رسالة بلا جواب في الديوان
ماهر ابو طير
25-11-2012 03:20 AM
لم تدفع قطردولاراً واحداً للاردن،من حصتها السنوية البالغة ربع ملياردولار وفقاً لقرارات دول الخليج،واذ تسأل الدوحة عن سر عدم الدفع حتى الان يأتي الجواب بكل بساطة.
منحة الربع مليار التي ستدفعها سنوياً اربع عواصم خليجية،وهي الرياض،الكويت،الدوحة،ابوظبي،مشروطة بتقديم الاردن لمشاريع محددة،يتم تمويلها،والاردن لم يتقدم بهذه المشاريع،حتى الان،ويقول لدينا مشاريع موجودة اساساً في الموازنة ويمكن تقديم الدعم لها.
معنى الكلام ان الاردن يريد تحويل المنحة الى دعم نقدي للخزينة بطريقة ذكية،تحت عنوان يقول ان هناك مشاريع موجودة،فيما الجانب القطري على مايبدو يريد حزمة مشاريع من خارج الموازنة،يتم تمويلها والاشراف عليها.
العلاقة بين عمان والدوحة،جيدة،غير انها متثاقلة سياسياً لاعتبارات كثيرة،وقد تلقى الملك قبل ايام، رسالة تحمل دعوة من قطر لزيارتها مطلع الشهرالمقبل،وذات الدعوة تم توجيهها لخمسة زعماء،منهم ملك البحرين،لحضور مناسبة،ليست سياسية.
ليس معروفاً اذا كان الملك سوف يلبي الدعوة ام لا،وفقاً لبرنامجه،والوقت مازال متاحاً،لتسييس الزيارة والاستفادة منها،فوق سببها المعلن الذي تضمنته الدعوة ذات الصبغة الرياضية،هذا على الرغم من ان الدعوة بقيت بلا جواب نهائي.
في ظلال العلاقات الاردنية القطرية كلام عن ان الدوحة طلبت جعل مقر حماس السياسي خارج فلسطين،في الاردن وان الاردن رفض ذلك،وفي ذات الظلال تتسرب معلومات حول مآخذ عميقة بين الطرفين،تخص قضايا داخلية واقليمية.
بعض هذه القضايا يتعلق بالملف السوري،وبعضها يتعلق بمعسكر الاسلاميين الممتد،ورعاية الدوحة له في غير موقع ومكان.
في عمان،كان لافتاً للانتباه ان التركيز الاعلامي عبر وسائل اعلام تتبع قطر فعلياً،تمحور حول ازمة الايام الاربعة التي مرت على الاردن،ولان الفصل بين السياسي والاعلامي بات نادراًهذه الايام،فان التركيزعلى شعارات خرقت السقوف،تحت عنوان يقول ان الاردن على وشك الانضمام الى دول الربيع العربي،يوجب التوقف عميقاً،لانه في احدى زواياه يعكس موقفاً بنيوياً ضاغطاً.
المعادلة الاردنية القطرية،بكل مافيها من تعقيدات وحساسيات وتفسيرات،قد يتم فهمها،غير ان السؤال يقفز من الجهة الاخرى،ليقول لماذا تأخذ ابوظبي والرياض موقفاً شبيهاً،من الموقف القطري،على مافي الموقف من فروقات في الدوافع والنتائج،مابين الدوحة من جهة،والرياض وابوظبي من جهة اخرى؟!.
كل هذا يقول ان هناك استعصاء سياسياً في علاقات الاردن الخارجية،وهو كلام قيل مراراً،ولابد من فك هذا الاستعصاء،وهذا يقول ان على مطبخ القراران يتحرك باتجاه تحريك المياه الراكدة،اذ اننا لانرى مسؤولا في بغداد ولا دمشق،ولاالدوحة ولاالرياض،ولا في القاهرة ولا في اي موقع عربي.
الرسميون في عمان يقولون:العزلة السياسية خير من الانفتاح على اي معسكر،لان الانفتاح على اي معسكر،له كلفة على مستويات متعددة،حتى لو ادى مرحلياً الى قبض الثمن سياسيا وماليا.
هذه نظرية سياسية جديدة،تقول ان النوم في الشتاء خيار الاردن الوحيد،والنظرية بالمناسبة تعبرعن ضعف وشلل كبيرين.
ربما تريد الدوحة ثمنا كبيراً من الاردن،وهذا الثمن لاتريد عمان دفعه لها،وهذا من حقها،غير ان هذا يفرض احد خيارين،اولهما فتح البوابات المغلقة في دول اخرى،او مكاشفة “الحاجب الكبير”ليقول لنا لماذا تم اغلاق الابواب في كل مكان؟!.
كل مايخشاه المحللون،ان ندخل العام الجديد،بلا حلفاء في الخارج،ولاحلفاء في الداخل،وسياسة كسرالاطواق بحاجة الى مبادرة وشجاعة واحتمال للاثار الجانبية،وتحديد اكتواري عميق للارباح والخسائر.
غير ذلك علينا ان نقرأ كل هذه الاغلاقات،بطريقة مرعبة.
الدستور