facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مسيحو العراق .. معاناة صامتة


الاب رفعت بدر
28-11-2012 06:13 AM

وتستمر الحكاية، أية واحدة ؟ خروج العراقيين من الشرق، تبعاً لما قالوا انه بناء الديمقراطية والدولة الحديثة في العراق. وكأن الديمقراطية تستورد من الخارج مع أطنان الأرز والمعكرونة وغيرها... وكأنها كذلك ليست نتاج " تربية وتثقيف " تحتاج – قبل ان تجتاح – الى سنوات قد تمتد الى قرون... وقبل ان يكون الشعب مهيئاً للسير في دربها الشيّق والشاق...
هكذا حكاية بلد ... العراق
وهكذا حكاية عائلة تختزل معانات الشعب هنالك. وقد رحلت كما رحل العديدون مثلها، لا بل قد اجبرت على الخروج بعد معركة "ام المعارك" والديمقراطية المغلفة بصيغة صنع في أميركا made in USA.
وائل كوتا شاب في مقتبل العمر – وهو اليوم أربعة عشر ربيعاً، كان على مدار السنوات الخمس الماضية مواظباً مع والديه واشقائه على حضور صلوات الاحد وعلى خدمة الهيكل في كنيسة دي لا سال في الاردن، لم يكن يتعلم طوال الفترة السابقة سوى بعض دروس في بعض مدراس خاصة، لكنه يتمتع بشخصية متزنة تحب العراق- كما أحب الاردن، بلده الثاني، وتحب الله وتتعبد له بحكم ارث طويل وحضور مسيحي عربي زاهر في العراق وكان بغزارة انتاجه الفكري والروحي من اجود الجماعات المسيحية الواعية لايمانها والأمينة لمجتمعها ولكنيستها وتعاليمها، وأيضاً بانفتاحها ومحبتها – الصادقة – نحو الاخر – الديني ، اي نحو المسلم الشريك بالحضارة وبالألم والمعاناة . ولكنّ ضريبة "الديمقراطية" جعلت بعض افراد وفئات من هذا الشريك تتحول الى كبريت – فتحرق وتهجر وتجبر على جعل العراق ولاية دينية لطرف دون الاخر. هذا ما حصل في كنيسة سيدة النجاة التي كان وائل يخدم فيها الهيكل ويتعبد في محرابها.
وقبل ايام يأتي وائل ويقول بعينين دامعتين، تمتزج فيهما دمعة فرح مع دمعة حزن، فرح لانه سيخط لنفسه مستقبلاً جديداً في السفر – أي الهجرة – الى بلاد اميركا ذاتها التي حلت ضيفة ثقيلة الدم على بلده، ونهبت خيراته، وهجرت سكانه الاصليين، لكنه مجبر على الفرح في هذه الظروف، لانه يعتبر ان الحلم حق شرعي له ولإخوته الصغار، وهو يحلم بإكمال دراسته وتعليمه، لا ان يبقى هنا – لا هو معلق ولا هو مطلق – كما يُقال. لكن الدمعة في عيني وائل وفي عيني كل افراد العائلة هي كذلك دمعة وفاء لأردن الخير النبيل الذي احتضنه واحتضن اهله، كما احتضن على مدار عقدين من الزمن ، عشرات الالوف من ابناء وطنه الغالي – العراق، وهي دمعة حزن على فراق اصدقاء له اردنيين وعراقيين ... جمعته الايام معهم هنا في عمّان عاصمة الوفاق والاتفاق.
ودّعت وائل بكلمات تشجيع، كما ودعت عديدين قبله.... لكنّ هذه المعاناة الصامتة لشعب العراق الأصيل وللمسيحيين فيه، تقول بأنّ الهجرة قد اكلت الاخضر واليابس، ولمّا كان " الحبل على الجرار " والعديد من العائلات ما زالت تنتظر دورها على بوابات سفارات الغرب للخروج من الشرق... فانّ ما نقوم به وتقوم به منظمات عالمية من حوارات ومؤتمرات حول مسيحي الشرق هو باطل ولم يعد يجدي نفعاً. فما نفع ان نناقش الحضور المسيحي في الشرق، وهو ينسحب تدريجياً من بلد كالعراق، ومن فلسطين ومن سائر بلدان الشرق. مؤلم هذا الواقع... مؤلم وداع وائل وعائلته – مؤلم انه مستمر... ومؤلم ان العالم يتفرج ويكتفي ببعض مؤتمرات هنا وهناك .
وائل اليوم في أميركا... يبدأ مع عائلته حياة جديدة، يبدأ من نقطة الصفر...
ونحن منهمكون في التنظير حول مسيحيي الشرق ...
سلام لك يا وائل وسلام لأهلك الطيبين ...





  • 1 محمد العدوان 28-11-2012 | 07:35 AM

    عار علينا نحن العربان

  • 2 ابن العدوان 28-11-2012 | 07:52 AM

    حقك

  • 3 عربي اردني 28-11-2012 | 09:50 AM

    أبونا رفعت : الكلمات عاجزه عن التعليق على هذا الموضوع المؤثر والمؤلم ، بالاحرى ليس هناك كلمات كافية للتعليق ، ما كتبته اختزل كل الموقف من ألفه الى ياءه.االله كريم ، يعطيك العافية

  • 4 ابو رمان 28-11-2012 | 12:30 PM

    مسيحيو العراق يعانون من قرارت الكنيسة المورمونيه والتي نفذها بوش وادت لتدمير العراق وتشريد شعبه ...هذه الحقيقة التي يتعمد الكثيرون تجاهلها

  • 5 سالم عطية 28-11-2012 | 03:42 PM

    التاريخ عبره لمن لايعتبر طوال عمر المسيحيين عايشين مع اخوانهم المسلمين بكل امان وطمأنينة ولكن متى مادق الاستعمار الابواب كان المسيحيون اول الاقليات خساره لانهم مازالو يكررون نفس الاوهام ان القوة الاستعمارية هي سبيل خلاصهم فاعندما احتل بوش العراق ظهرت في عقول مسيحيي العراق حلم ان يكون لهم فدرالية خاصة بهم فاكانت النتيجة بعد الاحتلال ان قل عددهم من عشره بالمئة الي ثلاثة بالمئة.

  • 6 الى الحبر 28-11-2012 | 04:17 PM

    قول انشالله سوريا قريبا بتتنظف منكم لانكم طول عمركم اقليات تستحوذ على حق الاغلبية وتتاجر ....الامة لصالح الانظمة الشعب العراقي لم يظلم المسيحيين بل هم من ظلموا العراقيين على مدى عقود من تحالف الاستبداد كما هو حال السوريين وانشاالله بتتنظف منكم واذا ظل بالاردن حتر وامثالك اخرها تصير عندنا نفس القصة

  • 7 مسلمو. العراق 28-11-2012 | 06:02 PM

    وكانه مسلمو العراق حالهم احسن والله المسيحيه هم الذين هربوا من العراق لانه الكنيسة تدعمهم بالسفارات لكي يحصلوا على المساعدات والفيزا والخروج من الوطن العربي. اما المسلمين فلا بواكي لهم. وهم مشردون ولا احد يساعدهم

  • 8 مسلمو. العراق 28-11-2012 | 06:03 PM

    وكانه مسلمو العراق حالهم احسن والله المسيحيه هم الذين هربوا من العراق لانه الكنيسة تدعمهم بالسفارات لكي يحصلوا على المساعدات والفيزا والخروج من الوطن العربي. اما المسلمين فلا بواكي لهم. وهم مشردون ولا احد يساعدهم

  • 9 ابو الذيب 28-11-2012 | 10:07 PM

    الى رقم 6 من المؤسف ان نقراء هذا الكلام الطائفي العنصري ان العنصريه بلا دين لقد هاجر غالبيه المسحيين من العراق هل دب السلام و الاستقرار فيه اين المجازر اليوميه فيه من .. ان تهاجم اصحاب الديار الاصليين بهذه العبارات وهذا .. بهذه الامنيات .. لسوريا والاردن لن يهاجر احدوسيبقي الجميع اخوه متحابين اما اصحاب الاجندات المشبوهه سيحكم عليهم التاريخ والاجيال الواعيه ان الدعوة الى الفتنه لاتبقي ولاتذر واتقو الله بما تكتبون وتهذرون

  • 10 روح صلي ونام 29-11-2012 | 12:55 AM

    متى مادق الاستعمار الابواب كان المسيحيون اول الاقليات خساره لانهم مازالو يكررون نفس الاوهام ان القوة الاستعمارية هي سبيل خلاصهم ولهذا السبب عندما لم يجدوا من يساندهم من الغرب قتل منهم عشرون الفا في حروب الردة ومن ثم خسروا ارضهم في السعودية حاليا فهجروا من امثال بني قينقاع ويهود خيبر لان لا مكان لدينان في جزيرة العرب وهذا ما يدل على التسامح الاسلامي حيث اسلم تسلم ويقولون من بدل دينه فاقتلوه وامام الغرب التقية والمعاريض موجودة فهناك لكم دينكم ولي دين واخيرا ان كان الله لا يحترمني فماذا اتامل منك

  • 11 مراقب 29-11-2012 | 07:05 AM

    ادخال الدين في السياسه لا مبرر له الا عند ضعاف النفوس ، المعاناه على الجميع مسلم ومسيحي ، لا داعي للتجريح من احد .الحقد والبغض عند بعض الناس سيرتد الى نحورهم ولو بعد حين !!!!

  • 12 مراقب 29-11-2012 | 07:12 AM

    كلام الاب رفعت بدر تم فهمه وتحليله خطأ من بعض ضعاف النفوس والحاقدين حتى على انفسهم، انني فهمت من المقال ان المعاناه تتم على الجميع وخصوصا المسيحيين نظرا لقلة عددهم في البلاد العربيه عامه علما بانهم اصحاب البلاد الاصليين ، ولهم الحق بالعيش بسلام لا ان يتم تفجير الكنائس من حين لاخر بغض النظر عن الفاعل سواء كان اميركا او اسلامي متطرف ، والا فيه كلام غير هيك ؟؟؟

  • 13 نمر 29-11-2012 | 10:53 AM

    الى الرقم 6 ليش شادد على حالك كثير وأن شاء الله مابصير عنا في الاردن الا كل خير

  • 14 د.محمد 29-11-2012 | 01:55 PM

    الى الاب رفعت اقول انت انسان

  • 15 ابو الذيب 29-11-2012 | 05:12 PM

    الى 7 8 مكرر يااخي جميع اطياف المشهد العراقي مسلحون ومنتضمون ومدربون بمليشيات مقاتله ماعدا المسيحيون الذين يدفعون ثمن الفوضى وهم الذين لابواكي عليهم علما ان الدول الاروبيه واميركا دول علمانيه لاتاثير للدين عندهم بل تحركهم المصالح والاطماع ونرجو من الله ان يعم الاستقرار جميع دول المنطقه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :