الاعلامي هو قائد للرأي العام ومن يقود الرأي العام هو ذلك الشخص المعبر عن اغلبية الشعب من القراء او المستمعين او المشاهدين في تطلعاتهم واهدافهم ومشاكلهم وقضاياهم والاهم من ذلك ان كان في مؤسسة وطنية ان يكون مخلصا لوطنه اخلاصا كاملا، وان لا يكون ولاؤه مهما كان الا للوطن اولا وللشعب ثانيا وان يكون مادحا للحكومات ان احسنت لشعبها ومنتقداً ادائها ان اساءت.
الاعلامي عليه ان يحترم الذوق العام للناس وان يكون مؤدبا مع كل الناس حتى من يختلف معهم او من ينتقدهم لأن مصداقيته ومصداقية المؤسسة التي يملكها على محك ادائه في هذا المجال، فحتى ان هناك لصوص وحرامية وسارقين وقتلة من المفترض ان لا ينصب نفسه حاكما وحكما عليهم فكل انسان بريء حتى يدان ، وحتى ان ثبتت الادانة عليه ان لا يكون هو شريراً كما هم الاشرار.
الاعلامي الشرير انسان لا يختلف عن من يعتدون على حقوق الآخرين ولا يختلف عن السوقيين ان نزل الى مستواهم وقام بالتلفظ بألفاظ سوقية قد تنم عن شخصيته التي لا يستطيع ان يتخلص منها فيشعر وكأنه في الشارع.
المؤسسة الاعلامية يجب ان تكون مؤسسة محترمة قائدة وان تكون القدوة للافعال الحسنة وان توجه الناس لما هو خير لهم ولوطنهم توجيهاً سليماً خالياً من النوايا السلبية والسيئة، فان بنيت مثل هذه المؤسسات على هذا النهج السيء فان الغالبية العظمى من الناس قد تحتقر الاداء فيها حتى وان كان هناك فئات يعجبهم ما تقدمه مثل هذه المؤسسة، فالمؤسسات الاعلامية لم تكن لفئة معينة، بل هي لكل فئات المجتمع واطيافه فلا تنحاز لطرف على حساب طرف آخر، وان تكون مع فئة دون غيرها.
أنا شاركت في مسيرة يوم 5/10 واربأبنفسي كاعلامي احترم ذاتي ان اعيد ما قاله احد الاعلاميين عن المشاركين في هذه المسيرة من ألفاظ نابية ومسيئة ولا اعتقد ان احداً يحترمه على مثل هذا الموقف الا اذا كان من عينته سواء هو او زملاءه في الاذاعات الاخرى الذين تضامنوا معه في الفاظ ومسميات مماثلة على ابناء وطنه حتى اننا لا نقبلها لعدو فكيف لنا ان نقبلها على مواطنين اردنيين يحتجون على قضايا سياسية تهم وطنهم فهم لم يقوموا بمسيرة او مظاهرة ليدافعوا فيها عن من خان الوطن وسرقه.
مثل هذا المذيع او غيره من المذيعيين لا يجوز لهم شتم الناس بالفاظ غير لائقة مطلقا لان عليه ان يدرك ان الاعلامي هو كالقاضي ان حكم حكم يصدق واخلاص وان اصدر حكمه فلا يتعرض لمن يحكمه بالاساءة فدور القاضي ينتهي بالحكم والمذيع عليه ان يعرض القضايا بتجرد وان كان له رأي لا يمكن ان يكون من خلال مؤسسة اؤتمن عليها فان غضت ادارته الطرف عن ممارساته فعليها ان تعرف ان المواطن لن يحترمها هي لان المؤسسة باقية والمذيع قد يكون متنقلا.
اعتقد ان الاساءة للناس والتلفظ بالفاظ سيئة وتجاوز الحدود عند محاورة المسؤولين حتى لو كانوا مقتصرين وقد استمعت كثيرا لمحاورة بعض المسؤولين مع مذيعيين اردنيين كانوا يتصلون معهم ويذلوهم ويؤنبوهم على اعتبار انهم مقصرين في مؤسساتهم فلا اخال حتى من هم اعلى منهم درجات يتصرفون كما يتصرف معهم بعض المذيعيين على الهواء انا هنا لست مع تقصيرهم ولكنني ضد الاسلوب الذي يستخدمه الاعلامي معهم.
اننا بحاجة الى مدونة سلوك وبحاجة الى صقل في السلوك فاذا كانت الحكومة ترى ان المواقع الالكترونية بها تجاوزات فان بعض الاذاعات تبث في الهواء سموما واساءات وهي لا تعبر عن الشهامة فيما تقدمه من اغنيات فالشهامة اخلاق في التعامل مع الاخر ولم تكن الشهامة الاردنية في يوم من الايام كما يعبر عن حالتها مثل هذه الاذاعات .