عمون- في اليالي الشتائية يطيب لي قراءة كتاب وفي أي موضوع، فالقراءة هي من مفاتيح الكتابة..، في الأسبوع الماضي شدني مقالة (كيف تصبح وزيراً..!) من كتاب (قضية ومقال) للزميل الأستاذ سميح المعايطة ونشرت المقالة قبل حوالي ثماني سنوات وبالتحديد في 24-10-2004 وفي الزميله صحيفة "الغد" العامرة.
ومقالة (كيف تصبح وزيراً..؟!) هذه للزميل والأخ "أبو عاصم" تعتبر (وصفة سحرية) للوصول إلى لقب (معالي الوزير) وتقلد هذا المنصب العالي الرفيع.. في كل زمان ومكان ولا داع للدخول في التفاصيل..
ولا ندري إن كانت هذه (الوصفه السحرية) للزميل المعايطة هي التي قادته للوصول إلى مقعد الوزارة وإذا كانت هناك أسباب وعوامل أخرى نتمنى أن يكتبها في مقال آخر وعلى عجل لأن كثيرين متشوقون للوصول إلى منصب (معالي الوزير) وهو منصب كبير وحساس..
ما جاء في مقالة (كيف تصبح وزيرا؟؟!) للزميل المعايطة أفكار وخطوات مهمة يجب إتباعها وتنفيذها فهو يقول: مع كل تعديل أو تشكيل وزاري تنتاب بعض الأوساط حالة غضب واحباط عندما يشاهدون نسبة كبيرة من حملة ألقاب المعالي قد جاءوا من طبقة معالي الآباء والأجداد أو من فئات أصحاب المال وقادة السوق وكأن ما يجري يحقق ما تحدث عنه الرفاق الماركسيون عن الطبقية وصراع الطبقات.
ورغم الحديث المتكرر عبر العقود عن معيار الكفاءة إلا أن الأمر يستدعي دائماً البحث عن نسب هذا الوزير القادم أو شجرة علاقاته أو علاقات الأباء والأجداد ،فالوزير ابن الوزير، وقبل ذلك يكون في مواقع أخرى تسمح بتداول اسمه سنوات في إشاعات التغيير والتشكيل حتى يصل المتابعون إلى قناعه بأن قدوم هذا الشخص قدر لا مفر منه، أو أن حملة للقب معالي ضرورة وطنية لا يستقيم أمر البلاد والعباد إلا بها.
كيف تصبح وزيراً؟؟ وصفه تصلح لأن تصبح جزءاً من البرامج التأهيلية مثل برامج تعلم الإنجليزية في أسبوع دون معلم، وهذه الوصفة أصبحت في جانب كبير منها واضحة لتجذرها عبر العقود.
والمنطق يقول أن المسؤولين الكبار يبحثون لأبنائهم الخريجين عن مواقع هامة، أو مؤسسات هامة تمنحهم من أخذ الفرص فلم نسمع عن أحد الكبار قد عين إبنه موظفاً براتب مقطوع في البلدية، أو سائق باص في وزارة الأشغال، وهكذا يدخل هذا الإبن موقعاً هاما يكون فيه قريبا إلى فرص أحيانا تتاح له فرصه فتراه قد قفز إلى الدرجة العليا أو الخاصة، وحتى لو كان في القطاع الخاص فان عينه تبقى على الحكومة، وفي أحد أمسيات أيام الثلاثاء حيث تعقد الحكومات جلساتها يصدر قرار بإنقاذه من القطاع الخاص أمينا عاما لوزارة أو دبلوماسيا أو مديرا عاما، وبسبب العلاقات وكثرة الترويج الداخلي يصبح إسما من أسماء الإشاعات للتعديل والتشكيل.
ويستثنى من هذا طبقات المسؤولين الذين يأتون لمواقعهم مرة واحدة، فالعديد من الوزراء والأمناء والمدراء جاءوا صدفة أو لظرف طارئ، فهؤلاء لا يمكن لأحدهم أن يدبر نفسه فكيف يحمل إبنه، وأقصى ما يريده أن يضمن لإبنه وظيفة في أي مكان.
والعلاقات جزء اساسي من وصفة الوزارة وقائمة أنواع العلاقات الطويله تمتد من الصداقه إلى كل الأشكال، وليس ضروريا أن يكون الشخص القادم صاحب خبرة في عمل الحكومات أو القطاع العام فالترشيح أو التنسيب أمر له معادلاته وحساباته، ولهذا يفاجأ الناس وحتى المتابعون أحياناً بأسماء دخلت الحكومات لم يسمع بها أحد من قبل، بل ربما يكون بعضهم قد قضى فترات كبيرة من عمره الوظيفي مغترباً، لكن المهم أن يجد من يرشحه ويقدمه إلى دوائر الضوء.
وأحياناً نجد فئات من المسؤولين جاءوا من آباء وأجداد من أعمدة المال والتجارة، فالأب يملك المال لكنه يريد السلطة لإبنه، وهكذا يضحي بهذا الولد ويقذفه إلى وظيفة حكومية لكنه يستمر في رعايته وتقديمه للمسؤولين حتى يصحو المواطن يوما وقد أصبح هذا الشاب وزيرا أو أمينا عاما.
وحتى الجغرافيا التي تشكل أحد معايير إختيار الوزراء وكبار المسؤولين فانها تنتقي أحيانا كثيرة من يملكون أدوات الترشيح من أبناء المناطق المختلفة فإذا كان مطلوبا وزير من الكرك أو معان أو إربد فإن لأبناء الكبار حظاً من هذه الجغرافيا وتقطف الجغرافيا أبناء "المسعدين" ومن يقتربون من دوائر الضوء فالبعيد عن العين بعيد عن القلب.
وهناك أسس ترتبط بالموقف السياسي والعلاقات السياسية، وأحياناً ينجح البعض في أن يقدم نفسه ممثلاً شرعياً ووحيداً لخط سياسي او إقتصادي ويعمل جاداً على إستغلال أصدقائه في تسويقه على هذا الأساس...
هذه بعض معالم الوصفة، لكن هذا لا ينفي الأسس الهامة الأخرى مثل الكفاءة والتاريخ الوظيفي الإيجابي حتى من أبناء المسؤولين الكبار لكن الفرق أن النسب يوفر فرصاً لا تتوفر لأبناء الفقراء حتى وإن كانوا أصحاب كفاءة لكنهم بحاجة إلى ميدان لإثبات هذه الكفاءة.
مرة أخرى.. نتمنى من زميلنا الغالي (أبو عاصم) إن كانت وصفته "السحرية" هذه قد أوصلته لمنصب الوزارة أو أن هناك "وصفة سحرية" ثانية أوصلته إلى هذا المنصب الرفيع ونقرأ مقالاً له عنها في أقرب وقت فهناك كُثرٌ في بلدنا يحتاجون إلى مساعدتهم والأخذ بيدهم ليكونوا وزراء في الحكومات القادمة..!!