الى رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح
21-11-2012 08:38 PM
لعل من الضروري القول , بأن بلدنا الأردن على وشك الوصول الى مرحلة الخطر ,إذ إن تسلسل الإحداث عندنا ومن حولنا يجعلنا ندق ناقوس الخطر مع التأكيد بأننا لا نمزج بين احداث الداخل والخارج , وان كانت احداث الخارج وتداعياتها تؤثر فينا من كل جانب .
وأشد ما نخشاه اليوم , هو ان نتاخر في مواجهة الاوضاع وحل المشكلات الراهنة فننزلق ونوغل في المخاض الصعب اكثر فاكثر .
من هنا نناشد المخلصين الطليعيين في الحراك الوطني العمل على وقف كل التظاهرات الاحتجاجية وخاصة المظاهرات والاعتصامات , التي باتت منافذ للشر , وليس ادل على ذلك مما شهدناه في الايام الماضية من أعمال تخريب وسعربدة واعتداءات سافرة على الممتلكات العامة والخاصة ..
انها تجربة مرة وان تكرارها قد يوقع البلد في مشكلات ومآزق حرجة جراء سطوة الرعاع المندسين , التي طالت دوائر وممتلكات حكومية وبنوكا وقد تخللتها اطلاق نار باتجاه رجال الامن العام والدرك واصابة احدهم في رأسه . كما تخللتها اعمال سرقة لاحد البنوك والمحلات الخاصة ومؤسسات حكومية واحراق سيارات ومتاجر وبنوكا ودوائر رسمية .وهنا لا بد ان نتذكر وعلى مدى سنتين البلاغلات الرسمية العديدة عن عمليات سطو وعنف وعمليات احتيال واسعة وعن تعرض رجال الامن والدرك لاطلاق النار من قبل مطلوبين ومهربين وخارجين اخرين عن القانون ..
ونسأل الا تدل هذه الحوادث على اننا مهددون بغوغاء وجرائم وفوضى يصح معها القول بوجود شارع سفلي " بين ظهرانينا لا يكترث بالنظام والقانون ?!!!. ونسأل أليس من الممكن ان يتسرب الى هذا الشارع عاطلون عن العمل ومنحرفون حاقدون ومتعاطعون للمخدرات ولصوص وفاسدون لا نستهين ولا نقلل من رصيدهم اليوم وبعضهم مع الاسف استغلوا الانفتاح وسقوف الحرية وتراخي الامن او بالاحرى تقييده بمحددات مراعاة الحرية . نعود لمناشدة الرجال الوطنيين لمراجعة دعواتهم للتظاهر والمسيرات والتحشدات وليس معنى هذا اننا نعارض او نعترض على مطالبهم او نشكك في اخلاصهم وفي وطنيتهم , وانما نضع بين ايديهم مخاوفنا وهي كثيرة ومشروعة ويدفعنا الى ذلك شعورنا بوجود سلاح وادوات دمار بيننا وعلينا ان لا نخفي رؤوسنا في الرمال . واذا اخذنا الاوضاع الراهنة والاجواء المحيطة وتداعياتها بعين الاعتبار فينبغي ان لا تطغى سمة الاحتجاجات على المشهد الداخلي ولا يضيرنا ان نعترف بان المعارضات على اهميتها وقدسيتها يمكن ان يتسلل اليها العابثون فتفضي الى شر يأباه الجميع . وهنا نتوجه بالرجاء الحار الى من لا تنقصه الخبرة في الناس الى دولة الاستاذ احمد عبيدات الذي شغل اهم المناصب في الدولة , فكان مديرا للمخابرات العامة ووزيرا للداخلية ورئيسا للوزراء ورئيسا للمركز الوطني لحقوق الانسان ورئيسا للجبهة الوطنية للاصلاح , وكان مميزا بالنزاهة والطهاره , وهو القانوني الاعلم بكيف ولماذا تتخذ القرارات الصعبة لدى المراكز العليا ,وهو الرجل الصلب فحين داهمت الوطن الاحداث الجسام واضحى مسرحا للتنظيمات المسلحة 1970 , واختلط الحابل بالنابل .. وحاشى لله بهذا ننتقص من المقاومة وبطولاتها , ولكنها الحقيقة المرة , نقولها بامانة ووعي , فلقد اندس فاسدون وانتهازيون وادعياء وطنية في بعض الصفوف وجوانبها وكادوا بممارساتهم يدمرون الوطن ويدخلونه في حرب اهلية .. كنت انت دولة الرئيس واحدا من الوطنيين البارزين الذين تحملوا مسؤولياتهم بشرف ولا نقول ما اشبه اليوم بالامس - . ولكن ان ما يجري اليوم في الاردن وفي الاقليم وفي المنطقة .من تطورات ونزاعات مسلحة يستدعينا ان نتذكر الاحداث الماضية وتداعياتها ونعترف بان اخطارها اصبحت ماثلة لكل ذي بصر وبصيرة . ان الوطن لم يعد يتحمل المزيد من الاعباء وليس بمقدوره ذلك امانة . خلاصة القول ; يادولة الرئيس ,اننا نناشدك الله وانت الوطني الغيور الصادق ان تسعى بكل جهدك لمنع المسيرات والتظاهرات , فهي حمل ثقيل ثقيل خاصة اننا في مرحلة حبلى بالشر كما نناشدك الله بان لا تتوقف عن مقارعة الفساد والفاسدين ,وعن المطالبة بالاصلاح بوسائل اخرى وهي كثيرة ومتاحة ومأمونة .
الديار