مبادرة "تداعى" لها نحو 70 شخصية، أغلبهم من الحركة الإسلامية، إضافة إلى شخصيات غير حزبية، توافقوا على صياغة ورقة، تتضمن إطلاق مبادرة وطنية، تحمل مقترحات للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، ولخدمة الأهداف العامة".
وقال "هي مجموعة أفكار متعلقة بالبناء الاجتماعي للبلاد، من خلال طرح مشاريع عميقة بديلة، تركز على الجانب الاجتماعي واستثمار الطاقات الشبابية (...)".
وبشأن ما تناولته تقارير إعلامية، اعتبرت المبادرة "نوعا من التصحيح لمسار جماعة الإخوان ودفعها للمشاركة في مختلف المجالات"، قال الغرايبة "إن ما تم تداوله لا يمثلنا، ليس تصحيحا ولا مناكفة، بل إن الجانب السياسي لن يأخذ أكثر من 20 في المائة من عمل المبادرة".
وأكد الغرايبة، في بيانه الذي صدر باسم الهيئة التأسيسية للمبادرة، أنها "جزء لا يتجزأ من العمل الشعبي، والحراك الوطني الإصلاحي الراشد، الذي يهدف إلى تحقيق الإصلاح الشامل، بطرق حضارية سلمية وعلنية، بعيداً عن العنف والتطرف والتعصب الديني أو المذهبي أو الإقليمي".
وبين أنها "لا تمثل حركة انشقاق عن أي تيار، ولا تهدف إلى مناكفة أي مجموعة، وتضم شخصيات من الحركة الإسلامية ومن خارجها، ومن كل ألوان الطيف الأردني".
وحول ذلك، يؤكد العضو المؤسس في المبادرة الدكتور محمد المجالي، في تصريحات صحفية، أن المبادرة "ليست انشقاقا عن الحركة الإسلامية"، لكنه أشار إلى أنها "جاءت لتكمل ما عجزت عنه الحركة الإسلامية".
وقال "المبادرة تعبر أيضا عن رغبة بالقيام بما نعجز عن القيام به داخل الإخوان.. هي مبادرة مكملة وليست تحديا ولا انشقاقا، وهي شاملة تضم من لا يرغبون بالتنظيم داخل أي عمل حزبي أو سياسي.. وجاءت لاحتواء الجهود والطاقات لمن يرغب في الانخراط في عمل وطني بمرجعية إسلامية".
وفي رده على تساؤل حول "تضارب" دور المبادرة مع دور جماعة الإخوان المسلمين، كونها إطارا جديدا ذا مرجعية إسلامية، قال المجالي "الحركة الإسلامية رفعت هذا الشعار، لكن كان هناك إهمال للشأن الاردني، واهتمام بالقضايا الأخرى على حساب القضايا الداخلية... نحن لا نشكك بأهمية القضايا الإسلامية والقضية الفلسطينية، لكن هناك أوضاع داخلية ذات أولوية ايضا..".
ولم يتردد المجالي في الإشارة إلى أن هناك "قضايا عامة انحازت إليها الحركة الإسلامية أكثر من الداخل الأردني"، فيما اعتبر أن "الأصل أن لا تثير المبادرة أي تحفظ أو تحسس داخل جماعة الإخوان".
وشدد المجالي على أن المبادرة "سلمية ومستقلة، ولا ترتبط بأية جهات خارجية او داخلية"، وأضاف "وهي علنية لا تناكف حزبا ولا دولة، ولا ترتبط بجهة داخلية أو خارجية".
وتنص المبادرة في بعض بنودها، بحسب ما علمت "الغد" من مصادر مطلعة، على إرساء معالم الديمقراطية الحقيقية، وإقامة الدولة المدنية الحديثة بمرجعية إسلامية، وأوضح "أن أبرز المسوغات لإنشاء المبادرة هو ضعف الأطر التقليدية السياسية الفاعلة".
وبشأن السياسات الرئيسية للمبادرة، ركزت على "حفظ هيبة الدولة الأردنية، واعتماد مبدأ التدرج في الانتقال نحو الديمقراطية، ضمن خطط الإصلاح المأمول"، إضافة إلى "تقريب" ما أسمته بالأمناء من مراكز صنع القرار، والمشاركة في الحكومات والمجالات المختلفة، ضمن آليات تشكيل ديمقراطية حديثة واستراتيجية إصلاحية واضحة.
كما اعتمدت الهيئة التأسيسية ضمن سياسات المبادرة "ضرورة الابتعاد عن لغة التكفير والتخوين والتجريح في الخطاب العام، وتبنّي الخطاب العقلاني الإيجابي"، إلى جانب "ضرورة إنشاء وسائل إعلامية مؤثرة وإنشاء شبكة علاقات مع القوى السياسية الفاعلة".
* الرأي :
من جهتها ربطت يومية الرأي نشوء التيار الجديد بالخلافات الدائرة منذ انتخاب مجلس الشورى الأخير للإخوان وخلافات المال السياسي الذي استحوذ على اجتماعات الجماعة خلال الفترة الماضية، وعدم حسم هذا الملف بعد شكوى وصلت الى مكتب المرشد العام للجماعة سيدفع باتجاه تصحيح مسار الجماعة على نحو أوسع بفعل القيادات الناضجة.
وكتب الزميل صلاح العبادي أن رغبة «صقور جماعة الاخوان» المتشددين في التمسك بزمام السلطة دفعهم لعدم تنفيذ توصيات لجنة الحكماء التي يرأسها الدكتور عبد اللطيف عربيات، وكذلك عدم الاخذ بنصائح نائب المرشد العام الذي كان اجتمع بهم في لبنان مؤخراً.
وزادت الصحيفة " المراقب العام للجماعة طلب في الاجتماع الذي عقد قبل اكثر من اسبوعين مهلة نفذت الاسبوع الماضي، لتنفيذ توصيات «الحكماء» دون ان يحدث أي مستجد على هذا الصعيد؛ خصوصاً وأن الحمائم طلبوا اعادة تشكيل مجلس شورى الاخوان وان يكون نائب المراقب العام من صفوفهم وكذلك غالبية المجلس".
وبينت أن هنالك لجنة تحضيرية للتيار الجديد تتواصل مع مختلف اعضاء الحركة في محافظات المملكة.
واكد المصدر، طلب عدم ذكر اسمه، أن مهمة اللجنة التواصل بين القيادات الاسلامية وتشكيل تيار سياسي جديد اكثر اتزاناً وحرصاً على المصلحة الوطنية العليا ، وقالت الصحيفة أن هنالك اجتماعات مرتقبة خلال الايام المقبلة للتنسيق حول التيار الجديد المرتقب؛ لتصويب مسار الحركة الاسلامية؛ اثر التشوهات التي اصابتها - على حد تعبير الصحيفة -.
* السبيل :
من جهتها نقلت صحيفة السبيل على لسان رئيس اللجنة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي رحيل غرايبة تأكيده ببقاءه في رئاسة اللجنة بعد ان قام بتقديم استقالته مؤخرا للمكتب التنفيذي للحزب.
وقال للصحيفة إن المكتب التنفيذي للحزب رفض استقالته من رئاسة اللجنة السياسية طالبا منه البقاء في منصبه، مؤكدا في الوقت ذاته احترام قرار ورغبة المكتب، مشيرا إلى تفهمه لقرار المكتب.
ونشرت الصحيفة نص البيان الصحفي الذي صدر الثلاثاء عن التيار الجديد والذي حمل توقيع الغرايبة.
* الدستور :
في صحيفة الدستور تساءل الكاتب حسين الراوشدة في مقالته تحت عنوان (تيار «زمزم» الوطني .. بداية انشقاق ام محاولة لتصويب المسار؟ ) ، وقال " ما حدث يوم السبت كان لحظة مفصلية في حياة “الجماعة”، معتبراً المبادىء العامة للتيار تضمنت في خطوطها العريضة ما يشبه خارطة الطريق لانطلاق تيار من داخل الجماعة تكون مهمته الاساسية “تصحيح” مسار الحركة واعادتها الى سكة ادبياتها ومواقفها التي قامت عليها منذ نشوئها قبل اكثر من 60 عاما.
واضاف في تساءله " ما الذي دفع دعاة هذا التيار الجديد الى اطلاق مبادرتهم؟ الجواب كما اكد احد اعضاء التيار هو شعورهم باليأس الكامل نتيجة ممارسات بعض القيادات الحالية سواء فيما يتعلق بانسداد الافق السياسي امام الجماعة وعدم قدرتها على المساهمة في اخراج البلد من ازمته او بسبب ما حدث من اخطاء في الانتخابات الاخيرة وعدم رغبة هذه القيادات على تصحيحها، او بسبب احساسهم “بتصاعد” النزعة الاقصائية داخل الحركة وما ترتب عليها من ممارسات فصل وتهميش لكثيرين بعضهم خرج من الحركة وبعضهم “اعتزل” وآثر الصمت".
وقال الكاتب ان هذه الاسباب –بالطبع- مفهومة، لكن الاهم منها هو ما تضمنه الهدف الاساسي لهذه “المبادرة” وهو تأسيس تيار اسلامي وطني يسعى الى تصويب مسار الحركة من خلال المشاركة السياسية عبر كافة المستويات واخراج الجماعة من الافق المسدود الذي وصلت اليه من خلال القيادة الحالية.
وتابع الرواشدة " اذا دققنا في هذا الكلام الذي كان يطرح بصمت على امتداد السنوات الماضية، وخرج هذه المرة الى العلن وعلى شكل وثيقة سنكتشف بأننا امام اعلان عن “انشقاق” داخلي سيأخذ مسارين: مسار ابتدائي يسعى الى “تصويب” مسار الحركة ومحاولة اعادتها الى مهمتها الدعوية والسياسية التي نشأت عليها، ومسار تصعيدي قد يمهد الى “الخروج” نهائيا من رحم الجماعة وتأسيس “حركة” جديدة، وأخطر من هذه “الخروج” انه لن يتعلق بالقيادات فقد وانما سيشمل اعضاء من الشُّعَبْ والقواعد".
واضاف " سنكتشف ايضا بأن خط هذا التيار سيكون “اسلاميا وطنيا” بمعنى ان اجندته ستكون “وطنية” وبالتالي فانه سيتبنى “مشروع” “بناء الاردن” على قاعدة المشاركة السياسية عبر كافة المستويات “البرلمان والحكومة ... الخ” وهذا يشكل تحولا جديدا في خطاب الحركة من داخلها، سواء على الصعيد “الوطني” وما فيه من اشتباكات والتباسات او على صعيد “المشاركة” وما يحيط بها من شروط واتهامات... وبمعنى اخر فان هدف هذا التيار الاساسي هو “احياء روح المشروع الوطني” داخل الجماعة، وحسم خياراتها تجاه هوية الحركة واولوياتها".
ختم مقالته بالتساءل مجدداً " هل سينجح تيار “زمزم” في تصويب حركة “الجماعة”؟ وهل لديه ما يلزم من “امكانيات” لتحقيق ذلك؟ وماذا لو “استعصت” الابواب امامه؟ هل سنكون امام “انشقاق” شبيه بالذي تعرضت له حركات الاخوان في المغرب والجزائر وغيرهما؟ ثم ماذا عن “توقيت” انطلاق هذا التيار؟ وعن مواقفه من “مشروع” الاصلاح ومن العلاقة مع “حماس”؟" ، معتقداً أن الاجابات ليست متوافرة الآن ، لكن الايام القادمة ستحمل مزيدا من المفاجآت.