أوان تنظيف ما تحت سجادة الوطن ؟!
ممدوح ابودلهوم
27-11-2012 11:57 PM
[ ليس سراً و لا حتى مسكوتاً عنه أن أهل الحراك السلمي في الشارع الأردني ، وفيما يخص موضوعة العنوان الذي اعتلى هذه المقالة المتواضعة ، قد انقسموا إلى قسمين الأول يرى أن مطلب تنظيف ما تحت السجادة السياسية في البلاد ، كان يجب أن يكون بعد قرار الرفعين الأسعار ودعم المحروقات ، أما الفريق الثاني فيرى العكس أي أن أوان ذلك قد أزف والمناخ وكذا الوقت مناسبان للتنفيذ ..
و عليه فإن على الحكومة و قد أقرت الرفعين آنفاً و بات تطبيقهما ساري المفعول و تحصيل حاصل ، إذ بدا محسوماً ووفق هذا السيل العرم الموصول من المقابلات التلفزيونية والتصريحات الصحفية لدولة الرئيس، أنْ لا نية و بالمطلق عن التراجع عن هذا القرار الذي يصحُ فيه وصف الإمام بن تيمية بأنه (مقامُ ضنكٍ في معتركٍ صعب)، أن تبدأ فوراً بتنفيذ الحلقات الأولى في سلسلة التنظيف و الذي يرى إليه طرفا المعادلة الحكومة و الحراك ، الجزء الثاني الحيوي و الأهم من المطلب الشعبي و بالتالي الوطني و الذي سيلثم جراح الشارع بدءاً بجرح الوضع الاقتصادي ..
مصطلح تنظيف ما تحت السجادة و للذين لا يعرفون هو مصطلحٌ ايديولوجي يُستخدم في الأدبيات السياسية ، و المقصودُ به هو مواجهة الفساد بتلاوينه ومحاربة الفاسدين المتلاعبين بقوت العباد و مصير البلاد على حد سواء ، و بوجهٍ خاص أولئك الخونة الخراتيت اللذين يَرون و لا يُرون في أقانيم البزنس والبورصة و المتاجرة بالاقتصاد ، و الذين فيما نعلم جميعاً ليس بمقدورهم ان يعيثوا في أرضنا الخصبة فساداً و إفساداً ، و على هذا النحو المبرمج و الممنهج أيضاً دون حماية أضرابهم من حيتان السياسة و بشراكتهم أيضاً ..
في الأخبار أن الحلقات الأولى من السلسلة آنفاً قد بدأ فعلاً تنفيذ بعضها و الباقي هو الآن رهن التنفيذ ، وبأن (الوريقات الثلاث) المطوية في جيب الرئيس و التي شاهدنا دولته يفردها ، وعلى مرأى منا في مقابلاته التلفزيونية كافة ، و يقرأ منها ما تم إقرار تنفيذه على أرض الواقع من إلغاء بعض المؤسسات و دمج البعض الآخر و إلحاق البعض الأخير منها بالوزارات المعنية ، ما يستوي و بغير قراءة خطوةً تنفيذيةً نوعية راشدةً وإصلاحيةً بالتالي في الاتجاه الصحيح و الوجهة المطلوبة أيضاً ..
في الأخبار أيضا وفي السياق ذاته فقد أشاد بإيجابية و صدقية الخطوة آنفاً سلميو المعارضة لا بل و نوّه بها أيضاً الإحتجاجيون في الشارع ، و لعله من الإنصاف هنا الإشارة إلى أن الطرفين آنفاً يشكلان بحق المعارضة الحقيقية في الأردن ، و الذين ما خرجوا إلى الشارع حتى و إن علا صوتهم الاحتجاجي إلا من أجل الإصلاح الشامل لا التخريب و إسقاط النظام ، إذ كانوا يهتفون و بعالي الصوت للوطن و مليكه المعظمين و بأنهم يفتدونهما بحبة الفؤاد و ماء العين ..
أما الآخرون في المعارضة (الأُخرى !)، خلوصاً .. و للحديث بقية .. لا مناص !، و نحن نشير هنا و بمنتهى الشفافية إلى المصرين على عمائية المقاطعة العدمية ، عبر إباحة الدم و العنف و تشريع التدمير و التخريب بأيدي خفافيشهم الملثمين ، فقد ألقمتهم إصلاحات الوريقات الثلاث حجراً أردنيّ الهوية و العزم ما خاب التصويب بإذن الله ( و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى ) ..!