الاردن اليوم: محاوله للفهم 2
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
21-11-2012 05:37 PM
بعد موجه الاحتجاجات الاخيره و ردة الفعل الشعبيه و الحكوميه احاول الاجتهاد لمعرفة اين نحن و ماذا ينتظرنا. اميل دوما للتصنيف العلمي و هو ما اجتهدت في كتابته اليوم و ابدا بالحراكات.
تنامى استعمال مجموعات الموالاه و المعارضه في الشارع و مواقع التواصل الاجتماعي و رغم عدم قناعتي بهذين المصطلحين ساستخدمهما للتيسير على نفسي في الاجتهاد.
الموالاه ثلاث انواع:
الاول هم المخلصين للوطن و خائفين على الاردن و امنه و مستقبله و هؤلاء ضد الحراك الشعبي من منطلق وطني خصوصا ان الحكومات تحاول تسويق قراراتها غير الشعبيه على انها ضمان للاردن و امن و امان الشعب.
الثاني هم مجموع من المنافقين الذين يجاملون حتى بمصالحهم و مصلحة وطنهم و هؤلاء مشاريع فساد تبحث عن فرصتها.
الثالث هم المستفيدين من الوضع الحالي سواء من خلال مكرمات حكوميه او مكاسب اقتصاديه او رعايه و مناصب و هؤلاء هم البطانه التي اختفت و لم نسمع صوتهم خلال الاحداث فهم جزء من المشكله و بالتالي لن يكونوا جزء من اي حل و ليس لهم تأثير حقيقي سوا ما يسوقونه لانفسهم في مراكز صنع القرار.
اما المعارضه فاطيافها اقل تجانسا:
الاول هم المعارضه السياسيه المنظمه و هذه تعرف ماذا تريد واهدافها محدده. اولويتها مكاسب سياسيه و هي تستثمر في الاخطاء الحكوميه للحديث باسم الشارع و الايهام بقيادته و الحديث باسمه. و بالتالي فان اي اصلاح اقتصادي حقيقي سيسحب البساط من تحتها و يعيدها لحجمها الطبيعي و بالتالي الاصلاح الاقتصادي ليس اولويه لها
.
الثاني هم المعارضه الوطنيه المنظمه و هذه تنطلق من الحفاظ على الاردن باصلاحات سياسيه و اقتصاديه و سقف شعاراتها يعلو و يهبط حسب السياسات الطروحه.
الثالثه هم المعارضه الشعبيه الملتزمه و التي تصبو الى اصلاحات سياسيه و اقتصاديه واقعيه تشمل مشاركه اوسع دون الخوض في الشعارات الخاصه بالنظام و سقوفها. هؤلاء يمثلون التكنوقراط او الطبقه الوسطى المحايده من اساتذة جامعات و اطباء و مهندسين و معلمين و متعلمين بشكل عام.
الرابعه المعارضه الشعبيه الانتهازيه و هذه تعتمد معارضتها على مدى المكتسبات من النظام و الدوله و الحكومه فتنخفض السقوف بزيادة المكتسبات و ترتفع بفقدانها.
الخامسه المعارضه الشعبيه العفويه او العشوائيه و هؤلاء ترتفع سقوف الغضب بسرعه و يعبرون عنه بايذاء الناس او الممتلكات العامه و الخاصه و لكن غضبهم يهدأ بسرعه و ينسحبوا الى الاغلبيه الصامته او الموالاه بدون تفكير او تفسير.
السادسه المعارضه الاجراميه و هؤلاء هم خفافيش الظلام من اصحاب السوابق و الزعران و الذين ينتهزوا انشغال الامن و الناس للتكسير و النهب و يتمنوا ضعف هيبة الدوله ليفرضوا انفسهم فتوات و يمارسوا اجرامهم. هذه المجموعه هي الاكثر استغلالا من الجميع و ذلك لشيطنة الاخر سواء معارضه او موالاه.
طبعا هذا اجتهاد و هيكل لكيفية التعامل مع كل مجموعه سواءا من قبل الحكومات او الاصلاحيين و حتى لا يختلط الحابل بالنابل. وتبقى الاغلبيه صامته تراقب الاحداث تتمنى في قرارة نفسها حياة هادئه امنه مستقره دون الحاجه للدخول في الشد و الجذب و الحسابات الاقتصاديه و السياسيه المعقده. هذا المجموع يعيش الاحداث و يتعايش مع اي وضع و يشعر انه مغلوب على امره تارة شاكر و اخرى متبرم و لكن فقط في النفوس او المجالس الضيقه.
لقد اثرت ان اؤجل رايي في قرار رفع الدعم و موجة الاحتجاجات و الشعارات المرفوعه لمقالتي القادمه محاوله للفهم 3.
د. هيثم العقيلي المقابله
ناشط اجتماعي/جرش