.. اسقاط النظام قبل قيامه!
طارق مصاروة
24-11-2012 03:29 AM
عمون - عاد الهتاف القديم إلى ميادين القاهرة: الشعب يريد إسقاط النظام. مع أن من المفترض أن يحتفل الإخوان بمكاسب تكتيكية أحرزوها في معركة غزة، فقد تمت استعادة القطاع من قوى إيران وحلفائها في المنطقة، وتم وضع الاتجاه الديني لقوى الإسلام الفلسطيني في مواقعه المصرية التقليدية.
الإنجاز الذي سمّاه الرئيس الأميركي ببراغماتية مرسي، كاد أن يضيع بمجموعة المراسيم الرئاسية التي «حصّنت نفسها» من وظائف القضاء.. واعطت للرئيس في غياب مجلس الشعب سلطات تشريعية لم تكن إلا زمن دستور السادات، والتي اسقطها لاحقاً دستور حسني مبارك!!.
لقد استغلت الأحزاب المدنية، وثوار نيسان والأقباط هذه المراسيم الرئاسية، فأعلنت أن الرئيس مرسي «فرعون» جديد، وأنه يفرض دستوراً إخوانياً في غياب المجموعات المدنية في المجلس التأسيسي الذي يضع مسودة الدستور!!. فهناك قـناعة لدى كل الفئات العلمانية والمعارضة للإخوان بأنّ الوضع القائم هو نظام يجب اسقاطه, مع أن هذا النظام يتألف من الرئيس المنتخب, ومن مجلس وزراء عينه هو.. فما جرى في مصر منذ سنة ونصف هو مرحلة رجراجة بين نظام سقط, ونظام جديد لم يكتمل بعد!!
لقد انسحب الجيش من الصورة حتى أن المواطن المصري لم يحفظ اسم القائد العام الجديد, وأن اجهزة الاعلام الرسمية ليست معنية بنشاطاته. كما ان القضاء استطاع فرض ارادته على قرار الرئيس مرسي بنقل النائب العام ليشغل منصب سفير مصر في الفاتيكان, فحكمت المحكمة بأن ليس من صلاحيات الرئيس جعل رأس السلطة القضائية موظفاً يصح نقله من موقعه الى وظيفة سفير. ولعل الذين كانوا حول الرئيس قصدوا عن عمد توريطه. فلا يوجد سفراء دول في الفاتيكان, ولا سفارات, ولا يصح حتى تسمية السفراء في روما سفراء غير مقيمين للفاتيكان, وذلك حسب اتفاقية 1929 بين الفاتيكان والدولة الايطالية الفاشية.
الآن يواجه الرئيس مرسي خصمين قويين:
- القضاء، حين قرر الرئيس إعادة محاكمة من حوكموا.
- والأحزاب المدنيّة، والشباب الثوّار الذين بدأوا بذكرى شارع محمد محمود، وانتقلوا إلى «دعوة الملايين» للاعتصام في ميدان التحرير يوم الجمعة (أمس).
جهاز الأمن الآن يتلقى التعليمات بفض اعتصامات ومظاهرات المحتجين. وهو الجهاز ذاته الذي شيطنه الإخوان يوم كانوا في الشارع، وأحيل قادته إلى المحاكم باعتبارهم قتلة ومجرمين من العهد المباد!!.
مصر غير مستقرة. والذين يراهنون على مصر إخوانية، وسوريا إخوانية يتعاملون في السياسة بآمالهم وليس بقراءة الأحداث كما هي.
الراي